في أوباما «و... وول ستريت» وتجارة بغاء الأغرار

بوصول أوباما إلى البيت الأبيض، تكون «الفتاة» الولايات المتحدة قد فاقت «أمها الشمطاء» بريطانيا ولو شكلياً على الأقل، لكن ما يجمعهما ما زال الكثير، فبريطانيا كما يقول محمد الفايد قتلت ابنه والأميرة ديانا، حين تبين حملها بجنين مشترك مع عربي، كيف يمكن لولي العهد في بريطانيا شديدة العنصرية أن يكون نصفه عربياً؟

أمريكا لم تقتل أوباما بعد، ومن يدري. ولكن، أغلب الظن «والله طبعا أعلى وأعلم» أن أمريكا لن تقتل أوباما، بل هي التي لقحت البيت الأبيض به؟

كيف؟

دون إطالة، فالأزمة المالية الحالية سوف تنخر عظام السود أكثر من البيض، فلا بد من أسود كي يكنس إسطبلات أوجياس السياسية. وأميركا بحاجة لنفط العرب، فلا بأس برئيس سوف يمنحه العرب مالهم وربما بعض نسائهم «عطوة أبو» فأبوه حسين، وهو (اسم) يرضي المسلمين الذين يرون إليه واحداً من «تمفصلات» «لا إله إلا الله» سوف يجلس على عرش البيت البيض، ولكنهم لا يدركون أنه جاء في الوقت الأسود. هكذا فكرت وول ستريت وهكذا حصل.

ما أخطر الرجل، فقد أعطى أميركا فرصة أن تلعب: «بالأبيض وأن تلعب على الأسود». على الأسود لأن وجود الرجل في البيت الأبيض لن يقتلع ثقافة العنصرية من تحت جلود البيض الذين كانوا يسلخون جلود السود، والآن يسلخون عقولهم.

ولكن، ماذا سيفعل أوباما بالنساء؟ هل سيرغم دور الأزياء على إضافة عارضات أزياء سود عاريات إلى جانب السوداء، ناعومي كامبل؟ وهل سيمنع تجارة فراشات الليل القادمات من أوروبا الشرقية؟ أم فعل ذلك بوتين.

هو منتخب أساساً من وول ستريت. فهل هو مختلف عن ضواري ذلك السوق؟ بالقطع لا!

وعليه، يصبح السؤال، من الذي يخلص النساء في أميركا من «حرية» الاسترقاق؟

يقول تقرير نشرته أسوشيتدبرس مؤخراً، أن مكتب التحقيقات الفدرالي، إف بي آي، تمكن من اعتقال 600 مراهق، ومن تخليص 47 طفل في عملية مطاردة لفرق البغاء والقوادة في 29 مدينة في الولايات المتحدة. وأنه فكَّك 12 شبكة دعارة تعمل على أساس توفير هذه الخدمة بالمكالمات، وفي شاحنات وكازينوهات ومواقع الكترونية. والأطفال أو الصبية الذين تم تخليصهم من أعمار ما بين 13-17 عاماً كلهم إناث خلا ولد واحد. ومن بين هؤلاء هناك عشرة جرى الاتصال  مع المركز القومي للتبليغ عن أن أولادهم اختفوا واستُغلوا. وقد بلغ عدد المعتقلين 642 شخصاً من بينهم 73 قواداً، و 518 بغيّاً بالغاً.

وتقول مصادر الشرطة الأميركية إنها أنقذت 575 صبياً وفككت  36 عملية إجرامية في هذا المجال منذ عام 2003. تُقدر جامعة بنسلفانيا أن هناك 300,000 طفل في الولايات المتحدة يتعرضون للاستغلال الجنسي لأهداف تجارية.

ويختتم التقرير بقول المدعي العام الأميركي متتياهو فريديرك، بأنه «حتى اليوم أي عام 2008، ما تزال هناك أمثلة على التلاعب والإغواء الذي يقوم به القوادون تجاه صبية يريدون الاغتناء سريعاً، وهذه من أكثر ظواهر الهشاشة في مجتمعنا».

من بين الأسئلة المترتبة على هذا، سؤال يقول:

إذا كان هذا ما يحدث في الولايات المتحدة قبل الأزمة المالية الحالية، فما الذي سيقلل هذه الظاهرة حين يصبح المواطن الأبيض أيضا وليس السود وحسب،  قلقاً على قوت يومه. ما الذي سيقدمه أوباما لهؤلاء؟ ربما لا مكان هنا لهذا السؤال، لأن الرجل جُلب من وول ستريت، لذا، على النساء والأطفال والسود والمسلمين العرب والتشيكانو والبورتوريكوز واللاتينوس والمكسيكان، أن يمنحوه الأصوات، ويمنحوا الجيش الغازي الأرواح، ويمنحوا القوادين الأجساد.