ممثلو شعوب الأرض في بيروت يعلنون انتصارهم للمقاومة «يا مستضعفي وفقراء وأحرار العالم اتحدوا!»

بدعوة من حزب الله والحزب الشيوعي اللبناني ومنبر الوحدة الوطنية، وحركة الشعب، ونادي اللقاء، شارك وفد من اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين في «لقاء بيروت العالمي لدعم المقاومة» والذي عقد في العاصمة اللبنانية في الفترة بين 16-19/11/2006، تحت عنوان «فلنقاوم» بمشاركة أكثر من 400 شخص يمثلون قرابة 260 هيئة من الأحزاب والمنظمات والنقابات المناهضة - بتلاوينها وانتماءاتها المختلفة - للسياسات الأمريكية والصهيونية والتي قدمت من 34 بلداً من قارات العالم الخمس.

ومثل اللجنة الوطنية في المؤتمر، الذي أكد اتساع جبهة القوى المناهضة للإمبريالية والصهيونية، واستضافه قصر الاونيسكو في العاصمة اللبنانية كل من الرفاق والرفيقات: د. قدري جميل، علاء عرفات، نعمان أبو الفخر، عبادة بوظو، عروب المصري، عمر حصني، والذين شاركوا في مختلف محاور العمل والنقاش التي انقسم إليها المؤتمر وعقدوا على هامشها عدداً من اللقاءات الحزبية المثمرة.

الجلسة الختامية
وتناول البيان الختامي الصادر في ختام أعمال اللقاء تحت عنوان «حق الشعوب في المقاومة» مجموعة من التوصيات والمقترحات الخاصة بمختلف المحاور وهي: السياسة الاستراتيجية والقانونية والإعلامية وإعادة الإعمار.
وأكد رئيس المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق علي فياض خلال الجلسة الختامية أهمية دور القوى والأحزاب الوطنية والشعبية في مختلف أنحاء العالم في مساندة حركة المقاومة ضد المشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة، مذكراً بأهمية النداء الذي أطلقه الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله في حفل افتتاح المؤتمر: «يا مستضعفي وفقراء وأحرار العالم اتحدوا!»
وقالت الفنانة المصرية محسنة توفيق إن الشعوب العربية اليوم هي أنضج من خمسين سنة بما لا يُقاس في حين ذكر السيناتور البلجيكي بيير غانو أن هناك شبكة أوروبية تطلق حملات للتضامن مع الشعب الفلسطيني ودعمه في حقوقه غير القابلة للتصرف.

البيان الختامي
أما ممثل الحملة الدولية ضد الاحتلال الإسرائيلي والأمريكي في مصر عبد العزيز الحسيني فقد تلا مشروع البيان الختامي الذي استهل بتوجيه التحية إلى المقاومة اللبنانية، التي حمت لبنان بدماء شهدائها وصمود مقاتليها، وأسّست لعصر عربي جديد، يُخرج شعوبها من عصر الهزيمة والاستسلام.
وأضاف أنه:«كي يتحول الانتصار التاريخي الذي أنجزته المقاومة في لبنان ضد العدوان الإسرائيلي (..) إلى منطلق لإعادة تزخيم النضال التحرري العربي الشامل ضد المشروع الإمبريالي الأمريكي الصهيوني، ولتعزيز التضامن العالمي مع نضال الشعوب العربية ومقاوماتها الوطنية في لبنان وفلسطين والعراق، وفي إطار دعم «حق الشعوب في المقاومة» كان انعقاد «المؤتمر العالمي لدعم المقاومة» في بيروت الذي شارك فيه حوالى ثلاثمئة مندوب من خارج لبنان وقد اتفقوا على التالي:

استراتيجية المقاومة
على المستوى السياسي العام، أجمع المؤتمرون على رفض مشروع الشرق الأوسط الكبير وإيديولوجيا صدام الحضارات، وتأليف لجنة متابعة بهدف بناء إطار تضامني عالمي جامع، يضم حركات المقاومة والقوى الداعمة لها، والعمل على تطوير العلاقات المتنامية بين التيارات اليسارية والديموقراطية والقومية والحركات الإسلامية المقاومة. كما أكد المؤتمرون دعم المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكي ومشروعه وإفرازاته وأدواته، وتطوير الدعم متعدد الأشكال لنضال الشعب الفلسطيني.
كما أقرّ المؤتمرون إحياء يوم تضامني مع الشعب اللبناني ومقاومته في 12 تموز، ومع الشعب العراقي ومقاومته في 20 آذار، ومع الشعب الفلسطيني في 28 أيلول من كل عام. أضف إلى ذلك تعزيز وتوسيع نطاق الجهود الهادفة إلى مواجهة وصد الحملات، التي تُشن، وخاصة في الأوساط الغربية التي تسعى إلى تشويه صورة المقاومة، وتغذية إيديولوجيا الحرب على الإرهاب، والإسهام الفاعل في الحفاظ على استقلال العراق وعروبته ووحدة أراضيه. ورأى المؤتمرون أن التهديدات الأمريكية والصهيونية لشعوب المنطقة ودولها حافز لقيام تفاهم استراتيجي عربي إيراني يُسهم في توحيد القوى الحية لمواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني، وأكدوا أن امتلاك إسرائيل للأسلحة النووية هو مصدر تهديد دائم للأمن والسلم الإقليمي والدولي، مشددين على ضرورة قيام شرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل مع احتفاظ الشعوب بحقها في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية.

