الشيوعي الفرنسي يحافظ على «مواقعه المتراجعة»
بعد الفشل الذريع في الانتخابات الرئاسية، حافظ الحزب الشيوعي الفرنسي في الانتخابات التشريعية على معظم حصونه والأرجح على مجموعته البرلمانية، وهي «نتيجة جيدة جداً»، وفق ما لخصته أمينته العامة ماري جورج بوفيه.
بعد النتيجة المزرية البالغة 1.93 بالمائة للسيدة بوفيه في الثاني والعشرين من نيسان و4.3 بالمائة في الدور الأول للانتخابات التشريعية، حافظ الحزب الشيوعي الفرنسي على 18 نائب (مقابل 21 في المجلس المنصرف).
وقد هنأت السيدة بوفيه، التي أعيد انتخابها في منطقة نفوذها في سين سان دوني بنسبة 56 بالمائة من الأصوات، نفسها قائلةً: «إنها نتيجة جيدة جداً. سيكون الحزب الشيوعي الفرنسي المجموعة الرابعة في الجمعية الوطنية».
وقد استعاد معظم المنصرفين (باستثناء لافت لفريديريك دوتوا، الذي هزم في مرسيليا منذ الدور الأول ولفرانسوا ليبرتي في هيرو في الدور الثاني) مقاعدهم، ولاسيما جاكلين فريس، إحدى الشخصيات الإشكالية للحزب في نانتير.
أعيد انتخاب آلان بوكيه رئيس المجموعة الشيوعية في المجلس القديم بنسبة 69 بالمائة من الأصوات، وقد حصل على أحد أفضل نتائج التصويت.
من سين ماريتيم، جاءت مفاجأةٌ سعيدة للحزب الشيوعي الفرنسي حين هزم رئيس بلدية غونفرفيل لورشيه الشيوعي جان بول لوكوك النائب المنصرف عن حزب التجمع من أجل الوحدة الشعبية دوني ميرفيل. أما المشاغب ماكسيم غريميتز الذي أعيد انتخابه في لاسوم حيث تقدم للمرة الأولى دون أن يرشحه الحزب الشيوعي الفرنسي، فمن المتوقع أن ينضم إلى النواب الشيوعيين في قصر بوربون.
تتجاوز النتيجة توقعات سبر الرأي التي أعطت الشيوعيين عدداً من النواب يتراوح بين خمسة وخمسة عشر نائباً.
لقد اقترب الحزب الشيوعي الفرنسي من هدفه المتمثل في الحفاظ على مجموعة في قصر بوربون، في حين أنّ الحد الأدنى المطلوب هو عشرون نائباً. وقد عبّر النائب ـ العمدة من حزب الخضر نويل مامير بعد إعادة انتخابه عن تأييده لتشكيل مجموعة برلمانية مشتركة مع الحزب الشيوعي الفرنسي. سيحصل الخضر على أربعة نواب في المجلس الجديد.
لكن فانسان تيبرج من Cevipof، أكد أنّ «الحصول على مجموعة برلمانية لا يمحو الفشل في الانتخابات الرئاسية، ولم يعد الحزب الشيوعي الفرنسي قادراً على امتلاك تأثير قوي». «لم يتعافَ الحزب من أزمته ولن يتعافى طالما أنه لا يبحث عن تحالفات خارج صفوفه».
من المتوقع انعقاد مؤتمر استثنائي في نهاية السنة لنقاش الإستراتيجية. وبانتظار ذلك، تتلذذ القيادة بنجاحها في الانتخابات التشريعية، وتجد السيدة بوفيه، التي فكّرت في وقت ما بمغادرة القيادة، نفسها في موقع أفضل لمواجهة هذا المؤتمر.
من جانب آخر أعلن في فرنسا عن تشكيلة الحكومة الجديدة عقب فوز تحالف يمين الوسط الذي يقوده الرئيس نيكولا ساركوزي (الاتحاد من أجل حركة شعبية) في الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية. وضمت التشكيلة المعدلة والموسعة الجديدة 33 شخصية من بينهم رئيس الحكومة فرانسوا فيون ونصفهم وزراء ونصفهم الآخر سكرتيري دولة لدى الوزراء.