حاجز جديد سيحوّل شمالي الضفة إلى كانتون منفصل..

في الحاجز الجديد ستكون 10 مسارات، 8 باتجاه الجنوب، واثنان باتجاه الشمال.

ويبنى هذا الحاجز في مفترق زعترة، تحت التلة التي تقوم عليها مستوطنة «تفوح»، في أرض جرى تمهيدها لهذا الغرض في الأشهر الأخيرة. وصرح بعض ضباط الجيش الإسرائيلي بأن القرار بإقامة الحاجز هو جزء من خطة قيادة المنطقة الوسطى لـ "تصميم المجال"، والتي تعيد تنظيم ترتيبات المواصلات في الضفة. وبرأي محافظ نابلس، فان الحاجز سينخرط في شبكة الحواجز المأهولة والسواتر الترابية التي ستستكمل خطة جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطع محافظتي نابلس وجنين عن باقي أرجاء الضفة.

وقال محافظ نابلس محمود العالول لصحيفة "هآرتس" أواخر شهر تشرين الأول المنصرم، إنه حسب تجربة السنوات الماضية، فإنه يخشى من أن تتعامل إسرائيل بالتدريج مع الحاجز الجديد كمعبر حدود دولي، ظاهراً بين منطقة فلسطينية ومنطقة إسرائيلية، كما تتعامل مع حاجز قلنديا حالياً، رغم المسافة البعيدة التي تفصله عن الخط الأخضر. وهكذا، حسب العالول، سيستكمل تحويل منطقة نابلس - جنين إلى "كانتون" منفصل ومنقطع عن وسط الضفة.

كما أنه بتقدير مصدر دبلوماسي يتابع تقييدات الحركة في الضفة، فإن الحاجز الكبير جنوبي نابلس هو مرحلة أخرى في محاولة لخلق ثلاث كتل منفصلة  في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلى جانب السيطرة الإسرائيلية على الطرق العرضية وتوسيعها، وتوسيع البناء في المستوطنات القائمة في المنطقة، والتي تجر تغييراً في ترتيبات الحركة في المحيط. وحاجز «تفوح» هذا ينخرط ضمن طريق عابر السامرة الموسع، وفي سلسلة سواتر على الطرق الفرعية الخارجة من القرى شرقي المفترق.

أما حاجز قلنديا فيفصل بين "كانتونين" آخرين في الضفة - الوسط والجنوب، غربي الحاجز يمتد طريق موديعين - جفعات زئيف، حيث يحظر سفر السيارات الفلسطينية. وهكذا قطعت العلاقات المباشرة بين شمالي منطقة رام الله وجنوبها. ومن الشرق، حواجز متحركة على الطريق رقم 60، "غلاف القدس"، الحاجز في أبو ديس في الطريق إلى بيت لحم والبناء في المستوطنات في شرقي القدس تخلق حاجزاً بين وسط الضفة وجنوبها.

في السنوات الخمس الأخيرة نصب في مفترق «تفوح» حاجز مؤقت على طرف طريق ضيق ذي مسارين فقط. وبينما كانت السيارات الإسرائيلية تتجاوز الطابور الطويل للسيارات الفلسطينية في طريقها جنوباً وشمالاً، كان المسار يسد في وجه المسافرين الفلسطينيين. وفي السنة الأخيرة جرى توسيع الطريق من أجل السماح للسيارات الإسرائيلية بالتجاوز دون أن تخلق أزمة سير. وزمن الانتظار في الحاجز بالنسبة للفلسطينيين يتغير وفقاً لمزاج جنود الاحتلال، ويمكن أن يستغرق بين 10 دقائق وساعتين، ووفقاً لنوع "الفحص" (إطلالة على المسافرين في السيارة فقط، فحص الهويات، فحص السيارة أو تأخير طويل لكل سيارة)، وأحيانا ينصب حاجز مؤقت من الغرب، حيث تفحص السيارات القادمة من هذا الاتجاه. أما الحاجز الجديد فسيقوم في "عنق الزجاجة" حيث ستقطر فيها حركة المواصلات الفلسطينية التي تصل من الشمال ومن الغرب. وقالت مصادر في الجيش الصهيوني  إن الحاجز يأتي: «للتسهيل ولحث الفحص، ومنعاً لأزمات السير». ذات التفسير أعطي في الماضي عندما بدأت أعمال التوسيع في حاجز قلنديا، وأيضاً قبل أن يتقرر أن يبنى عائق الفصل بالضبط جنوبي قلنديا. 

وإضافة إلى حاجز تفوح، فان الجيش الإسرائيلي يحظر في كثير من الأحيان عبور سكان شمالي الضفة إلى جنوبها وفقاً لنظام يسمى "عزل"، والمتبع في ضوء الإخطارات الأمنية. والجيش الإسرائيلي لا يميز بين عزل جزئي، حيث يفترض السماح لمن يسكن جنوبي المفترق السفر إلى الشمال، والعزل التام حيث لا معبر لسكان وسط وشمال الضفة في الاتجاهين.

 

وفي جيش الاحتلال الإسرائيلي هناك من يقول إن الميل الآن هو لتخفيف  أوضاع "العزل" وتقليصها إلى منطقة أصغر، وذلك من أجل "خلق توازن بين الاحتياجات الأمنية ونسيج الحياة". فيما كل الوقائع السابقة والحالية «والمؤشرات المستقبلية» تؤكد حالات لم يسمح فيها حتى للمرضى والمعلمين والموظفين من عبور الحاجز.