الحياة داخل الولايات المتحدة
لم يكن النظام السياسي فاسداً وهو يعمل بفاعلية كما هي الحال دائماً..
ولم تكن هناك أخطاء استخباراتية فيما يتعلق بالعراق ولم يكن الغزو خطأً وكذلك لم يكن الحال بالنسبة للتعذيب، بل على العكس فقد تصرف الناس اللامعون والعقلاء على تمثيل أفضل تقاليد السياسة الخارجية الأمريكية منذ ولادة أمتنا العظيمة والتي اعتبرت أصحاب البشرة الحمراء (الهنود الحمر السكان الأصليين) أول الأجانب.
حاول أن تخبر الأمريكيين أن بلادهم تستخدم القوة العنيفة دون أي وازع أخلاقي في انتزاعها من البلدان الأضعف ما تريده تماماً ليتحول الجو حولك إلى صقيع. ومع ذلك فهناك سجل، وكما اعتاد أن يقول كايسي ستينج الأول:«يمكنك أن تبحث عنه»..
إن إعلان الحرب هو تكتيك يحظى بشعبية، وبفضل التقنية الحديثة فلدينا إجراء يدوي لاستشرائه في ثقافتنا.
إن البحث في محرك غوغل في الانترنت على عبارة «الحرب على الجوع» يعطيك 21.900 ألف مرجع، وعلى عبارة «الحرب على الفقر» 646.000 ألف نتيجة، و«الحرب على المخدرات» 4.310000 ملايين مرجع، ومن ثم هناك «الحرب على الإرهاب» الذي يعطيك البحث عنها 25.100.000مليون مرجع.
ويفترض بنا أن نقبل إخلاص هذه الحروب وصدقها في ظل كل الجدية التي تتضمنها عناوينها. ولكن النظر إلى الممارسة العملية فإن الحرب على الجوع هي أشبه بالحرب على الجياع، والحرب على الفقر هي حرب على الفقراء، والحرب على المخدرات هي حرب على الذين يتعاطونها. وهنا يأتي السطر الذي يفقأ العيون وهو ليس مسلياً، فالحرب على الإرهاب هي أقرب لحرب تبتغي إرهابنا واستعداءنا نحن البشر.
نعم بمقدورهم أن يخططوا ويشنوا حرباً عدوانية، وهي «الجريمة الدولية العظمى» حسب قوانين نورنبرغ.
■ جيمس روزنبرغ
كاتب وناشط أمريكي منشق