المحور القانوني
وعلى المحور القانوني، أوصى المؤتمرون بإنشاء منتدى عالمي لحقوق الإنسان والشعوب من حقوقيي العالم، وموقع انترنت لتبادل الخبرات القانونية في مجال إقامة الدعاوى ضد مجرمي الحرب الإسرائيليين، إضافة إلى تنسيق الجهود لتجميع الوثائق والشهادات والقرائن المتعلقة بآثار العدوان في إطار «المركز العربي لتوثيق جرائم الحرب والملاحقة القانونية». كما قرروا مساندة محكمة الضمير المقرر انعقادها في تموز المقبل في جنيف لمحاكمة «إسرائيل» ومجرمي الحرب «الإسرائيليين» عما ارتكبوه خلال العدوان الأخير على لبنان، وذلك برعاية مؤسسة «برتراند راسل». ونبّهوا إلى ضرورة مواجهة تفسير القرار 1701 بالشكل الذي يضع قوات اليونيفيل في مواجهة المقاومة اللبنانية.

المحور الإعلامي
أما على المحور الإعلامي ففقد أوصى المؤتمرون بضرورة مواجهة قوى الهيمنة الإمبريالية والصهيونية والهجمة التي تتعرض لها شعوب العالم على أن تكون المواجهة عبر منظومة من القيم النضالية السامية التي تتقاطع مع نضالات باقي الشعوب الأخرى.
كما أوصوا بتأليف لجنة تحضيرية تضم الإعلاميين والكتّاب المشاركين والداعمين لخيار المقاومة، وإقامة مرصد إعلامي يضع لائحة بالصحافيين والكتّاب المعادين ويراقب كل ما ينشر إعلامياً وتنظيم الرد عليه.
محور إعادة الإعمار
وعلى مستوى إعادة الإعمار، اتفق المجتمعون على وصف نتائج العدوان الإسرائيلي بأنه فعل «إبادة» للمناطق السكنية الآهلة، ودعا إلى اعتماد رؤية تنموية واجتماعية لإعادة الإعمار.                                          
 
