دمتم بخير روّاد (الحئيئة) !!
اتهم الخبير الألماني في علوم الجرائم السياسية، يورجن كاين كولبه جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية، بالتورط في عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، كاشفاً أيضاً تورط الإدارة الأمريكية ورئيس لجنة التحقيق السابق "ميليس" في عملية تحميل التهمة لسورية وفق حسابات سياسية محددة. وذلك في كتاب ألفه -وأثار ضجة كبيرة- تحت عنوان" ملف مقتل الحريري – إخفاء الأدلة في لبنان " وصدر عن دار نشر Kai Homilius Verlag.
وقد ذكر أن أجهزة التشويش التي يستخدمها عادة موكب الحريري للدواعي الأمنية، تعطلت قبل ساعة من حدوث عملية الاغتيال، وان تلك الخاصية، لا يمكن تعطيلها إلا من خلال الشركة الموردة لها حصراً، وهي شركة إسرائيلية، تعمد تقرير ميليتس إخفاء جنسيتها.
مضيفاً أن تفجير موكب الحريري في 14 شباط 2005، تحول إلي سبب استندت عليه واشنطن لخلخلة الأوضاع بالكامل في لبنان، وحصد المزايا السياسية لذلك في سائر المنطقة المحيطة.
واصفاً تقريري ميليس بأنهما لا يصلحان حتى كسيناريو متواضع لأحد الأفلام البوليسية للهواة!! وأن انكشاف أمر ابتزاز وتعذيب شهود ميليس أجبره على التراجع والانسحاب بعد ثبوت مشاركته في اسخف كذبة عرفتها لجان التحقيق في المحكمة الدولية.!!
تأتي الضجة التي أثارها صدور هذا الكتاب بالتزامن مع تجلي خيوط إضافية وتفصيلات جديدة عن الشبكة التي حاولت اغتيال الزعيم اللبناني حسن نصر الله كاشفة أن من بين الموقوفين أسماء لأناس محسوبين أو ينتمون لتيارات ما يسمى بـ قوى 14 آذار !! وآخرين، ليس عملهم فقط التخطيط والعمل على تنفيذ عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله بل القيام بعمليات اغتيال لشخصيات سياسية ودينية أخرى .
نكتفي بهذين الخبرين فقط من ضمن منظومة أنباء قادمة - سابقاً ولاحقاً- من الساحة اللبنانية، لنطرح تساؤلات عدة قد يربط بينها الحادثان :
إلى متى، لماذا، وكيف يتم الترويج والحديث دائماً من أطراف دولية وأعوانها في الداخل اللبناني عن تورط سوري في عمليات اغتيال داخل لبنان..؟
لماذا لا تعلن نتائج التحقيق التي تشير إلى خلاف هذا السيناريوهات، كأجهزة التشويش الإسرائيلية لرادار موكب الحريري، تورط جهات لبنانية من قوى 14 آذار بتعطيل وحرف مسار التحقيقات. اتهام جهات لبنانية أيضاً بدعم استخباراتي خارجي باغتيال رموز لبنانية معروفة والتحضير لعمليات أخرى مستقبلاً !!
محطة المستقبل الفضائية (الأحرص) على كشف (الحئيئة)، وبدل أن تلتفت باهتمام إلى حساسية نتائج وتفسيرات الكتاب، سخرت بشدة من معلوماته، مبررة ذلك بافتقاد الخبير الألماني (مؤلف الكتاب) إلى تاريخ واضح ومعروف في الكتابة!! وكأن معلومات التحقيق الجنائي، تحتاج (c.v ) خاص بكاتبها، دون النظر في مضمونها!!
عجيب أمرهمّ!
على ماذا يلتقون في صياحهم وحقدهم؟ هل على طلب حقيقة اغتيال الحريري؟ أم على مطلب إسقاط لحود؟ أم على الرغبة في لجم قوة حزب الله وبعض فصائل المقاومة الفلسطينية؟ أم على الثأر من سورية ومواقفها؟
لا شك أن لكل من أطراف ما يسمى بقوى 14 آذار أجندته الخاصة، المختلفة تماماً عن أجندة الآخر.
لكن،.. وإلى حين انكشاف الفروقات الصارخة بينهم - ونتمنى أن لا تطول – نتمنى أن لا يبقى لبنان بهذا الحال ساحة لتصفية الحسابات، باتجاه داخله وخارجه وهذا ما لا نتمناه أيضاً.
■ عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.