سياسة التمزيق العنصرية

 فلسطيني إلى أشلاء منفصلة عن بعضها البعض، وذلك من خلال عزل الضفة الغربية والقدس عن قطاع غزة، وأيضاً من خلال خلق وافتعال النزاعات الداخلية بين الفلسطينيين.

وحسب صحيفة "هاآرتس" الصهيونية فإنه: " حسب قرار التقسيم كان من المفترض أن تضم المساحة الفلسطينية نصف أرض إسرائيل الغربية، خطوط الهدنة قلصت تلك المساحة إلى 22 في المائة فقط. مشروع ألون أبقى من هذه المساحة 14 في المائة إلى أن جاءت خطة شارون (مسار الجدار والكتل الاستيطانية وغور الأردن) لتُبقي لدى الفلسطينيين ما لا يزيد عن 8 في المائة من أرض إسرائيل الانتدابية"!

وتتابع هاآرتس فتقول: "إن كل تقسيم يؤثر تأثيراً حاسماً على حياة السكان. وبالفعل، يمكن وصف مسيرة تقسيم البلاد تماماً مثل مسيرة تحطيم الأمة والمجتمع الفلسطينيين - من مجموعة قومية إلى أشلاء ممزقة تعيش على خطوط التماس التي يفرضها الجانب الاسرائيلي المهيمن.

           ويقول أحد الصحفيين الإسرائيليين: إن تحطيم المجتمع الفلسطيني إلى ستة أو سبعة أشلاء ممزقة بإمكانه أن يمنح إسرائيل جائزة النادي الاستعماري للعصر الإمبريالي، إلا أن هذه الحقبة قد رحلت عن العالم، وفي القرن الواحد والعشرين يعتبرون أسلوب "فرِّق تسد" نمطاً جديراً بالشجب والنكران. مع ذلك يمكن أن تُستخدم عملية التحطيم هذه كمختبر للأبحاث الاجتماعية السياسية والثقافية والأنتروبولوجية، إذ أننا نرى أمام أعيننا عملية تنتمي إلى العهد البائد الذي رحل ولم يعد..

 

  هكذا نرى أن الصهاينة أنفسهم يعترفون بما ارتكبوه ضد الأرض الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وما سوف يرتكبونه لاحقاً، بينما الكثير من الأنظمة العربية ما تزال تلهث وراء التطبيع، ولا تجرؤ على قول كلمة حق واحدة في هذا الخصوص حرصاً على بقائها، وخشية غضب (الصديق الإسرائيلي)!!