المحور العربي
يوم السبت 18/11 كان مخصصاً في فترته الصباحية لبحث المحور العربي. وهنا منذ البداية كان اعتراض الغالبية الساحقة من الحضور والمداخلين على ما ورد في أحد بنود مقترح جدول الأعمال الذي قدمته رئاسة الجلسة من مصطلح الفالق السني - الشيعي في المنطقة وضرورة مواجهة هذا الفالق، مع تداعيات قضايا الأقليات والديمقراطية في المنطقة العربية.
الرفيق نعمان أبو الفخر أعرب عن اعتقاده أن نتائج هذا  المؤتمر العالمي لدعم المقاومة يجب أن تتميز بوضوح الرؤية في الموقف من الخطرين الأساسيين اللذين يتهددان منطقتنا برمتها.
الخطر الأول والأكبر، يتمثل بقوى العولمة المتوحشة وعلى رأسها الإمبريالية الأمريكية وإسرائيل الصهيونية، ومشاريعهما الطامحة لابتلاع ثرواتنا والسيطرة على شعوبنا، وجعل إسرائيل بطل المنطقة بلا منازع.
الخطر الثاني: يتمثل بالنظام العربي الرسمي ومفرزاته من فساد واستبداد، الشيء الذي يضعف مناعة شعوبنا وقدرتها على المواجهة ويشكل المناطق الرخوة للاختراق ومرتكزات العبور للعدوان الخارجي المتربص بنا. وفي مواجهة هذين الخطرين (الخارجي والداخلي) لم يبق أمام شعوبنا وقواها الوطنية سوى خيار المقاومة الشاملة، وعلى جميع الجبهات.
وتابع الرفيق أبو الفخر أن العدو الخارجي وبالتناغم مع العدو الداخلي، يذكي الصراعات الطائفية والمذهبية والقومية، ويسعى لدفعها وتحويلها إلى صراعات رئيسية ـ أهلية لتحل محل الصراعات الرئيسية بين الشعوب وحكامها من جهة، وبين الشعوب وأعدائها الخارجيين من جهة أخرى، وصولاً إلى تفتيت المنطقة والسيطرة عليها.
وخلص إلى أن جميع القوى الوطنية (اليسارية والقومية والدينية) مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى، لرص الصفوف وإقامة جبهاتها الشعبية الداخلية، وترسيخ الوحدة الوطنية في كل بلد على حدى وعلى المستوى الإقليمي، لتبني خيارات شعوبها العادلة ودعم المقاومات الوطنية في لبنان وفلسطين والعراق، وأن تتحول هذه القوى الوطنية نفسها إلى مقاومات في بلدانها، ليس بالأقوال فقط وليس حسب ادعائها عن نفسها بل حسب أفعالها ونضالاتها الملموسة على الأرض ولنعلم جميعاً أن المقاومة هي أملنا المتبقي فإن هي انتصرت انتصرنا وإن هي هزمت هزمنا.
بدوره أكد الرفيق د. قدري على أن أية اقتراحات كي تكون ناجحة وقابلة للتطبيق يجب أن تستند لرؤية واضحة، وبما أن عدد المشاركين كبير ويلتقون بعد أحداث عاصفة فالوصول إلى رؤية مشتركة هو قضية ضرورية وهي تتطلب نقاشاً ووقتاً، وأي «سلق» للاقتراحات العملية سيؤدي إلى إجهاضها عملياً في الممارسة.
وتابع، نحن بشكل مطلق ضد اعتماد أية مصطلحات تركز على تناقض وهمي أو ثانوي مثل الصراع السني الشيعي مثلاً، ولو من منطلق الدعوة إلى حله، فالمصطلح هو فيروس خطير إذا لم يحسن انتقاؤه، ومهمته في هذه الحالة تطويع الوعي الاجتماعي وتعويده على التعامل مع قضايا غير أساسية جاعلاً منها أساسية  على الأقل في التداول والاستخدام، إن التناقض الأساسي هو مع الإمبريالية وخدمها المحليين أينما كانوا وتصعيد النضال ضدهم سيدفع بكل التناقضات الثانوية إلى الخلف ويمنعها من الصعود إلى السطح، وهذه بالذات مهمتنا اليوم، يجب أن نرفض اللعب على الميدان الذي يقترحه الأعداء علينا.
وأوضح الرفيق قدري أن جزءً هاماً من مشاكل المنطقة اليوم سببه سايكس ـ بيكو التي يريد أصحابها إعادة النظر بها باتجاه المزيد من التفتيت عبر التقاتل الداخلي، والنظام الرسمي العربي أصبح بحكم الميت ولن يستطيع القيام بالدور المطلوب منه في الدفاع عن الكيانات الوطنية التي تشكلت في النصف الأول من القرن العشرين والبديل هو الشارع العربي الذي يجب العمل عبر التنسيق الفعال إلى رفع درجة التصعيد فيه إلى الحد الأقصى أي يجب توسيع دائرة الاشتباك مع الإمبريالية الأمريكية وإسرائيل الصهيونية وإدامة هذا الاشتباك قدر الإمكان لإنهاك العدو وإفشال مخططاته. إن العدو يتعامل مع منطقتنا كساحة واحدة وعلينا أن نرى هذه الحقيقة وأن نعمل على أساسها لصد الهجمة العدوانية  والانتصار عليها.
وخلص د. قدري إلى أن الواقع يقول إن الشارع جاهز للتصعيد ولكن الكثير من القوى السياسية غير جاهزة ومتهيبة ومازالت تعالج أمور اليوم بعقلية المهزومين مع أن الظروف الموضوعية للانتصار تتراكم.
وهناك محطات آنية ستسمح لمن يريد بإعادة اعتباره ودوره في الحركة الشعبية، فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.
كما استغرب الرفيق علاء عرفات وجود إصرار من جانب البعض على تقديم اقتراحات وخطط عمل ملموسة مع العلم أن المحور قيد النقاش تم تحديده قبل ساعة فقط، معرباً عن اعتقاده بأنه يجري تحميل الاجتماع أكثر مما يحتمل، مع وجود إهمال «للتنظير» بحجة طرح اقتراحات عملية ما يؤدي للتخلي عن السلطة المعرفية رغم أهميتها. وخلص الرفيق علاء إلى أن رؤية الخروج بحلول للوضع العربي ينبغي أن تتمسك بثلاثية الوطني، الاقتصادي-الاجتماعي، والديمقراطي، فهذه القضايا الثلاث مرتبطة ببعضها وأصبح من غير الممكن حل أي قضية منها بمعزل عن الأخرى بل ينبغي حلها معاً كسلة واحدة.                                                    
 
