وكالات وكالات

القائد السابق لليونيفيل في جنوب لبنان: «من السهل جداً معرفة من يدعم فتح الإسلام والهجمات ضد قوة اليونيفيل»

 أجرى مراسل مجلة «الانتقاد»، نضال حمادة، حواراً صحفياً مع الجنرال الفرنسي آلان بلليغريني الذي شغل مناصب عدة كان أهمهما قيادته لقوة اليونيفيل في جنوب لبنان. وتناول اللقاء محاور عدة من بينها الهجوم ما قبل الأخير على قوة اليونيفيل، وظاهرة فتح الإسلام وقضية الضباط الأربعة المسجونين، حيث كشف الجنرال عن حقائق وحيثيات ميزت ما شهدته وما تزال تتخبط فيه منطقة الشرق الأوسط عموماً ولبنان ضمناً من صراعات. وفيما يلي مقاطع مطولة من ذاك اللقاء:

● كيف ترى مستقبل الأوضاع في لبنان؟

أنا لست متفائلاً بالنسبة لمستقبل الوضع في لبنان والشرق الأوسط عموماً، ليس في الأفق ما يدل على تقدم في الملفات السياسية، بل على العكس التصلب هو سيد الموقف.

● كيف تقوّمون عمل قوات اليونيفيل بعد سنة على انتهاء حرب تموز؟

لقد قامت هذه القوات بما هو مطلوب منها في حفظ الأمن والهدوء على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وفي تثبيت لوقف العمليات الحربية على جانبي الحدود، كما أنها تحافظ على السيادة اللبنانية من خلال تنسيقها مع الجيش اللبناني الذي دخل المنطقة بعد عقود من الغياب.

● ولكن الخروقات الجوية الإسرائيلية للسيادة اللبنانية لم تزل مستمرة، واليونيفيل لا تفعل شيئاً؟

اليونيفيل لا يمكن لها وقف الخروقات الجوية الإسرائيلية بسبب عدم امتلاكها أسلحة مضادة للطيران توازي قدرة الطيران الإسرائيلي، الأسلحة التي بحوزة اليونيفيل لا تستطيع الوصول للطائرات الإسرائيلية عندما تحلق عالياً، الصواريخ الأفضل هي التي بحوزة القوة الفرنسية، وهي من طراز ميسترال لا يتعدى مداها 1500 متراً.

● إذاً كان هناك تضخيم للقصة التي تحدثت عن توجيه الصواريخ الفرنسية نحو الطائرات الإسرائيلية؟

كلا لم يكن هناك تضخيم، القصة حقيقية وحصلت عندما حلقت الطائرات الإسرائيلية على علو منخفض فوق القوة الفرنسية، التي شعرت أنها كانت مهددة، ولم يكن الهدف منع الخروقات للأجواء اللبنانية بسبب تعذر ذلك، ولكن اليونيفيل تقوم بمنع الخروقات البرية للخط الأزرق، ونحن كنا نعطي الأوامر بإطلاق النار على أي خرق بري إسرائيلي.

● حصلت عملية ضد اليونيفيل أدت لمقتل ستة جنود أسبان، هل فوجئتم بذلك ومن يقف وراءها برأيك؟

الذي يقف وراء العملية هم المتطرفون السلفيون، ونحن كنا نراقب تحركاتهم ونتوقع حصول شيء ما من قبلهم ضدنا. وهم يتحركون في مجموعات داخل سيارات، ولكن من دون سلاح، وقد لاحظنا خطرهم وقمنا بإبلاغ الحكومة اللبنانية حيث قام الأمن اللبناني بتوقيف البعض منهم.

● هل تتوقعون حصول عمليات أخرى ضد اليونيفيل؟

نعم من المحتمل حصول عمليات مؤسفة كما حصل مع الجنود الإسبان، لا يمكن منع وقوع هذا النوع من العمليات في هذه المنطقة، الوضع الأمني لا يمكن ضبطه بسهولة.

● هل تفاجأتم بالأحداث التي تجري في مخيم نهر البارد؟

كنا نتوقع مثل هذه الأحداث منذ مدة طويلة، وقد حذرنا الحكومة اللبنانية في شهر تشرين الثاني الماضي من وجود للمتطرفين السلفيين في مخيم نهر البارد، وأنا نفسي أبلغت الحكومة اللبنانية قبل تركي منصبي عن خطر موجود في منطقة نهر البارد، وهم قالوا إنهم سوف يعملون على معالجة الأمر.

● من يقف وراء جماعة فتح الإسلام حسب اعتقادكم؟

ليس هناك من حاجة إلى بذل جهد كبير لمعرفة من يدعمهم، فهم متطرفون (من طائفة محددة)، وفي منطقة تعتبر عريناً لطرف معروف.

