اليمن: مجلس وطني لتجاوز انقسام المعارضة ومواجهة صالح
أعلنت المعارضة اليمنية تشكيل مجلس وطني ائتلافي يضم القوى السياسية والشبابية «لتجاوز الانقسامات الكبيرة ومواجهة الرئيس علي عبدالله صالح»، فيما تظاهر الآلاف في عدد من المحافظات اليمنية لتأييد المجلس المذكور.
وأقرّت «اللجنة التحضيرية الصغرى» برئاسة محمد سالم باسندوة مشروع المجلس الوطني الائتلافي للثورة الذي سيضمّ الأحزاب السياسية المعارضة المنضوية تحت لواء «اللقاء المشترك» والشباب المحتجين في ساحات الاعتصام ومنظمات المجتمع المدني والحراك الجنوبي والحوثيين.
وأوضح الناطق باسم اللجنة التحضيرية أحمد الصبري أنه «تم تشكيل لجان للتواصل والحوار مع جميع هذه المكونات ليتمّ الإعلان عن المجلس الوطني في مطلع آب المقبل». وأضاف الصبري أن من مهام المجلس «انتخاب هيئة رئاسية له ووضع برنامج لتصعيد العمل الثوري السلمي الشعبي وتنشيط وتفعيل الساحات والتنسيق في ما بينها وذلك لاستكمال نجاحات وتحقيق أهداف الثورة».
لكن مراقبين ومصادر معارضة أكدت أن المعارضة تسعى إلى استجماع القوى للتوحيد بين مكوناتها بعد الانقسامات في ساحات الاعتصام والتعثر الواضح في فرض إرادتها، بالرغم من غياب الرئيس علي عبد الله صالح الذي يبدو أنه ما زال رقماً صعباً وينوي العودة إلى البلاد بحسب القريبين منه.
وقال مصدر معارض طلب عدم كشف اسمه إن «الساحات مقسومة ومتفككة وليس هناك أي آلية للتنسيق بينها» مشيراً إلى أن «الإنقسامات الأكبر في صنعاء خصوصاً بين الحوثيين والإصلاحيين». وذكر المصدر أن «الشكوك تتعاظم لدى الشباب أيضاً من الدور الذي تلعبه قوات اللواء المنشق علي محسن الأحمر والذي بات ينظر إليه سلباً من الشباب». وقال المصدر إن المعارضة تحاول مواجهة «حالة التعثر الواضحة والموقف المتصلب للنظام بعد أن قال الرئيس إنه يريد مواجهة التحدي بالتحدي».
ووفقا للمشروع، يعد «المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية» مؤسسة شعبية وطنية ومرجعية تشريعية ورقابية، يمثل مختلف ساحات التغيير والحرية بعموم محافظات اليمن.
وحذر اللقاء المشترك وشركاؤه ممن وصفهم ببقايا السلطة من الاستمرار بسياسة فرض عقاب جماعي على اليمنيين. وتظاهر آلاف بالعاصمة للمطالبة بإسقاط من سموهم بقايا نظام صالح، ونددوا بما وصفوه بجرائم التجويع الذي قالوا إن النظام يمارسه بحق الشعب. وطالب المتظاهرون بعدم تدخل القوى الإقليمية والدولية في الشأن اليمني.
في المقابل واصلت الصحف الرسمية الصادرة الأربعاء التأكيد على أن الحوار الوطني هو الوسيلة المثلى لحل الأزمة السياسية الراهنة، وقالت صحيفتا «الثورة» و«الجمهورية» بافتتاحيتهما إن الحوار خيار وحيد لتجنب البلاد مخاطر الانزلاق إلى العنف والفوضى والذي لا تحمد عقباه.
على الصعيد الميداني، قال مصدر عسكري رسمي إن وحدات من القوات المسلحة والأمن بالتعاون مع المواطنين تمكنت من استعادة السيطرة علي مدينة شقرة والنقاط المحيطة بها بمحافظة أبين (جنوب) خلال الساعات الماضية، بعد أن طردت عناصر تنظيم القاعدة وعناصر أخرى مسلحة من المدينة.
وأكد المصدر أن أفراد اللواء 25 ميكا ومقاتلي وحدات المنطقة العسكرية الجنوبية والمواطنين الشرفاء يواصلون تقدمهم نحو مدينتي جعار وزنجبار (عاصمة المحافظة) لتطهيرهما من العناصر «الإرهابية» وتعقبها للقبض عليها وتقديمها للعدالة.
وكان مصدر عسكري مسؤول قد أعلن في وقت سابق أن المواجهات مع عناصر تنظيم القاعدة بالمنطقة المحيطة بزنجبار قد أسفرت عن سقوط عشرات القتلى من عناصر القاعدة بينها أحد قيادات التنظيم، إضافة لعدد كبير من الجرحى وخسائر بالعتاد والمعدات