أعاصير المقاومة العراقية تعصف بالغزاة.. تشرين الأول: 93 قتيلاً أمريكياً ومئات الجرحى

اعترفت مصادر رسمية ناطقة باسم قوات الاحتلال الأمريكية بمقتل 93 عسكرياً أمريكياً في مناطق متعددة من العراق خلال شهر تشرين الأول، بينما لم تشر هذه المصادر إلى عدد الجرحى الذي يفترض أن يكون من ستة إلى عشرة أضعاف القتلى، بناء على مفاهيم العلوم العسكرية.

وحسب هذه المصادر، التي اعتادت أن تخفي الحجم الحقيقي لخسائر قوات الاحتلال في العراق، فإن هؤلاء القتلى سقطوا بأساليب مختلفة، منها السيارات المفخخة والعبوات الناسفة وقذائف الهاون والأحزمة الناسفة، ومنها الهجمات الخاطفة بالأسلحة الخفيفة، كما أن هذه العمليات اتسمت بالدقة وشملت معظم الأراضي العراقية، ولم تنحصر في مناطق معينة، وإن كانت أكثر تركزاً في بغداد ومحيطها  وفي محافظة الأنبار.

وفيما يحاول الأمريكان عبثاً التضييق على المقاومين، من خلال شن حملات عنيفة على بعض المناطق التي يفترضون أنها تأوي المقاومين، تشهد عمليات المقاومة في الفترة الأخيرة تصاعداً كبيراً، وتتسع لتشمل مدناً ومناطق كانت «هادئة» حسب تصنيف قوات الاحتلال، وهذا له دلالات ومعان كبيرة، أهمها أن ما يجري في العراق الآن هو بداية فشل حقيقي للمشروع الأمريكي الهادف إلى تمزيق العراق شعبياً وسياسياً.                      

«الستار الفولاذي».. استهداف للمدنيين.. والمقاومة بالمرصاد!

ما تزال قوات الاحتلال الأميركية ترتكب المجازر المتتالية ضد الشعب العراقي بحجج وذرائع مختلفة، ومؤخراً، وللمرة الرابعة خلال شهرين، بدأت بعملية ذبح وتدمير جديدة أسمتها «الستار الفولاذي» وأعلنت أن الهدف منها هو «تنظيف مدينة القائم من إرهابيي تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين». وأكد شهود عيان أن ما يجري في مدينة القائم حالياً هو«إبادة جماعية» لا تهدف إلا إلى القتل المتعمد والتدمير الكلي وإذلال العراقيين.

ففي هذه العملية «الستار الفولاذي» في القائم، وخصوصاً في بلدة حصيبة ومحيطها قرب الحدود مع سورية تواصل القوات الهمجية الأمريكية مسلسلها الدموي، ولكنها اعترفت خانعة بأنها تواجه «مقاومة تفوق التوقعات»، استخدم المقاومون فيها الأسلحة الرشاشة وصواريخ مضادة للدروع. وأفادت شبكة «سي إن إن» أن المقاومة ضارية جداً هذه المرة رغم أن المشاركين في هذه العملية من قوات المارينز يزيد عددهم على 2500 جندي أميركي وألف جندي عراقي، لافتة الى أن المقاومين لا يتوقفون عن إطلاق النار من كل مكان ومن كل الاتجاهات باتجاه القوات الأميركية التي تحاول عبثاً السيطرة على وسط المدينة. وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» أن القوات الأميركية واجهت مقاومة «فاقت توقعاتها» ولم تتمكن من السيطرة إلا على بضعة أحياء في حصيبة، في حين كشف رئيس عشائر الكرابلة في القائم الشيخ أسامة الجدعان أن القصف الأميركي أدى الى مقتل 20 مدنياً بينهم نساء وأطفال وإصابة 50 آخرين، وندد  بالعمليات العسكرية ووصفها بأنها جزء من مخطط تدميري شامل.

ويتزامن الهجوم الأميركي على القائم، قرب الحدود السورية، مع وصول وفد الجامعة العربية برئاسة الأمين العام المساعد أحمد بن حلي إلى بغداد للإعداد لـ «مؤتمر الوفاق» الذي يتوقع أن يعقد في القاهرة نهاية الشهر الجاري، بحضور محتمل لممثلين عن حزب البعث و«المقاومة العراقية» حيث المشاورات الجارية بين بن حلي وممثلي الكيانات السياسية ستتواصل خلال اليومين المقبلين للإعداد لمؤتمر الوفاق الوطني في القاهرة. وأكد بن حلي أن «مختلف الأطراف تدرس ورقة العمل التي أعدها الأمين العام للجامعة عمرو موسى».

وفيما لا ترغب بعض الأطراف العراقية وخاصة تلك التي تتبنى نهج المقاومة أن توجه ورقة عمل موسى «إدانة عائمة إلى العنف ليشمل المقاومة، وتطالب بتحديد سقف زمني لجدولة انسحاب قوات الاحتلال، ترى الأحزاب المشاركة في الحكومة أن هذا الأمر مرهون بقرارها وتفضل التركيز على تعزيز العملية السياسية و «رفض اللجوء إلى العمل المسلح تحت أي ذريعة».