إيران تطلق سراح الجنود البريطانيين رغم استكمال التحضيرات العسكرية والنفسية لضربها..
سحب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد البساط من تحت محاولة واشنطن ولندن توظيف اعتقال الجنود البريطانيين الخمسة عشرة المعتقلين لدى السلطات الإيرانية لتبرير أي اعتداء معد مسبقاً على بلاده من خلال الإعلان عن العفو عن هؤلاء الجنود بمناسبة أعياد المولد النبوي والفصح وتقديم ذلك «هدية للشعب البريطاني» علماً بأنهم دخلوا المياه الإقليمية الإيرانية بشكل غير مشروع.
وأعرب نجاد عن أسف الحكومة الإيرانية «لعدم تحلي الحكومة البريطانية بالشجاعة الكافية للاعتراف بالخطأ فيما يتعلق بدخول المياه الإيرانية»
وكرم الرئيس الإيراني خفر السواحل الإيرانيين الذين أسروا البحارة البريطانيين ومنح قائد البحرية الإيرانية وسام الشجاعة من الدرجة الثالثة. ودعا رئيس الحكومة البريطانية توني بلير للعودة إلى طريق السلام والمفاوضات بدلا من الاستفزاز والتهديد.
وجاءت هذه الخطوة من جانب طهران في وقت كانت تشكل فيه قضية احتجاز البريطانيين ورقة رابحة بيد إيران من ناحية السعي للمقايضة عليهم بخصوص دبلوماسييها الذين تعتقلهم قوات الاحتلال الأمريكية في العراق، ولكن على الرغم من ذلك فضلت إيران عدم إعطاء واشنطن ولندن الذريعة والقدرة على تحويل عدوانهما المبيت الذي يستهدف بشكل رئيسي دولة ممانعة للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة إلى شكل من أشكال الرد على قضية ثانوية تتمثل في استعادة أسرى أو معتقلين.
وهي تأتي كذلك في وقت يكثر فيه الحديث والتحضير النفسي والإعلامي لضربة عسكرية تستهدف إيران بغض النظر عن توقيتها.
وفي هذا السياق قال رئيس هيئة الأركان العامة الروسية الجنرال يوري بالوفسكي إن الولايات المتحدة قادرة على ضرب إيران لكنها لن تنتصر عليها وسيشكل ذلك نهايتها. وصرح بالوفسكي لوكالة أنترفاكس الروسية للأنباء بأنه «من الممكن إلحاق الضرر بجيش إيران وبقدراتها الاقتصادية لكن النصر مستحيل». وأضاف أن الضربة الأمريكية المحتملة ضد إيران ستكون خطأ سياسياً كبيراً، مشيرا إلى أن واشنطن «ستجد نفسها في مسرحية هزلية»، خصوصا أنها متورطة في العراق وأفغانستان.
وكانت وسائل إعلام روسية نقلت أواخر الشهر الماضي عن مصادر استخباراتية روسية قولها إن الولايات المتحدة قد توجه ضربة لإيران في موعد قريب قدرته في أوائل نيسان الجاري، وذلك بعد أن استكملت استعداداتها ومناوراتها بهذا الخصوص في وقت تعمل فيه القوى الكبرى على استغلال مهلة الشهرين الواردين في تحذير قرار مجلس الأمن الأخير لإخلاء رعاياها من إيران وليس للبحث عن تسوية معها.
ونقل عن مصدر أمن روسي قوله إن موسكو لديها معلومات استخباراتية تفيد أن الولايات المتحدة وافقت بالفعل على قائمة من الأهداف الإيرانية المرشحة لضربات بالقنابل والصواريخ.
وسبق للبحرية الأمريكية أن أعلنت من جانبها أن حاملة الطائرات نيميتس أبحرت الاثنين الماضي من سان دييغو بكاليفورنيا لتحل في منتصف أو نهاية الشهر الجاري محل المجموعة البحرية العسكرية المشكلة حول حاملة الطائرات دوايت إيزنهاور. وتؤكد المعلومات الرسمية الأميركية إلى أن الوجود العسكري الأمريكي في منطقة الخليج حاليا وصل إلى المستوى نفسه الذي كان عليه في شهر آذار 2003 عندما اجتاحت القوات الأمريكية العراق.
وبينما اعتبر الجنرال الروسي ليونيد إيفاشوف نائب رئيس أكاديمية العلوم الجيوسياسية أن قضية البحارة البريطانيين المحتجزين لدى إيران يمكن أن تمثل فتيلاً لإشعال نار الحرب، استبعد الأستاذ الأمريكي في جامعة نيويورك ستيفين كوهين اندلاع حرب كاملة بين الولايات المتحدة وإيران لأن الولايات المتحدة يكفيها ما يجري في العراق. ولكنه لم يستبعد شن هجمات جوية ضد إيران.
أما فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني فقد أكدت إيران أنه إذا لم تسلم روسيا الوقود النووي لأول محطة كهرباء إيرانية فإن ذلك سيبرر برنامجها النووي، محذرة روسيا بلسان رئيس مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية غلام رضا آغا زاده من أن ربط المشروع بالنزاع الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني يجعلها تسيس الموضوع.