مناقشات المحور الاستراتيجي
وكان النقاش تركز في جلسة المحور الاستراتيجي التي انطلقت مع بقية المحاور طيلة يوم الجمعة 17/ 11 على طريقة ايجاد صيغ تعاون ‏وتحالف لدعم المقاومات ومناهضة الامبريالية في العالم.‏
وقال رئيس الجلسة عضو المكتب السياسي في الحزب الشيوعي اللبناني رياض صوما إن قوى التحرر نجحت ‏وحققت انتصارها عندما تحالفت. ومطلوب الآن أن تكون أكثر تحالفا لكي تواجه بداية الهزيمة ‏الأمريكية التي نراها في أكثر من مكان في العالم، ودعا إلى الارتقاء بالرؤية المشتركة للبناء ‏لهذا التحالف.‏
وطالب عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني الدكتور مفيد قطيش بـ«عدم إغراق ‏الندوة بالخطابات وبتوسيع مفهوم المقاومة التي هي كل اعتراض جدي ضد الظلم والعدوان ‏والاستغلال».‏
واقترح الدكتور علي فياض أن «يكون 12 تموز من ‏كل عام يوما للتضامن العالمي مع المقاومة، بما يعني كل المقاومات التي تتجاوز العالم ‏العربي».‏
بعد ذلك بدأ المشاركون بتقديم اقتراحاتهم التي تركزت على الدعوة إلى وضع استراتيجية موحدة لمواجهة الحروب الإستباقية ‏الأمريكية والى إقامة حملة مالية لدعم المقاومة المسلحة واعتبار «القوات الدولية في لبنان جزءً من الاحتلال»، وإنشاء شبكة ‏دعم دولية وعقد لقاءات ومؤتمرات وتنظيم تظاهرات لدعم المقاومة متعددة الجبهات.
الحرب والاحتلال تكثيف للسياسات الليبرالية الجديدة
وكان من بين المتحدثين الناطق باسم الوفد الكوبي الذي تحدث عن ضرورة عدم إهمال الحديث عن قطب الفقراء الصاعد في وجه هيمنة ما يسمى بالقطب الأوحد.
وتحدث أكثر من ناشط فرنسي عن الخداع الذي تعتمده قوى اليسار الفرنسي في خطابها فهي التي تدعي مناهضتها لليبرالية الاقتصادية تتوانى عندما يتم توجيه الدعوة إليها للمشاركة في أي احتجاج مناهض للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، وكأن الاحتلال لا يعد سياسة تعد تكثيفاً للتوجهات الاقتصادية الليبرالية.
ميشيل من النمسا تحدث بالنيابة عن رابطة الأممية الخامسة مؤكداً أن المقاومة اللبنانية أفشلت مخططاً صهيونياً لاحتلال لبنان وأن القوى الإمبريالية الرئيسية لا تزال تحاول تحويل لبنان إلى منطقة عازلة معزولة السلاح خدمة لإسرائيل. وأضاف أن هناك حرباً قادمة على سورية ولبنان وإيران وكورية الديمقراطية وأن القوات الأمريكية إذا ما خرجت من العراق فإنما لهذا الهدف.
ضرورة بناء مقاومات محلية تستلهم تجربة حزب الله
الرفيق علاء عرفات عضو رئاسة مجلس اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين أكد أن الولايات المتحدة محكومة بالحرب وتوسيعها مثلما هي محكومة بالهزيمة فيها، موضحاً أن هدف واشنطن يتمثل في الاستيلاء على النفط بالمعنى العسكري بهدف الحصول عليه مجاناً من جهة والتحكم بأسعاره وبالتالي بتدفقه للمنافسين الدوليين في الصين وأوربا، وأنه يتمثل بتفتيت المنطقة إلى كيانات أحادية القومية والدين والطائفة.
وأضاف أنه إذا كان الأمريكيون ينظرون للمنطقة بوصفها ساحة واحدة لأطماعهم فهذا يتطلب من قوى المواجهة أن تنظر إليها كساحة واحدة أيضاً. وقال أيضاً إن الأمريكيين لا يريدون الأنظمة الحالية سواء كانت حليفة لهم أم مناهضة.
كما أشار إلى أن تجربة حزب الله برهنت على أهمية الإرادة ومستوى التنظيم العالي والعمق الجماهيري مشدداً على ضرورة تنسيق الجهود بين قوى المقاومة في المنطقة نحو بناء مقاومات محلية تستلهم هذا النمط.
من جانبه قال مندوب «مركز التعاون الدولي وحق الشعب الفلسطيني بالعودة» الذي يتخذ من الولايات المتحدة مركزاً له قال إنه فخور بوجوده على أرض الأبطال أرض حزب الله وكذلك أبطال فلسطين والعراق الذين يواجهون أمريكا وإسرائيل مضيفاً: «لقد حققتم بانتصاركم انتصاراً للأمريكيين المناهضين للحكومة الأمريكية والمدافعين عن العمال والفقراء.. انتصاركم هو انتصارنا، وعدوكم عدونا، حكومتنا هي عدونا وهي التي تنهب شعوب العالم..» وشدد على أن سبب الحروب الأمريكية ليس برنامج بوش شخصياً وإنما الأزمة الاقتصادية الأمريكية داعياَ إلى فرض عقوبات دولية على إسرائيل وأمريكا.
أما فرنك مالتيرا من اللجنة الوطنية التي تدعو إلى سحب القوات الإيطالية من لبنان، فتحدث عن تجربة اللجنة في «مناهضة الاتفاقات الثنائية بين إيطاليا وإسرائيل». وأكد جوزيه رونالدو من البرازيل «أهمية النضال المشترك السياسي والاقتصادي على التضامن مع الشعوب التي تتعرض لسياسة أميركا الإمبريالية».
كما تحدث في هذا المحور عدد كبير من المداخلين كان من بينهم: المسؤول في حزب العمال الشيوعي في النروج لارس ‏ادينهاوغ، هشام شباني من مقاومة التطبيع في الأردن، جان مالينوكس من بريطانيا، المسؤول ‏في الحزب الشيوعي الهندي كمال شينيوي، المسؤول في «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» علي ‏فيصل، نيكولا قسطنطين من الحزب الاشتراكي في اليونان، مجد بدران من ‏اتحاد العمال العرب، فيكتور زوزي من الكونغو، يحى فكري من الحزب الاشتراكي في مصر، رودي ‏رينالدي من مناهضة الامبريالية في اليونان، عضو المجلس الوطني الفلسطيني سميرة ملامح، فخري ‏لبيب من منتدى تضامن الشعوب الافرو- آسيوية، مصطفى ياسمينا من تركيا، لاري خان من باكستان، انجلو انفييز من الحزب ‏الاشتراكي في البرتغال، المنسق الإعلامي في الحملة الدولية ضد الاحتلال الأمريكي والصهيوني ودعم ‏الانتفاضة عبد العزيز الحسيني. 
           
