«أزمة» صواريخ في أوربا
انتقد رئيس الأركان الروسي، الجنرال يوري بالويفسكي، انتقاداً صارماً مشروع الولايات المتحدة الهادف إلى نشر نظامها القومي لمضادات الصواريخ في أوروبا، وأكّد أنّ هذه المناورة موجهة ضد روسيا وسترغم هذه الأخيرة على اتخاذ إجراءاتٍ انتقامية. وبالفعل، شرعت الحكومة الأمريكية في التفاوض مع بولونيا بهدف إقامة مواقع لاعتراض الصواريخ فيها.
يفترض بأن تقوم المواقع المتوقعة لمضادات الصواريخ في أوروبا الشرقية بدور تفادي التهديدات القادمة من كوريا الشمالية أو إيران، لكن مثلما أشار إليه الجنرال بالويفسكي، فإنّ أياً من هذين البلدين لن يكون قادراً على تهديد الولايات المتحدة أو حلفائها في حلف شمالي الأطلسي بصواريخ بعيدة المدى في المستقبل القريب.
وقدّر الزعيم العسكري الروسي بأنّ "أقل ما يقال هو أنّ نشر نظامٍ مضادٍ للصواريخ في أوروبا في جوار الحدود الروسية هو عمل غير ودي". وتابع قائلاً: "سوف تغطي منطقة تصديه جزءاً لا يستهان به من القسم الأوروبي لروسيا، وسوف يعزز إدماجه في قدرات الاستخبارات الأمريكية إمكانيات هذا الترتيب ضدّ روسيا. (...) سوف نكون مرغمين على اتخاذ إجراءاتٍ مضادة تكون غير متساوقة وأقلّ تكلفة."
في الخامس عشر من كانون الأول، زار الرئيس فلاديمير بوتين الوحدة العملياتية الأولى للصواريخ الستراتيجية المجهزة بالصاروخ الباليستي العابر للقارات المتحرك توبول ـ م، ذي المسار المنخفض والذي يستطيع حمل رأسٍ نوويٍّ مزودٍ بعدة وسائل للتمويه. حتى الآن، كان هذا النمط من الصواريخ يوضع في مخابئ خاصة، لكنّ الجيل الجديد يوضع على شاحنات. وأعلن الرئيس الروسي بأنّ التوبول ـ م "أطول عمراً ويتمتع بإطلاقٍ أسرع وقدرةٍ على اختراق أيّ نظام دفاعٍ مضادٍ للصواريخ. (...) إنّه سلاحٌ من القرن الحادي والعشرين".