600 أفغاني يهاجمون منطقة القبائل الباكستانية
اندلعت معارك عنيفة الأربعاء بين الجيش الباكستاني المدعوم بمروحيات قتالية ومسلحي حركة «طالبان» في اقليم شمال وزيرستان (شمال غرب)، وذلك اثر مهاجمة المتشددين نقاط تفتيش عسكرية في وسط ميرانشاه، كبرى مدن الإقليم القبلي.
لكن اندلاع هذه المعارك بحسب وكالة رويترز التي أوردت التقرير الإخباري لم يؤكد بدء الهجوم العسكري الذي تطالب به الولايات المتحدة منذ فترة طويلة على معقل شبكة تنظيم «القاعدة» في هذا الإقليم الذي يشكل أيضاً القاعدة الخلفية لـ «طالبان» الافغانية.
وتكرر إسلام آباد منذ فترة بأن هذه العملية ستبدأ حين يرى الجيش أنها باتت ضرورية.
وفيما يندر حصول اشتباكات في وزيرستان الشمالية، خصوصاً وسط ميرانشاه التي يوجد فيها الجيش في مراكز محددة ونقاط تفتيش معروفة، أفاد سكان بأن الاشتباكات اندلعت بعد تدمير الجيش بالمتفجرات مستشفى خاص صغير تستخدمه «طالبان» ومسلحون آخرون، غداة اعتداء بقنبلة تسبب في مقتل 3 جنود وجرح 15 آخرين.
وصرح احد السكان بأن بعض المتمردين تحدثوا الآوزبكية، واستخدموا أسلحة خفيفة وقاذفات صواريخ رد عليها الجيش بقصف مدفعي وجوي نفذته مروحيتان قتاليتان فتحتا النار على مدرسة عامة تمركز فيها المسلحون لمهاجمة نقطة تفتيش.
وأغلقت السوق الرئيسية في ميرانشاه، التي غرقت في الظلام بعدما استهدف مسلحو «طالبان» محولاً كهربائياً.
وشهد شمال وزيرستان أيضاً إطلاق طائرتين أمريكيتين بلا طيار ثلاثة صواريخ على منزل في بلدة مير علي، ما أسفر عن مقتل أربعة ممن وصفوا بالمتشددين، علماً بأن قرابة 88 متشدداً قتلوا في هجمات شنتها طائرات أمريكية بلا طيار في حزيران الماضي، بحسب إحصاء استند إلى بيانات من مسؤولين في الاستخبارات.
وفي منطقة كرام القبلية أيضاً، قتلت القوات الحكومية 10 مسلحين وجرحت 8 آخرين في عملية عسكرية برية وجوية أطلقت الأحد الماضي، واعتبرت الأولى منذ مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في باكستان في الثاني من أيار الماضي.
وأعلنت القوات الحكومية الاستيلاء على مخابئ لمسلحين والسيطرة على بلدتي سانغورا ومانتالو في المنطقة التي غادرها قرابة 4 آلاف عائلة منذ بدء العملية.
على صعيد آخر، طالبت اللجنة الباكستانية المكلفة تحديد كيفية بقاء بن لادن سراً لأعوام في البلاد قبل مقتله، الحكومةَ بعدم ترحيل أفراد عائلته طالما لم توافق على ذلك.
ولا تزال ثلاث زوجات، اثنتان سعوديتان ويمنية، وعدد غير محدد من أطفال بن لادن في أيدي السلطات الباكستانية منذ عملية الكوماندوس الأمريكية التي أدت إلى مقتله، والتي تم التشكيك بها، من ناحية التوقيت والتفاصيل.
وأشــارت اللجنـة التـي تضم أربـعة أعـضاء يـرأسها قـاضٍ مـن المحكمة العليا، إلى أنـها قـد تتـحدث إليهن قبل الانتهاء من عملها.
إلى ذلك، أعلن مسؤولون باكستانيون أن حوالي 600 متشدد من أفغانستان هاجموا قريتي نورسات درا وخارو في منطقة دير العليا، واشتبكوا لساعات مع جنود وميليشيا قبلية موالية للحكومة جرح أربعة من رجالها.
وتقول باكستان إن «أكثر من 55 جندياً قتلوا في هجمات عدة شنت عبر الحدود الشهر الماضي، والتي زادت التوتر بين البلدين المجاورين في وقت تكافحان منذ فترة طويلة تمرداً تشنّه «طالبان» ومتشددون مرتبطون بـ«القاعدة».
وتتهم باكستان جارتها بتوفير ملاذ آمن لمتشددين داخل حدودها تترك قواتها في مواجهة هجمات مضادة حين تطاردهم لإخراجهم من مناطق القبائل إلى أفغانستان. أما كابول فحمّلت إسلام آباد مسؤولية سقوط عشرات المدنيين في أسابيع من القصف عبر الحدود، لتبقى واشنطن الآمر الناهي المتحكم والمسيطر سياسياً وعسكرياً في تلك البقعة من العالم.