مكتبات سياتل الأمريكية: بوش إرهابي دولي

 يعبر الناشطون اليساريون في سياتل عاصمة الثقافة الأمريكية المضادة عن انتقادات جذرية لإدارة جورج بوش وتعرض إحدى مكتبات المدينة الواقعة شمال غرب الولايات المتحدة قمصاناً قطنية كتب عليها الإرهابي الدولي تعريفاً عن الرئيس الأمريكي. وتعمل مكتبة ليفت بانك بوكس كوليكتيف (مجموعة الساحل الغربي للكتب) التي أنشئت عام 1973 في قلب حي سياتل السياحي على نشر الأفكار اليسارية في المدينة التي صوتت اثنتان فقط من دوائرها الانتخابية لصالح بوش في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في تشرين الثاني الماضي.

وبينما لا يجد العديد من المحللين والخبراء عناءً كبيراً في تفسير وتبرير المشاعر المناهضة لواشنطن في الخارج منذ شنها الحرب على العراق في 2003، يتم التعبير بوضوح عن معارضة بوش وسياسته على الساحل الشمالي الغربي للولايات المتحدة على المحيط الهادئ ولاسيما في سياتل مهد التظاهرات الكبرى المضادة للعولمة في عام 1999 والتي انبثقت عنها حركة مناهضة العولمة.

  كولن كوين البالغ من العمر 33 عاماً الذي استقال من وظيفته في مجال التسويق بعد أن منعه رب عمله من أخذ إجازة للمشاركة في دورة تدريبية لناشطي مناهضة العولمة في مدينته يستلهم كتاب «تاريخ شعب الولايات المتحدة» للمؤرخ هاوارد زين الذي يندد بسلوك نخبة ثرية ونافذة تهيمن على الجميع في داخل الولايات المتحدة وخارج حدودها. ويعارض كوين السياسة الخارجية الأمريكية التي يؤكد أنها تحمل نزعة عسكرية ويحمل كذلك على النظام الرأسمالي والرؤية الرومانسية للتاريخ الأمريكي.

  وبالعودة إلى المكتبة فقد طبعت على أحد القمصان المعروضة فيها صورة لبرجي مركز التجارة العالمي في نيويورك اللذين دمرا في أحداث أيلول 2001 وكتب تحتها «كل ما يرتفع يمكن أيضاً أن يسقط»!!

 

  ويضيف بول هولندر أستاذ العلوم الاجتماعية المتقاعد من جامعة ماساتشوستس الذي ألف كتاباً حول التيار المناهض لأمريكا داخل الولايات المتحدة أن هذه المشاعر ناتجة عن خيبة أمل إزاء عدم تحقيق الأهداف المعلنة من جانب «مؤسسي» الولايات المتحدة مثل العدالة والحرية والمساواة..!!؟