تعددت المدن.. والاحتجاج واحد: لا لحروب العولمة الأمريكية!
شهدت عدة مدن وعواصم عالمية في الفترة القريبة الماضية تظاهرات حاشدة تحتج على ما يشهده العالم بشعوبه الواقعة تحت وطأة البسطار الإمبريالي العالمي. وإن اختلفت المدن، مسارح هذه الاحتجاجات، إلا أنها كانت موحدة في مجرياتها، حيث المواجهات العنيفة مع ما يسمى بـ «شرطة مكافحة الشغب» وكذلك في شعاراتها التي جسدت، تحت رايات وأعلام برز فيها العَلَمان العراقي والفلسطيني، وحدة الهم العالمي وقضايا شعوب العالم، من مناهضة العولمة إلى معارضة الحرب المزمعة أمريكياً على العراق، مروراً بالدعم الأمريكي المتواصل للكيان الإسرائيلي وجرائمه المرتكبة يومياً في فلسطين المحتلة:
■ لا للحرب على العراق ■ لا للدم مقابل النفط ■ لا للحرب مقابل النفط ■ بوش مطلوب بوصفه مجرم حرب ■ اسقطوا بوش لا القنابل ■ اسقطوا الديون لا القنابل ■ حرروا فلسطين ■ ليس باسمنا ■ أوقفوا USA (الولايات العدوانية الأمريكية)
آلاف المتظاهرين في ايطاليا
فقد خرجت في شوارع إيطاليا تظاهرات غاضبة للاحتجاج على اعتقال السلطات عددا من الناشطين ضد العولمة وسياسات الحرب الأمريكية ووُجهت إليهم اتهامات بـ «التآمر والتخريب».
وقد سار الآلاف من المنتمين لمختلف التيارات السياسية والدينية الإيطالية كما من المواطنين في تظاهرة حاشدة بشوارع روما وفلورنسا.
ومن بين الذين تم اعتقالهم زعيم حركة /لا للعولمة/ في فلورنسا، فرانشيسكو كاروسو، بعد أن قامت حركته التي تضم يساريين ودعاة سلام وأنصار بيئة، بتنظيم مسيرة في فلورنسا في وقت سابق ضمت أكثر من نصف مليون شخص أعربت عن معارضتها لشن حرب أمريكية على العراق وذلك صبيحة اليوم التالي لصدور القرار الدولي 1441 القاضي بتشديد شروط التفتيش على الأسلحة العراقية، والذي تتحين واشنطن الفرصة لتفسير أي ثغرة فيه لصالح الوصول إلى أهداف حربها المبيتة من جديد ضد العراق والمنطقة العربية عموماً.
يوم أوربي ضد الحرب على العراق
ورغم انتشار الآلاف من عناصر الشرطة المعززة بالمروحيات في المكان تحسباً، حذر المتظاهرون في أثناء مسيرتهم من أن هدف واشنطن هو السيطرة الكاملة على نفط العراق والخليج العربي الأمر الذي يحمل أخطاراً كثيرة على العالم بأسره وأوربا على وجه الخصوص، وهو ما جعل المتحدث باسم الجمعية الفرنسية لمناهضة العولمة /أتاك فرانس/ يعلن أن الشبكات الأوربية اتفقت على تنظيم يوم أوربي - وإذا أمكن دولي بدءاً من العواصم الأوربية - ضد الحرب على العراق وذلك في 15 من شهر شباط من العام المقبل، مضيفاً أن هذا اليوم غير المسبوق ستسبقه تظاهرات ضد الحرب في كل دول أوربا في منتصف شهري كانون الأول والثاني.
تظاهرة حاشدة في بروكسل
وفي بروكسل اعتقلت الشرطة البلجيكية 39 شخصا في أثناء تظاهرة حاشدة شهدتها العاصمة بمشاركة الآلاف من مناهضي الحرب الأمريكية، حيث رشقت مجموعة من الشبان بالحجارة واجهات مؤسسات تجارية أمريكية تعبيراً عن سخطهم على سياسات الاستعلاء الأمريكي على شعوب العالم ومصالحها ووجودها، وطال ذلك مطعم ماكدونالدز وفندق ماريوت ووكالة للسياحة مما أسفر عن بعض الأضرار قبل أن تبذل قوات الأمن المنتشرة بكثافة في المكان كل ما في وسعها في منع المتظاهرين الغاضبين من الوصول إلى السفارة الأمريكية.
تظاهرات في كندا
في السياق ذاته وبينما شهدت كندا تظاهرات احتجاجية مماثلة أغلقت السلطات الاسترالية روابط لموقع على شبكة الانترنت قيل إنه يقدم إرشادات لآلاف النشطاء من مناهضي العولمة الذين احتجوا في سيدني على انعقاد مؤتمر لمنظمة التجارة العالمية الذي اضطر القائمون عليه على نقل موقع انعقاده من تحت أضواء أحد أضخم فنادق المدينة وعلى التواري في المدينة الرياضية خلف أسوار أمنية أكثر من مشددة هددت بدورها باستخدام قوانين اعتقال خاصة للمتظاهرين وذلك تأكيداً منها على «روحها الديمقراطية» وحرصها على «حقوق التعبير لدى الإنسان».
واشنطن تواصل حفر قبرها بنفسها
والجدير ذكره أن مدن برلين وغيرها من المدن الألمانية، وكذلك واشنطن وسان فرانسيسكو وغيرها من مدن الولايات الأمريكية كما في باريس ولندن شهدت في مطلع الشهر الجاري تظاهرات مماثلة في وقت لا تزال فيه واشنطن تواصل حفر قبرها بنفسها من خلال سياساتها التي تصم آذانها أمام احتجاجات شعبية دولية تتوسع دائرة المشاركين فيها تباعاً، والصور خير دليل...