سنجاي صوري سنجاي صوري

أوروبا تمنع وصول الأدوية للفقراء

لندن - يمنع الإتحاد الأوربي عبور شحنات أدوية في طريقها للدول الفقيرة، رغم استيفائها لكل شروط منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، وذلك بحجة أنها نوعية وتتنافي مع قوانين حقوق الملكية الفكرية، حسب تقرير مشترك لمنظمة أوكسفام العالمية والمنظمة الدولية للعمل من أجل الصحة.

وتزعم السلطات الأوربية المختصة أنها تحتاج للتحقق مما إذا كانت هذه الأدوية مغشوشة ومضرة بالصحة، وهو الإجراء المشكوك في صلاحيته وجدوى استيفائه للغرض المعلن، إذ أكدت صوفي بلويمان، من المنظمة الدولية للعمل من أجل الصحة في بروكسل أن المعني بالغش هو مخالفة حقوق «الماركات»، وليس براءات الاختراع.

وتأتي غالبية هذه الأدوية من الهند قاصدة دول أمريكا اللاتينية. وقررت حكومتا الهند والبرازيل رفع شكاوى لدى منظمة التجارة العالمية ضد هولندا، لاحتجازها شحنة من أدوية مرض الإيدز المرسلة من الهند والمتوجهة عبر أوربا إلى البرازيل وكولومبيا ونيجيريا.
وكانت الجمارك الألمانية والهولندية احتجزت منذ العام الماضي 19 شحنة من الأدوية النوعية المتوجهة إلى البلدان النامية، وفقا لتقرير المنظمتين. وكانت 16 من آخر 17 شحنة قادمة من الهند وواحدة من الصين. وكانت خمس شحنات مخصصة لبيرو، وأربع شحنات لكولومبيا، واثنتان لكل من إكوادور والمكسيك، وشحنة واحدة لكل من البرتغال وأسبانيا والبرازيل ونيجيريا. وتعتبر أغلبية هذه الأدوية ضرورية وعاجلة لمعالجة حالات تهدد بالموت.
وتتضمن الأدوية 30 ألف قرص للمناعة ضد الايدز، و 100 ألف قرص لعلاج أمراض القلب، و500 ألفاً للفصام، و 94 ألفاً للخبل، وذلك حسب الضبوط الجمركية.
ويشير التقرير إلى أن الإتحاد الأوربي يقدم مصالح الشركات الكبرى المنتجة للأدوية، على مصالح الأهالي العاجزين عن الحصول على أدوية أساسية، كما أنه يعرقل بهذا أيضاً الوفاء بالتزاماته نحو تحقيق أهداف الألفية للتنمية المعتمدة في الأمم المتحدة، وكذلك اتفاقيات منظمة التجارة العالمية.
ويشرح التقرير أن الاتحاد يتمسك بقواعد مشددة جديدة في معاملات التجارة الحرة الثنائية، تتجاوز أحكام اتفاقية منظمة التجارة العالمية المعمول بها بشأن النواحي المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية.
وصرحت اليز فورد من منظمة أوكسفام العالمية أن «الاتحاد الأوربي مذنب بازدواجية المعايير... معيار للأغنياء ومعيار للفقراء. فهو ينقض على أسعار المنتجات الدوائية الأوربية، في وقت يشن فيه جهوداً منسقة لتشديد قواعد حقوق الملكية الفكرية، لتحول دون شراء الدول الفقيرة، أدوية في متناول قدراتها».

وشدد التقرير على أن سياسات الاتحاد الأوربي ترفع تكاليف إنتاج الأدوية، وهو ما «يضر بأفقر فقراء الدول النامية، وبصورة قاسية، حيث تنفق هذه الدول ما بين 20 و 60 في المائة من ميزانيات الصحة على شراء الأدوية».
وأشار تقرير المنظمتين إلى أن سياسات الاتحاد الأوربي التجارية تتطلب أن تحمي الدول النامية مصالح شركات إنتاج الأدوية على حساب أولياتها الصحية، وأن مطالب الاتحاد تتجاوز حتى المطالب الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي السابق.
 
نشرة «آي بي إس»