المحور القانوني: اقتراح «سجل قرف لمجرمي الحرب»
وعقد المحور القانوني برئاسة نقيب المحامين اللبنانيين السابق عصام كرم الذي عرض تحليله لشرعية المقاومة واصفا إياها «بالحارس الأمين لسيادة الدولة إلى أن ‏يتسنى لجيش الدولة الدفاع عن السيادة الوطنية وإزالة الاحتلال وعودة الأسرى المعتقلين في ‏السجون الإسرائيلية».‏
ثم تحدث الدكتور حسن الجوني مكلفا من التجمع المنظم للقاء فقدم دراسة قانونية لخصها في أربعة ملفات هي «توصيف القانون الدولي العام للعدوان، انتهاك القانون الدولي الإنساني ‏والجرائم ضد الإنسانية، العدوان والقانون الجنائي الدولي ثم المراجع القانونية الصالحة ‏لإقامة الدعاوى. ‏ثم عرض المحامي البير فرحات مقاربته في العمل القانوني.‏
وقدم الدكتور عصام نعمان اقتراحاً «لإنشاء هيئة مدنية عالمية لحقوق الإنسان والشعوب من ‏الحقوقيين والمنظمة العربية لحقوق الإنسان على غرار المنتديات الاجتماعية العالمية»، واقترح ‏تنظيم «سجل شرف للناشطين الذين يتعرضون لانتهاكات حقوق الإنسان والاعتداءات أمنية ‏وعسكرية في الحروب»، كما اقترح «سجل قرف لمجرمي الحرب ومسؤولي التعذيب والانتهاكات».‏ ولخص الدكتور محمد طي أجوبة عملية على ما يمكن أن يطرح من أسئلة قانونية بعد العدوان لا ‏سيما ما زعمته إسرائيل والمجتمع الدولي بأن إسرائيل دافعت عن نفسها بخطف الإسرائيليين ‏وذكر أن الانتهاكات العسكرية على لبنان «مستمرة منذ العام 1948 ولم تتوقف إطلاقاً. وفي ‏هذا السياق جاء اسر الجنديين حادثا له ما قبله ولا يجوز ان نبدأ به كتأريخ للعدوان ‏والانتهاكات».‏
انشاء دولة اسرائيل

مناهض للقانون الدولي
ثم قدم الحضور مداخلات في نقاش حول هذه الملفات وتحدث مندوب القانونيين في اليونان عن ‏‏«ضرورة القيام بحملة قانونية توضح أن إنشاء دولة إسرائيل مناهض للقانون الدولي وميثاق ‏الأمم المتحدة. وتناول محامون من تونس وبريطانيا وبروكسل تجارب متعددة قاموا بها.‏
وفي الجلسة الثانية تناول المتحدثون تفاصيل إقامة الدعاوى أمام المحاكم المختصة، فناقشت مبادرة ‏محكمة الضمير التي بدأت في باريس تحت رعاية مؤسسة برتران راسيل ومبادرة الكاتبة ‏اللبنانية ليلى غانم وراوول جينار، وعرض الكاتب الدكتور قاسم عز الدين لهذه المبادرة ‏والخطوات التي تم القيام بها.‏ وخلص المجتمعون إلى توصية عملية بأن يتكفل كل حقوقي مشارك بمتابعة العمل في بلده في ‏المحافظة على شبكة العلاقات الدولية في مجال القانون والدفاع عن حقوق الإنسان.‏              
 
