الحرب الأمريكية في العراق تخطت تكلفة الحرب في فيتنام

تحولت الحرب الأمريكية في العراق لأكثر الحروب كِلفة التي خاضتها حكومة الولايات المتحدة في السنوات 60 الأخيرة بمعدٌل نفقات شهري يصل لحدود 5،6 مليار دولار،و هذا المبلغ يتجاوز ما أنفقته في فيتنام بخمسمائة مليون دولار بعد أخذ نسبة التضخم المختلفة بين الفترتين بالحسبان. وأقر الكونجرس الأمريكي 4 مشاريع قوانين للإنفاق للعراق حتى الآن باعتمادات تصل إلى 204.4 مليارات دولار ومن المتوقع أن يقر في فصل الربيع القادم مبلغ 45.3 مليار دولار.

لقد أصبحت الأقالة العاجلة للمستشار الإقتصادي، لورنس ليندسي، للرئيس جورج بوش خلال عام 2002 في طيٌ النسيان، فقد تنبأ المستشار السابق أن دعم العمليات العسكرية سوف يتطلٌب إنفاق مبالغ تصل لحدود المليارين من الدولارات، و على الرغم من إقالة ليندسي فقد بقيت نبوءته بل و تجاوزت ما كان متوقعآ مما قد يترك أكبر الأثر على الإقتصاد الأمريكي.

  و قدر مكتب الميزانية في الكونجرس هذا العام أنه إذا استمرت الولايات المتحدة في معدل إنفاقها الحالي فإن التكلفة ستضاعف العجز في الميزانية مما يشكل صفعة للأكاذيب و الوعود التي أطلقها بوش.

  جميع الأمور تشير حاليٌآ إلى أن بوش سيغادر البيت الأبيض تاركآ الإرث العراقي للرئيس القادم مما سيترتب على ذلك استمرار العجز في الميزانية مُضاعفآ الأرقام الحالية و تخفيض النفقات الحكومية على الصعيد الإجتماعي لترتفع و من جديد معدلات الفقر التي تركها الإعصار كاترينا في وضع يرثى له.

  وعد بوش بثحرير العراق و جعله بلدآ "ديمقراطيآ" و جعل العالم "أكثر أمنآ"!و كرر وعوده السخيٌة بعد إلقاء القبض على الرئيس العراقي السابق صدام حسين في ديسمبر/كانون الثاني من عام 2003. في وقت لاحق  و بعد إنتخاب حكومة "وطنية" عراقية تم إختيار أعضائها حصرآ بما يتوافق مع المصالح الأمريكية عاد بوش ليصب سيل وعوده البرٌاقة على الجميع و بدون حساب      

  أما الأن و حسب العادة و قبل أيام فقط من من إجراء الإستفتاء على الدستور الأمريكي الذي يسبب المزيد من الأزمات و التفرقة بين مختلف الطوائف العراقية، يعود السيد بوش لممارسة هوايته المفضلة التي لن تستطيع إخفاء عجز الحكومة الواضح و المسؤول عن إغراق العراق في بحر من الدماء، ليس هذا فقط بل و إرتفاع الخسائر في صفوف الجيش التي وصلت لحدود الألفين على الرغم من إعلان بوش من على ظهر إحدى ناقلات الطائرات  بإنتهاء المرحلة الهجومية لقوات التحالف.  

  عندما يعلن ما يزيد عن 70% من الشعب الأمريكي رفضه للحرب و تنخفض شعبية بوش لحدودها الدُنيا و البيت الأبيض لا يملك برنامجاً واضحاً لخروج قواته من مستنقع العراق و زاد الوضع في التعقيد عندما أعلن،جورج كاسي، رئيس قوات التحالف في بغداد أمام مجلس الشيوخ الأمريكي أن ما بقي من عدد أفراد القوات العراقية التي دربتها قوات التحالف لا يصل لكتيبة مجندين واحدة منذ شهر حزيران و حتى الآن.   

  من جانب آخر فإن عدد المتجمعين أمام البيت الأبيض للإحتجاج على استمرار الوجود العسكري الأمريكي في العراق ما يزال بازدياد.

  يبقى أمامنا إنتظار نتائج الأمور و التأمل أن يتعلم بوش من كل أخطائه التي إرتكبها حتى الآن،و كما يقال «الغد لناظره قريب».

■ هافانا اوكتوبر/تشرين الأول 7

 

  وكالة الأخبار الكوبية(ا ي ن)