عبدي يوسف عابد عبدي يوسف عابد

دردشات لاشيء يخفى

بمناسبة الذكرى السادسة لعيد المقاومة والتحرير اللبنانية، أنحني أمام جميع الوطنيين العرب بخشوع، تمجيداً لشهداء المقاومة الأبرار، الذين سجلوا بدمائهم الطاهرة أروع ملاحم البطولة والفداء في صفحات تاريخ النضال الوطني التحرري.

لقد حطمت المقاومة اللبنانية عنجهية الجيش الإسرائيلي، وحررت الجزء الأكبر من أراضي الجنوب المحتلة.

مبروك للمقاومة اللبنانية الباسلة هذا العيد الأغر، مع التحيات والتهاني الحارة للمقاومين الأشاوس أعضاء وقيادة، من قلوب مفعمة بالحب والإجلال وتمنيات بانتصارات لاحقة، يتحقق فيها تحرير بقية أراضي الجنوب، وجميع الأسرى العرب من السجون الإسرائيلية، لتحتفل بها ومعها جميع الشعوب العربية في ذكرى عيدها السابع.

كثيرون يتساءلون باستغراب عن سر تنطع فريق 14 آذار بشراسة لمهمة نزع سلاح المقاومة اللبنانية، التي حققت مثل هذه الانتصارات التاريخية، على العدو الصهيوني التي تعجز عنها جيوش نظامية؟

إن هذا الفريق، قد شطب عداءه لإسرائيل، ووجهه ضد سورية وراح ـ أطراف منه ـ  هذا يدعو للحرب عليها وذاك يستعدي الأمريكان لاحتلالها، وينسق التآمر مع الإخوان المسلمين ضدها، وكل الفريق يصفق لقرارات الأمم المتحدة الجائرة التي فرضتها أمريكا ضدها، ويشيع كذباً وبهتاناً بأن سورية ترسل شاحنات الأسلحة لمؤيديها، ويبارك ويهنئ جون بولتون سفير الولايات المتحدة في مجلس الأمن وهو المعروف بمواقفه القذرة الحاقدة على العرب انتصاراً لإسرائيل، وقبل أيام صرح سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة قائلاً: إن جون بولتون هو عضو في الفريق الإسرائيلي في منظمة الأمم المتحدة.

لحساب من يستقتل هذا الفريق، لنزع سلاح المقاومة اللبنانية التي تشكل شوكة واخزة  في عيون إسرائيل وخنجراً ماضياً في خاصرتها؟

ولصالح من يتخذ موقف العداء والاستعداء ضد سورية البلد العربي الوحيد في المنطقة الذي يقف في وجه المخطط الأمريكي، الذي يسعى إلى إجراء تغييرات سياسية واقتصادية وجغرافية في دول المنطقة، تمهيداً لمشروع الشرق الأوسط الكبير، الذي يكون فيه لإسرائيل دور قيادي بارز، سياسياً و اقتصادياً وعسكرياً وثقافياً؟

يحضرني في هذا المجال إعلان دمشق بيروت الذي حصر سبب سوء العلاقات بين البلدين في الجانب السوري، مردداً اتهامات فريق 14 آذار نفسها، وينحو منحاها في عدم الإشارة إلى المخطط الأمريكي ـ الصهيوني الذي يهدد البلدين معاً ويسكت عن نشاطات هذا الفريق العدوانية ضد سورية، بل ويلتقي معه في الموقف العدائي من سلاح المقاومة، تدعو الفقرة الرابعة منه، الدولة  اللبنانية إلى: (بسط سلطتها على كامل ترابها الوطني) أي نزع سلاح المقاومة بإرسال الجيش اللبناني إلى الجنوب.

إن هذه المواقف والنشاطات من فريق 14 آذار وبضمنها بيان دمشق ـ بيروت رغم احترامي لوطنية أغلبية الموقعين عليه واستغرابي لاعتقال بعضهم، تصب من حيث النتيجة لصالح المخطط الأمريكي ـ الصهيوني في المنطقة، الذي يشكل رأس رمح هجمة العولمة المتوحشة، للسيطرة على العالم، لذا تقاومه بضراوة شعوب العالم وفي مقدمتها الشعوب النامية.

إن موقف كل حزب أو حكم من هذا الصراع العالمي الذي يحتدم في منطقتنا هو الميزان الدقيق لقياس وطنيته، لأن لا أحد منهم يستطيع تجاهل انعكاسات هذا الصراع على بلده، ومن يحجم عن إدانته، تحت ستار الحياد، إنما هو ينسجم معه ويؤيده.

وما لقاءات قادة فريق 14 آذار بالسفير الأمريكي وزياراتهم للبيت الأبيض،بالإضافة إلى نشاطاتهم المذكورة إلا دليل انسجام وتنسيق بين الطرفين، لذا من حق الشعوب العربية أن تسمي فريق 14 آذار بفريق 17 أيار، اتفاقية الخيانة مع إسرائيل، التي ألغاها نضال الشعب اللبناني.