نموذج من البيانات المنتشرة في فرنسا حالياً من يزرع البؤس يحصد الغضب

نعم، الحياة في الأحياء الشعبية هي العنف اليومي:

ـ العنف في أن تُرفض لكل عمل تتقدم له، على الرغم من أنك حاصل على كل المؤهلات المطلوبة ولكن لأن هيئتك ليست هي الهيئة المطلوبة

ـ العنف في أن تضطر للعمل في أعمال صغيرة بشكل مؤقت، عمل العبيد الذي تحصل في مقابله على الفتات

ـ العنف في أن تفشل دراسيا حتى قبل أن تدخل المدرسة

ـ العنف في أن تتكدس الأسر في مساكن غير آدمية لعدم توافر منازل لائقة

ـ عنف المجتمع الذي يتم فيه اختزال المرأة إما في العاهرة وفتاة البورنو أو في الأم حبيسة المنزل

ـ عنف التحرشات البوليسية اليومية

ـ عنف المجتمع المنافق الذي لا يدع خيارا إلا بين الانغلاق العرقي والشيزوفرينيا

ليس "الشباب" هم العنيفين هنا، ولكنه هذا المجتمع. وسائل الإعلام ورجال السياسة والمسؤولون يطالبوننا بأن نعطيهم فرصة أخرى؟ ولكن من أجل ماذا؟ من أجل أن يحكم قانون المال والمنافسة (التي تعنى العزل والاستبعاد)، باختصار قانون الأقوى؟

هؤلاء الشباب هم جيراننا وأبناؤنا وأخواتنا وإخوتنا، ولهم الحق في أن يثوروا وفى أن يرفضوا الإهانات المستمرة. يمكننا بالطبع أن نتناقش في الوسائل اللازمة لذلك، ولكنه يجب ألا ننسى المناورات والاستفزازات البوليسية الدائمة!

الثورة هي كل ما يتبقى لمن لا يملكون شيئاً، وهى كرامة كل من يرفضون الخضوع.

ولكن حتى لا نظل بلا غد، فإن هذه الانتفاضة يجب أن تستمر وتنظم وتوجه نفسها. يجب أن تتحول إلى مقاومة واعية، لأن العدو اليوم في غاية القوة. ولهذا فإنه يجب عليها أن تتفادى الفخاخ التي تنصب لها من كافة الأحزاب السياسية والمؤسسات الدينية والمنظمات المدنية التي تدَعى تمثيلنا. إن الاستقلال والتضامن هما ما سيسمحان بتغيير ميزان القوى وبإنضاج وعى هذه الحركة حتى تتحول إلى ثورة حقيقية. إن التغيير الجذري للمجتمع هو وحده الذي يمكنه أن يضع حدا لهذا الظلم الاجتماعي المتسبب في كل مشكلاتنا الحالية.                                                 

 

■ نقلا عن موقع سهى بيومي