المحور الإعلامي: أفكار غنية ومناقشات حامية
سيما مصطفى سكرتيرة تحرير صحيفة آسيا أيج الهندية قالت إن المجتمعين حول طاولة المحور الإعلامي والقادمين من بلدان مختلفة لديهم تجارب مشتركة في تغطية أحداث العالم الثالث وهم منحازون تحت تأثير ماكينة الدعاية الغربية التي تعتمد التعتيم على الجرائم الإمبريالية، ولكنهم يفتقرون للتنسيق وتوحيد جهودهم.
وأشارت مصطفى إلى ضرورة حل التناقض القائم بين الإعلام الكبير والإعلام الصغير متسائلة هل يمكن الوصول إلى إعلام بديل من خلال إقامة موقع إخباري عالمي موحد يضم الأصوات المختلفة ويمكن تسويقه؟
وبينما شددت أروى من موقع إسلام أون لاين على ضرورة دعم مفهوم المقاومة بمختلف اشكاله، قال الدكتور إبراهيم قندور سكرتير تحرير صحيفة النور للحزب الشيوعي السوري ضرورة قيام الإعلام المقاوم الذي يخدم القضية مشيراً إلى أن صعوبة المعركة تستدعي إقامة مراكز دراسات وأن أخطر وسائل الاتصال هو الإعلام الالكتروني ما يعني ضرورة إيلاء الاهتمام للإعلام المكتوب لدى كل من التنظيمات السياسية والأنظمة.
الرفيق عبادة بوظو قال إنه طالما الحديث يجري عن نقاط رئيسية فهناك مجموعة من الأسئلة المنهجية: ما الهدف؟ والجواب: مواجهة الإعلام الاحتكاري المنحاز للسياسات العدوانية، مواجهة السطحية والعدمية والتطرف، التأسيس لخطاب جامع يعبر عن مصالح الشرائح الأوسع شعبياً بالمعنى الفعلي على المستويين الوطني والدولي على أن يحترم الخصوصيات المحلية، دعم ثقافة المقاومة أي أداء المهمة الإعلامية في المعركة. وما الذي نواجهه؟ حرب المصطلحات، الرموز والإشارات التي ينبغي فهمها آلياتها وامتلاك بدائلها، من أجل الإسهام الإيجابي في صياغة الوعي الاجتماعي. أما المطلوب فهو امتلاك رؤية وخطاب وممارسة وصولاً إلى إعلام مرتبط بإرادة الناس ومشاعرهم ومصالحهم أي الانتقال من حالة الانفعال إلى حالة الفعل.
وفي ملاحظاته على مشروع التوصيات الإعلامية شدد الرفيق عبادة على ضرورة توصيف العدو أو الجهة المهيمنة وهي الإمبريالية والصهيونية من أجل توصيف طبيعة وأدوات المواجهة وتحديد مضمون قيمها بحيث لا تكون معومة وضبابية، وهو ما جدد التأكيد عليه أيضاً الرفيق عمر حصني في جلسة المناقشة العامة الأولى لمشروع الورقة التي وقعت كما لحظ في المطب الذي حذرت منه وهو دقة المصطلحات إذ أنها لم تحدد الخصم الرئيسي في المعركة، كما قام الرفيق علاء عرفات في الجلسة الثانية قبل الختامية بتقديم ملاحظات على الصيغة المعدلة للورقة الإعلامية وهو ما أسهم في خروجها بالصيغة التي عرضت بها في النهاية لأنه من المفترض بها أن تخدم وتعكس بقية الأوراق والمحاور التي كانت أوضح منها في الصيغة والمصطلحات.
وأكدت توركان من مشروع الشعب للشرق الأوسط ضرورة إيجاد مقاربة لأساليب التواصل والوصول إلى مصادر المعلومات بلغاتها ومشاركتها وبالتالي الوصول إلى جدول أعمال مشترك.
هشام يونس من صحيفة الأهرام القاهرية شدد على ضرورة التواصل مع الصحفيين في الغرب بمن فيهم من يقف في المنتصف بالنسبة لقضايانا وتعريفهم بآثار العدوان.
الباحث اليوناني يانيس باباميكائيل تحدث عن تأثير الإيديولوجية على الإعلام مشدداً على أن المعركة هي معركة أفكار في عدم تغطية الصحفيين الغربيين الكوارث التي تحصل في الشرق الأوسط على حقيقتها وذلك لأن آلية الدعاية الرأسمالية هي أكبر بكثير من المتوقع إذ أن إدارات المؤسسات الإخبارية الكبرى تعمد إلى إرفاق تعليق صغير في نهاية أي رسالة إخبارية يقدمها مراسلوها وتتعلق بأوضاع المنطقة وتقدم صورة إيجابية عنها أو انتصاراً لها من اجل إلغاء التأثير المحتمل لدى المتلقين ومشاعر التضامن التي قد تنشا لديهم. ونفى باباميكائيل وجود صراع للحضارات مؤكداً أنه مصطلح انتجته الثقافة الأنغلوأمريكية بهدف السيطرة على العالم. كما شدد على ضرورة التمييز بين الإرهاب في المفهوم الأمريكي والمقاومة في مفهوم الشعوب مع ضرورة إعادة الاعتبار لفكرة الصراع الطبقي.
الصحفي اليوناني بيزوس تحدث عن الضغوط التي يتعرض لها الصحفيون الدوليون العاملون في المناطق الساخنة في الشرق الأوسط من خلال النظام الإعلامي المعتمد الذي يعطيهم مساحة للعمل ضيقة ومحدودة. واستشهد بانتقال كل الصحفيين من غزة إلى لبنان إبان العدوان عليه وأن كل ما يهم الشرق الأوسط لا يحظى باهتمام الإعلام الدولي بأكثر من دقيقة أو دقيقة ونصف.
مختار كلبار وهو صحفي حر من بريطانيا جدد على أهمية التدقيق في المصطلحات التي يجري تسويقها وفرضها علينا مع ضرورة وجود شبكة تعاون وتبادل للمعلومات فيما بين الصحفيين الموجودين.
مدحت الزاهد من صحيفة الأهالي المصرية تحدث عن تنازع المصالح وتنوع المنابر الإعلامية بالتالي، وشدد على أهمية عولمة الشعوب في وجه عولمة الاحتكار مع إعادة الاعتبار لأخلاق المهنة ودور النقابات الصحفية.
بيدرو من التلفزيون الحكومي الأرجنتيني قال في إجابته على سؤال ما الذي ينبغي تقديمه أن ذاك يشكل مشكلة عالمية دون إجابات عالمية لأن هناك مستويات متعددة حول ماهية الصحافة قائلاً إنه لا ينبغي الاعتقاد بأن الإعلام السائد بقف في وجه الإعلام المقاوم وأنه ينبغي التفكير بمشاركة المعلومات.
محمد بدران من الاتحاد الدولي للعمال العرب أكد أن الإشكالية تكمن في الإعلام العربي قبل الإعلام الغربي وعن دور الاتحادات الصحفية في الدفاع عن حرية الصحافة والإعلام وعن ضرورة استخدام الصور المؤثرة في تغيير الرأي العام العالمي، منتقداً الصحفيين المأجورين العاملين كأبواق لدى السلطات.
محمد شري من قناة المنار أكد ضرورة بناء النموذج الإعلامي المطلوب وتصويب نواقصنا على اعتبار أن صورة المقاومات العربية ليست نقية تماماً في منطقتنا. وانتقد شري الوضع القائم على التعاطي مع الشهداء ليس كقصص وإنما كأرقام، مشدداً على أن إبراز قصة واحدة حقيقية مؤثرة قد تكون أفضل من برنامج سياسي كامل ومركزاً على اعتماد الفنون من سينما ورسم وموسيقى والابتعاد عن المباشرة فيها.
بدورها شددت منى عكلان من إذاعة النور التابعة لحزب الله على ضرورة تكامل الوسائل الإعلامية مع بعضها بعضا رغم الحضور الآسر المتعمد للصورة البصرية وعلى أهمية المحتوى الجيد لوسائل الإعلام والإعلام الاستقصائي العلمي والموضوعي.
كما تحدث في هذا المحور عدد آخر من الإعلاميين والصحفيين والمهتمين ومن بينهم: ليلى مزهودي من قناة المنار وسهام أندلسي من شبكة نساء لأجل القدس وحافظ الصايغ من التجمع الديمقراطي لدعم خيار المقاومة في لبنان وكونستانتين من اليونان وعدنان بن يوسف وعمر بن عزة مغتربان جزائريان في فرنساووجيه الحاج من تجمع الأحزاب اللبنانية والفلسطينية لمقاطعة البضائع الأمريكية والبريطانية، والفيلسوف الفرنسي فيكال كروت، والناشط اللبناني الشاب سرجون القنطار، وليو غابرييل، ونهلة الشهال التي كانت تترأس هذا المحور.                         
 
