ماري بوفيه: «إن انتخاب ساركوزي وفشل اليسار يمثلان كارثة سياسية حقيقية»
فور صدور نتائج الانتخابات الفرنسية التي أعلنت فوز ساركوزي خرجت ماري جورج بوفيه الأمين العام للحزب الشيوعي الفرنسي بتصريح أعربت فيه عن استياء حزبها من نتائج تلك الانتخابات وتحمله جزءاً من المسؤولية عن ذلك.
وقالت إنها تفكر «بصورة خاصة بأولئك الأكثر عرضةً لتهديد مشاريع رئيس الجمهورية الجديد، بالعاملين بأجر الذين يستهلكهم العمل دون أن يكسبوا منه ما يكفيهم للعيش الكريم، في المتقاعدين، في شباب الأوساط الشعبية، في جميع ضحايا التفاوت والتمييز، في العاطلين عن العمل والعمال المؤقتين».
وتابعت بوفيه: «أقول لهم بملء الصوت: إن انتخاب رئيس الاتحاد من أجل حركة شعبية والفشل الخطير لليسار يمثلان كارثةً سياسيةً حقيقية. فلأول مرة منذ التحرير، يتحمل أعلى مسؤوليات الدولة رجلٌ نسب لنفسه معظم المواضيع السياسية لليمين المتطرف ويحمل صراحةً مشروع الاتحاد المتوسطي اقتصادياً واجتماعياً ما فوق الليبرالي. إنّ نظامنا الاجتماعي، الذي أفسدته كثيراً سنواتٌ من السياسات الليبرالية، وحقوقنا الديمقراطية في خطر. ينبغي التجمع للوقوف في وجه السياسة التي سيرغب اليمين في تطبيقها. أدعو بصورة عاجلة إلى حشد كل القوى اليسارية لتنظيم الرد.
لن يستسلم الحزب الشيوعي. في كل مكان، في المدن والأحياء والشركات، سوف يكون مناضلوه وممثلوه في البلديات والمقاطعات والأقاليم، وكذلك في البرلمان إلى جانب شعبنا لمعارضة تدهور الوضع الاجتماعي وانتهاك الحريات. في مواجهة كلّ الهجمات، سوف يعملون دون كلل أو ملل على تجميع كافة أولئك الذين يحملون التقدم الاجتماعي في قلوبهم، كافة الديمقراطيين، لتنظيم اليقظة والنضال. منذ هذا المساء، أدعو إلى نهوض القوى اليسارية الحية لجعل الانتخابات التشريعية رد فعل على الهزيمة الثقيلة التي تكبدناها. ينبغي ألا نترك كل السلطات بين أيدي نيكولا ساركوزي. ينبغي أن يتمكن جميع أولئك الراغبين في المساهمة بالرد من المواجهة معاً لانتخاب أكبر عدد ممكن من النواب المصممين على معارضة اليمين».
وأشارت بوفيه إلى أن هزيمة سيغولين رويال بعد هزيمة 2002، تطرح أسئلةً حرجةً على اليسار بأكمله. «لأنّ النتيجة الكبيرة التي حصل عليها نيكولا ساركوزي تظهر بأنه تمكن من أن يجعل الإجابات التي يقدمها على مشكلات مجتمعنا ذات مصداقية، مكتسباً أصواتاً تتجاوز دائرة القاعدة الانتخابية لليمين. ويكشف فشل اليسار في المقابل ضرورة إحياء قيم المساواة والحرية والعدالة الاجتماعية ضمن مشروع سياسي يتشابك مع أوروبا وعالم تسيطر عليه الرأسمالية المالية المعولمة».
وفي الاستنتاجات ذكرت بوفيه «إنّ هذا الفشل هو فشل كافة القوى اليسارية. كلها- بما فيها الحزب الشيوعي-أصبحت أمام مسؤوليتها كي تفهم أسبابه وتعيد بناء الأمل عبر الشروع في مشروع حقيقي للتغيير».