سنوات ضياع العمال الشباب في الولايات المتحدة

تلقى الشباب من عمال الولايات المتحدة الضربة الأقسى من الركود الاقتصادي المتكرر. وعدا عن أنهم أول من يتم تسريحه، وآخر من تتم إعادته للعمل، «يتقاضى العمال الشباب، خلال العقد الأخير، أجراً أقل من الأجر الذي كان يتقاضاه أقرانهم قبل عشر سنوات، هذا إذا تمكنوا من إيجاد عمل أصلاً. وصارت الرعاية الصحية ترفاً زائداً لا يتوفر لهم، وتأمين التقاعد أمر يناله آباؤهم فقط»، حسبما ورد في تقرير أصدره اتحاد العمل الأمريكي ومؤتمر المنظمات الصناعية بالاشتراك مع مؤسسة «أمريكا العاملة»، بعنوان «العمال الشباب: العقد الضائع».

ترجمة وإعداد قاسيون

 

ومن بين استنتاجات عدة تتعلق بالعمال الشباب دون سن الخامسة والثلاثين، يذكر التقرير المستند إلى مسح شمل 1156 عاملاً شاباً أن الركود الاقتصادي طيلة عشر سنوات مضت، قد شلّ قدرة الشباب على الانتقال الطبيعي من المراهقة إلى سن الرشد، وتحقيق استقلالهم المادي عن العائلة. وفيما يلي بعض أهم الأرقام الإحصائية التي تضمنها التقرير:
31% من العمال الشباب غير مؤمن عليهم. أي بزيادة 24% عما كانت عليه النسبة قبل عشرة سنوات، ويقول 79% منهم إنهم على هذه الحال إما لأن رب العمل يرفض التأمين عليهم، أو لأنهم عاجزون عن تحمل تكاليف التأمين.
فقط 31% من الشباب يقولون إنهم يتقاضون ما يكفي لتغطية نفقات الفواتير الشهرية، وتوفير القليل. أي أقل من نسبة عام 1999، بـ 22%. بينما يقول 24% إنهم لا يتقاضون أجراً يكفي لتسديد مبالغ فواتيرهم الشهرية.

واحد من أصل ثلاثة لا يمكنه دفع مبالغ فواتيره، وسبعة من عشرة لا يستطيعون توفير ما يكفي لتغطية نفقات معيشة شهرين.
تخلى حوالي 37% عن الدراسة في الجامعة أو في المعاهد المهنية بسبب عجزهم عن تحمّل نفقاتها.

في الإجابة عن السؤال عمن يتحمل مسؤولية الخراب الاقتصادي، يُلقي حوالي 50% من العمال الشباب اللوم على «وول ستريت» والبنوك وكبرى الشركات. وجميعهم يعتبرون أن جشع الشركات هو أهم عامل مسبب للأزمة المالية الحالية.
معدل البطالة بين الشباب الأحدث سناً وصل في آب الماضي إلى 25.5% حسب ما ذكرته «نيويورك تايمز»، 4 أيلول 2009. بينما تم توظيف 29.1% فقط من الباحثين عن عمل خلال صيف هذا العام، وهو أخفض رقم من بين الأرقام المسجلة منذ أربعة وستين عاماً.
هذا ويقول جون سويني الرئيس السابق لاتحاد العمل «إن هذا الإحصاء يُظهر مدى خراب اقتصادنا، ومدى انعكاسه على العمال الشباب، ويشير بالتالي إلى المخاطر المحدقة بنا إذا تعذّر علينا إصلاحه».

أما الرئيس الجديد للاتحاد ريتشارد ترومكا فيلخص التقرير بقوله: «إن سبب منح التقرير عنوان العقد الضائع هو رؤيتنا لحالة فقدان فرص العمل طيلة عشر سنين فيما عمال الولايات المتحدة الشباب، من المحيط إلى المحيط، يجاهدون لتعويم رؤوسهم فوق سطح الماء دون أن ينجحوا غالباً. لقد تخلفوا عن البلوغ، وامتنعوا عن إنجاب الأولاد، وتخلوا عن الدراسة، ولا يستطيع 34% منهم الاستقلال عن آبائهم لأسباب مالية».

وينتهي ترومكا إلى توصيف حالة العمال الشباب الهامشية بالقول «إن أكثر نتائج التقرير دلالة تكمن في أن أولئك الشباب يعبرون عن رغبتهم بالاشتراك في إيجاد حلول للمشاكل القائمة، ولكن لا يوجد من يريد إشراكهم، ثم كيف يشاركون في الاستحقاق الاقتصادي إذا كانوا عاجزين عن إيجاد فرصة لتكوين صداقات أو زمالة عمل»؟!
أخيراً، لا بد من التنبيه إلى ضرورة التعامل مع النسب والمعدلات الواردة في الإحصائيات ببعض الحذر، إذ يبدو أن الأرقام الأمريكية المتعلقة بالأزمة الاقتصادية وتوابعها «ناقصة» عن الحقيقة غالباً!

يمكن قراءة التقرير كاملاً باللغة الانكليزية على الرابط:

http://www.aflcio.org/aboutus/laborday/upload/laborday2009_report.pdf