الافتتاح
وكان "المؤتمر العالمي لدعم المقاومة" افتتح بمهرجان خطابي حاشد استهل بالنشيد الوطني اللبناني وتوالى على منبره عدد من السياسيين اللبنانيين وكلمات وفود وشخصيات تمثل قارات العالم.
الرئيس سليم الحص أشار في كلمته إلى «أن انتصار المقاومة في لبنان سيكون واعزاً على تنمية ثقافة المقاومة في المجتمع العربي»، أضاف «إن الحرب سيكون لها من التداعيات على مسار الصراع العربي الإسرائيلي ومستقبله ما لا يقدّر بثمن».
النائب نجاح واكيم شكر باسم كل مواطن عانى مآسي الحرب تضامن الوفود المشاركة مع المقاومة الذي «يعبّر عن شراكة حقيقية في النضال الإنساني النبيل من اجل عالم يسوده العدل والسلام».
كلمة أميركا اللاتينية ألقاها «خربيرتو ألفارس» من المكسيك، وجاء فيها «لقد كنا شهوداً على الحرب التي خضتموها، ويجب أن نوحد معركتنا لأن هذه هي معركة العالم أجمع... معركة الأفكار أيضاً كما سماها فيديل كاسترو ونحن نهزم عدونا ليس فقط في ارض المعركة بل أيضاً في معركة الكفاح ضد الإمبريالية من خلال أفكار العدالة التي تطمح إلى مستوى عيش أفضل للشعوب».
ورأى نائب الأمين العام للحزب الشيوعي الهندي محمد سليم «أن الاعتداء الإسرائيلي على لبنان لم يكن عملاً منفرداً لأن ميزة الحروب في القرن الـ21 هي في التعاقد مع الخارج».
وتحدث فكتور لزوزي من الكونغو باسم الوفد الأفريقي فقال «أحييكم باسم أفريقيا التي تعني البؤس والحرب الأهلية والديون والأمراض والفقراء، لكن الفقراء هم الذين يدعمونكم في مقاومتكم ضد الاحتلال، وباسم هؤلاء الفقراء انقل إليكم تحية التضامن وابتسامة، آمل أن أراها على وجوه جميع المشاركين».
وألقى كلمة أوروبا «ببداكي سكوستاس» من اليونان أكد فيها أنه «لا يمكن أن يتكلم عن حقوق الإنسان من ينتهكها، ولا يمكن أن يتكلم عن الحضارة من أعادنا إلى العصور الوسطى من خلال مخيمات وسجون غوانتانامو».
كلمة الوفود العربية ألقاها منسق عام حركة «كفاية» جورج اسحق الذي وجه تحية إلى المعتقلين في سجون النظم المستبدة، مشيراً «إلى أن الشعب المصري كله وقف إلى جانب مقاومة لبنان وتضامن بكل جوارحه أمام مشهد العدوان الإسرائيلي».
أمّا الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني الدكتور خالد حدادة فقدّم مجموعة من الصور والمقارنات، منها «صورة الزعامات العربية، التي تلتحق بالتطبيع وتهرب منها شعوبها، وتتهم المقاومة بالمغامرة. ومقارنة بهم، رأينا بضعة وجوه في اليوم الثاني للعدوان جاؤوا من أقاصي المعمورة يقولون لنا نحن معكم، مهزومين كنتم أم منتصرين». أضاف حدادة «عندما سيخرج سمير القنطار من السجون الإسرائيلية على الشعوب العربية أن تحطم سجون الأنظمة القمعية». وتابع «لقد كان الشيوعيون في لبنان والعالم في صدام مع الفكر الديني ومن يمثله، وأتت تجربة المقاومة في لبنان لتعطي صورة أخرى وأثبتت أن المقاومين يمكن أن يعملوا معاً، ونحن ننظر بفخر إلى دماء الشيوعيين التي سالت إلى جانب دماء شهداء المقاومة الإسلامية».
كلمة حزب الله ألقاها نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم ووجه خلالها تحية الى القادمين من اقطار الدنيا مؤكدا على ان مسار المقاومة هو مسار لتحرير الانسان وقال بذكاء لافت: فلنرفع الصوت معا " يا مستضعفي العالم ويا فقراء العالم ويا احرار العالم اتحدوا" . وتابع ان مقاومتنا في لبنان كانت مقاومة دفاعية ورد فعل على الاحتلال لان تاريخ اسرائيل هو دائما عدواني ونحن لا نفهم حجم هذا الدمار الذي اصاب بلدنا الا بسبب عدوانية هذا الكيان. انها صورة اسرائيل المجرمة وصورة اميركا المجرمة. وأضاف «إن 12 تموز يشكل بداية لهزيمة المشروع الأميركي الإسرائيلي، ونحن نرى أنفسنا امتداداً وتراكماً طبيعياً لكل مقاومة شريفة في فلسطين ولبنان كانت قبلنا». وتابع «نحن في حزب الله لنا منطلقات إسلامية، واقدر أن بعضكم يتوجس من الإسلام ونحن نعترف بأن بين الإسلاميين من يكفر ومن هو منطوٍ، أقول لكم إذا أردتم أن تتعرفوا علينا، فانظروا إلى أفعالنا لعل السلوك أصدق تعبيراً من الكلمات».
       
