كم كان مُحقّاً...

«يجب أن نتذكر دائماً أن الإمبريالية نظام عالمي، هو المرحلة الأخيرة من الاستعمار، ويجب أن تهزم بمواجهة عالمية»

طبيب ثوري أرجنتيني الأصل. ولد في 14/6/1928 في روزاريو. أصيب بالربو منذ طفولته ولازمه المرض طوال حياته.
إمتهن الطب، إلا أنه ظل مولعاً بالأدب والسياسة والفلسفة، سافر أرنستو تشي غيفارا إلى غواتيمالا عام 1954 على أمل الانضمام إلى صفوف الثوار لكن حكومة كاستيلو أرماس العميلة للولايات المتحدة قضت على الثورة.
انتقل بعد ذلك الى المكسيك حيث التقى بفيدل كاسترو وأشعلوا الثورة ضد نظام حكم «باتيستا» الرجعي حتى سقوطه سنة 1959.
تولى منصب رئيس المصرف الوطني سنة 1959، ووزارة الصناعة (1961 -1965)، واشترك مع حركات ثورية عالمية عديدة.
من مؤلفاته: حرب العصابات (1961) الإنسان والإشتراكية في كوبا (1967)، ذكريات الحرب الثورية الكوبية (1968).
مرة ، قال لرفيق له كان يقاتل بجانبه في الأدغال ، والرصاص ينهال عليهما:
«أتدري كيف أتمنى أن أموت؟ كما تمنى بطل قصة «جاك لندن». أدرك انه سيتجمد حتى الموت في أراضي الاسكا البيضاء المقفرة، فاستند بهدوء إلى شجرة، واستعد لمواجهة الموت بصمت وكبرياء. كم أتمنى الآن لو أستريح على جذع شجرة، ليهدأ الزفير داخلي، وأموت، بعد أن أفرغ رصاص بندقيتي في الجنود القادمين من وراء هذه الأشجار».
كان ذلك سنة 1957، قبل الدخول إلى المدينة والانتصار.
وقال في البيان الثوري الذي وزعه في نيسان 1967:
«لا يهمني متى وأين سأموت لكن يهمني أن يبقى الثوار منتصبين، يملأون الأرض ضجيجا، كي لا ينام العالم بكل ثقله فوق أجساد البائسين والفقراء والمظلومين» ثم سقط أخيرا في الخريف، مع سقوط أوراق الأشجار التعبة.
رسالة الوداع التي أرسلها تشي غيفارا إلى فيديل كاسترو عام 1965:

فيدل:
جاءوني يوماً، ليقولوا لي مَن تريد أن تخبر في حالة موتك، وقد أثرتَ فينا جميعاً الإمكانية الواقعية لحدوث مثل هذا الأمر، ثم علمنا أنّه كان حقيقياً، ولنا في الثورة إذا كانت حقيقة أما أن ننتصر أو نموت، وقد سقط الكثيرون على طريق النصر، اليوم يصطبغ كلّ شيء بصبغة أقلّ مأساوية لأنّنا أنضج، لكنّ الواقع يتكرّر، وأشعرُ بأنّني قمتُ بجزءٍ من الواجب الذي كان يربطني بالثورة الكوبية على أرضها، واستأذن منكَ ومن الرفاق ومن شعبكَ الذي صار منذ الآن شعبنا.
أتنازل عن مهامي في قيادة الحزب ومن منصبي في الوزارة ومن رتبتي كقائد، ومن جنسيتي ككوبي. ولم يعد يربطني أيّ شيء - قانوني - بكوبا، سوى روابط طبيعية أخرى لا يمكن أن تبلى كما تبلى الأوراق الرسمية وإذا قمتُ بجرد حصيلة حياتي التي أعتقد أنّي قمتُ بما يكفي من الشرف والتفاني للتدعيم انتصار الثورة (...) إنَّ مناطق أخرى في العالم تتطلّب مساهمة جهودي المتواضعة وإنّي قادر على أن أفعل ما لا تسمح لك مسؤوليّاتكَ على رأس كوبا، لقد حانت ساعة الفراق، يجب أن تعلم أنّ أفعل ذلك بمزيج من الألم والفرح فهنا أترك الشطر الأنقى من آمالي وما هو أعزّ لديّ بين الكائنات التي أحبّ وأترك شعباً تقبّلني كأبٍ، فسيبقى جزءاً من روحي، أحمل إلى ساحات الوعر الجديد، الإيمان الذي لقّنتني والروح الثورة لشعبنا، والشعور بالقيام بأقدس الواجبات: الكفاح ضدّ الإمبريالية حيثما وجدت. فهذا يفيدني ويلطّف مئة مرة كلّ أسى. (..)
إنّي لا أترك أي مال مادي لأطفالي ولزوجتي ولستُ آسفاً على ذلك، بل يسرّني أن يكونَ الأمر كذلك ولا أطالب شيئاً لهم لأنَّ الدولة ستقدّم لهم متطلّبات العيش والتعليم. قد تكون لديَّ أمور كثيرة يجب أن أقولها لكَ ولشعبنا إلا أنّني أشعر أنَّ الكلمات ليست ضرورية وإنّها لا يمكن أن تعبّر كما أريد ولا فائدة من تسويد المزيد من الورق.

 
حتى النصر دوماً - النصر أو الموت   أعانقكَ بكلّ اندفاع ثوري.

 

■ أرنستو غيفارا

ERNESTO CHE GUEVARA - 1965