الإكوادور امتداد آخر لليسار في أمريكا اللاتينية
وبانتظار توليه منصبه رسمياً في منتصف الشهر المقبل، انضم يساري آخر، صديق لشافيز، إلى قائمة قادة أمريكا اللاتينية المنتصرين بشعوبهم ولشعوبهم في وجه سياسات اليمين المرتبط بواشنطن واحتكاراتها في تلك القارة.
فقد أظهرت الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في الإكوادور وخلافاً للجولة الأولى فوزاً سهلاً للاقتصادي والوزير السابق رافائيل كوريا على منافسه اليميني ألفارو نوبوا بفارق 14 نقطة، ليكون الرئيس الثامن في غضون 10 سنوات من الاضطراب السياسي الذي تعيشه الإكوادور التي يبلغ عدد سكانها 13 مليون نسمة.
ومع طغيان الأوضاع الاقتصادية الداخلية على الحملات الانتخابية بسبب ارتفاع معدل البطالة، وارتفاع نسبة السكان الذين يعانون من الفقر على الرغم من امتلاك الإكوادور ثروة نفطية كبيرة، أكد كوريا (43 عاماً) أن شركات النفط العالمية "مستغلة"، مهاجماً من جانب آخر سياسة واشنطن في دعم من يطيعونها.
وبدا أن أبناء الإكوادور لم يثقوا بالوعود التي أطلقها مرشح يمين الوسط نوبوا، أغنى أغنياء الإكوادور وقطب زراعة الموز فيها، إذ أنه تعهد بضخ استثمارات كبيرة في الاقتصاد لخلق مئات الآلاف من فرص العمل مهولاً من احتمال اندلاع ما وصفها بحرب أهلية في حال فوز خصمه، وواعداً بقطع العلاقات مع كوبا وفنزويلا.
في المقابل كانت الوعود التي أطلقها كوريا كبيرة جداً ولكنها محقة تنتظر الوفاء بها، ومنها:
* الدعوة لتشكيل جمعية دستورية تتمتع بصلاحيات كاملة
* محاربة الفقر
* إعادة النظر في عقود شركات النفط العالمية لضمان التزامها بتعهداتها خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على البيئة
* إعادة التفاوض بشأن الديون الخارجية للإكوادور التي بلغت عشرة مليارات دولار
* العمل على إدماج بلاده في تجمع "ميركوسور" الاقتصادي، الذي يضم دولاً رافضة لسياسات السوق الحرة التي تتبناها الولايات المتحدة، ومن بينها فنزويلا وبوليفيا.
* شن حملة على نواب البرلمان المنتفعين الفاسدين، والتخلص من الحرس القديم
* إغلاق القاعدة العسكرية الأميركية الموجودة في بلاده، إلا إذا قبلت الولايات المتحدة بقاعدة مماثلة للإكوادور على أراضيها
وفي لقاءات صحفية خلال حملته الانتخابية هاجم كوريا بشدة سياسات السوق الحرة ووصفها بأنها كانت كارثة لأمريكا اللاتينية، قائلاً إن القارة بحاجة إلى "اشتراكية القرن الحادي والعشرين".