فسحة للفن المقاوم
وبينما ارتفعت على جدران قاعتي المحور الإعلامي ومحور إعادة الإعمار الصور والسلايدات التي توثق جرائم إسرائيل على البشر والحجر خلال العدوان الأخير ووقوف الشعب اللبناني ومقاومته في وجهها، تم تنظيم جولتين على الضاحية الجنوبية لبيروت وإلى الجنوب اللبناني للوقوف على آثار الهمجية الإسرائيلية، في حين عقدت على هامش الملتقى أمسيتان فنيتان واحدة مخصصة لعرض أفلام قصيرة أنتجها سينمائيون لبنانيون وعرب حضروا إلى لبنان في فترة العدوان ومقاطع من أفلام تخص فلسطين وتخللها قراءات لنصوص مقاومة كتبت إبان العدوان، والثانية أمسية لسامية جاهين وأمين حداد للشعر والموسيقى والتي شارك فيها الفنان سميح شقير بعدد من أغانيه الثورية.

تعليق أخير
وبغض النظر عن حقيقة عدم اتساق الدعوات لجهة التنوع الكبير جداً في طبيعة وأوزان وجدية المنظمات والأحزاب والهيئات الحاضرة في الملتقى فقد كان الجو العام في مختلف جلسات العمل مفعماً بروح المقاومة لأمريكا وإسرائيل وخاصة مع وجود نسبة عالية جداً من الشباب مع حضور نسائي لافت.
ووسط كثافة جدول الأعمال ودقة مواضيعه، تمكن وفد اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين من عقد لقاءات مع عدد لا بأس به من المنظمات والأحزاب ومن بينها: الحزب الشيوعي الهندي (الماركسي)، الحزب الشيوعي السوداني، الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني في تركيا، الحزب الشعبي الديمقراطي (لبنان) واتحاد الشيوعيين اللبنانيين. كما أجرت قاسيون عدداً من اللقاءات الصحفية مع سياسيين مفكرين وسنقوم بنشرها تباعاً بدءاً من هذا العدد.