بعد مساومته على دم أطفال بلاده القذافي ينتظر سفيراً أمريكياً من تل أبيب
في رسالة وصلت للرئيس الليبي «بعد طول عناء من حاملتها»، أشاد الرئيس الأمريكي جورج بوش بمعمر القذافي «لأنه ألغى برامج أسلحة الدمار الشامل الليبية، مشيراً إلى أهمية حل قضايا أخرى مثل تعويضات أقارب الضحايا الأمريكيين في طائرة بان أمريكان عام 1988 فوق لوكربي باسكتلندا، والإفراج عن الممرضات البلغاريات المتهمات بإصابة أطفال ليبيين بفيروس الايدز، وهن اللاتي تم تخفيف حكم الإعدام عنهن إلى المؤبد وقضائهن ثمانية أعوام من السجن والمحاكمات، مع طبيب فلسطيني تم منحه الجنسية البلغارية لتجري معاملته كالممرضات.
حاملة رسالة بوش للقذافي كانت فرانسيس تاونسيند، مستشارة الأمن الداخلي بالبيت الأبيض، التي تعمد بوش فيما يبدو إرسالها للرئيس الليبي بوصفها امرأة، على اعتبار أن الأخير سبق له وأن رفض الاجتماع بنائب وزيرة الخارجية الأمريكية جون نيجروبونتي خلال زيارته الجماهيرية من قبل، ولكن القذافي التقى بالمبعوثة الأمريكية بعد أن تم اصطحابها بمفردها إلى خيمة أقيمت في مجمع كبير قصفته الولايات المتحدة في عام 1986 .
وبقيت أجزاء من الرسالة سرية، وقالت تاونسيند «تعمدنا عدم الكشف عن محتويات الرسالة بالكامل».
اللافت أن تاونسيند، التي اجتمعت مع القذافي نحو نصف الساعة، «شكرته» على السماح للولايات المتحدة بإرسال أول سفير إلى ليبيا في 35 عاماً، حيث وقع اختيار بوش على جين كريتز الذي يشغل الآن منصب نائب رئيس البعثة بالسفارة الأمريكية في تل أبيب.
وقالت تاونسيند «نود إقامة وجود دائم على نحو أكبر في ليبيا. نحتاج إلى إيجاد أرض وبناء سفارة..»، معقبة على قرار إلغاء عقوبة إعدام الممرضات والطبيب، بـ«أنه قرار ليبي محض.. وتطور إيجابي نأمل في أن يكون بداية لعودة الممرضات إلى الوطن».
وأوضحت إن القذافي يريد علاقات أقوى مع الولايات المتحدة وإن «أفضل مؤشر على التزامه بأنه يريد أن يفعل ذلك هو انه استقبلني. كان يمكنه بسهوله أن يقرر عدم استقبالي وإظهار عدم اهتمام بالرسالة. ولم يكن هذا هو الوضع».
وأضافت في تقييمها وتبويبها «للرجال والقادة» وسبل تحصيلهم شهادة حسن سلوك من واشنطن: «إن وجهة نظرنا هي أن القذافي اتخذ قراراً شجاعاً وتاريخياً بنبذ دعمه للإرهاب وتراجعه عن برنامج أسلحة الدمار الشامل».