● من تعنون بذلك؟

الذي يموّل جند الشام في صيدا يقف وراء فتح الإسلام في نهر البارد.

● آل الحريري؟

(ابتسامة عريضة)

● كيف تقوّمون سياسة ساركوزي في لبنان؟

(..) يتحتم على فرنسا أن تتعامل مع اللبنانيين بصرامة أكثر وخصوصا حلفاءها، وتطالبهم بتنفيذ تعهداتهم التي يلتزمون بها أمام الساسة الفرنسيين حيث كان الإخلال بالتعهدات سمة المرحلة السابقة، وكان هناك من يعتبر أنه خارج دائرة المحاسبة والمعاتبة.

● هل ترون مصلحة في الحوار مع سورية؟

أنت تعلم أنه في منطقتكم يجب التحدث إلى الناس، هذا يدخل في التكوين الثقافي لشعوب تلك المنطقة، وسورية دولة لها تأثير ومن الضروري الحوار معها، وهذا لا يعني التنازل لها. (..)

● هناك طرح في أوساط الموالاة لتوسيع مهمة اليونيفيل خارج جنوب الليطاني ليشمل كل لبنان وصولاً للحدود مع سورية؟

ليس هناك من مصلحة في إدخال اليونيفيل في الصراعات الداخلية اللبنانية، ولكن يمكن بحث وجود قوات اليونيفيل لمراقبة الحدود مع سورية، هذا أمر يمكن بحث فوائده ومخاطره.

● ما هو تقويمكم لعمل لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال الرئيس الحريري؟

تعيين ديتليف ميليس محققاً دولياً في القضية كان خطأ كبيراً، كان يجب تعيين محقق له إطلاع بالوضع اللبناني والخلافات السياسية اللبنانية، أو على الأقل إحاطة المحقق بمستشارين لديهم خبرة في الوضع اللبناني وألاعيبه السياسية بحيث يقوم المستشار بالإشارة إلى المحقق حول كيفية التعامل مع تلك الشخصية أو تلك، وما يجب أخذه من كلام وما يجب وضعه في خانة الصراع اللبناني الداخلي.

ديتليف ميليس كان عرضة لتأثير فريق معين من اللبنانيين، كان ضحية تلاعب من بعض الأشخاص في هذا الفريق فضلا عن خضوعه الكبير للضغوط الأميركية، أما بالنسبة للمحقق البلجيكي سيرج بريمرز فهو يتمتع بمهنية عالية، ويقوم بعمله بطريقة جيدة وحرفية بعيداً عن التسييس والضغوط.

● ما رأيك بتمديد فترة حبس الضباط الأربعة؟

قبل أن أتحدث عن تمديد فترة حبسهم أنا أتساءل عن سبب حبسهم كل هذه الفترة، دعني أقول لك شيئا أنا أعرف اللواء جميل السيد منذ مدة طويلة عندما كنت أشغل منصب ملحق عسكري في السفارة الفرنسية، (..) وأقول لك بتجرد إن جميل السيد رجل نزيه ومستقيم ونظيف ومعه لا تجد مفاجآت، كنت أتعامل معه ولم يفاجئني يوما بتغيير اتفاق أو بقرار مفاجئ، يمكن الخروج من هذا الوضع غير القانوني عبر إطلاق سراحهم بكفالة وتحت المراقبة.

● لماذا برأيك لا يتم إطلاق سراحهم؟

الذي يمنع إطلاق سراحهم مجلس الأمن الدولي بضغط من الولايات المتحدة الأميركية.

● البعض يقول إنك كنت أقرب إلى الموقف اللبناني من القائد الحالي لليونيفل الجنرال الإيطالي كلاوديو غراتسيانو؟

أعتقد أن الجنرال كلاوديو يخضع كثيرا لرأي قيادته السياسية في إيطاليا التي لا تتطابق دائما مع طبيعة عمل اليونيفيل، لإيطاليا مصالح حيوية في لبنان، وهي الشريك التجاري الأول للبنان أمام فرنسا التي تحل ثانياً، ومن هذا المبدأ فهي تحرص على التدخل في عمل اليونيفيل عبر قائدها الإيطالي، أنا لم يتدخل في عملي أي مسؤول فرنسي.

● هل تفكر بإصدار كتاب عن تجربتك اللبنانية؟

نعم ولكن ليس الآن بسبب وجود ساسة لبنانيين في مناصبهم حالياً، وممكن أن يتضرروا من سرد وقائع معينة، هذا متروك لمرحلة قادمة.