«اليسار» مولود برليني جديد: «نحن الحزب الوحيد الذي يعيد النظر في النظام الرأسمالي»

عقد شيوعيون جدد من ألمانيا الديمقراطية السابقة وخائبو أمل من التيار الاجتماعي الديمقراطي الألماني الغربي في برلين يوم السبت الماضي (16 حزيران 2007) أول مؤتمر مشترك لهم، وأسسوا «اليسار»، وهو بحكم الواقع رابع قوة سياسية ألمانية، ويدعو إلى «الاشتراكية الديمقراطية»،

وفيما يأتي هذا التطور في سياق التحولات الجارية في أوربا تأشيراً لحالة الاستياء من الواقع السياسي التابع لواشنطن والاقتصادي الاجتماعي ليبرالي الطابع، إلا أنه لا يعني بالضرورة تأشيراً لتحول حقيقي باتجاه يسار جذري.

وفي كل الأحوال فقد حمل هذا المؤتمر الوزير الأسبق ونائب رئيس الحزب الاجتماعي الديمقراطي أوسكار لافونتين ورئيس حزب اليسار لوثار بيسكي إلى الرئاسة المزدوجة للتشكيلة الجديدة، التي تمثل رابع مجموعة برلمانية بعد المحافظين والاشتراكيين الديمقراطيين والليبراليين في البوندستاغ (مجلس النواب).

على منصة مخططة بالأحمر وأمام 800 مندوب دعاهم أوسكار لافونتين بـ«الرفاق الأعزاء»، كرر الاسترجاعات التاريخية فذكر جان جوريس ودعا إلى «تعلم لغة الفرنسيين، والإضراب العام» كوسيلة للفعل السياسي.

«نحن الحزب الوحيد الذي يعيد النظر في مسألة النظام» الرأسمالي، أضاف أوسكار لافونتين. وقال أيضاً: «نريد إعادة تعريف الدولة الاجتماعية».

أما لوثار بيسكي، فقد أسف لأنّ أجور العاملين تكون قليلةً أحياناً لدرجة أنهم «يصبحون فقراء». لهذا السبب، قال بيسكي إنّ «اليسار» يطالب بحد أدنى للأجور مقداره 8 يورو في الساعة، وبرفع الأجور في ألمانيا الديمقراطية السابقة لتصل إلى مثيلتها في ألمانيا الغربية بعد سبعة عشر عاماً من إعادة التوحيد.

من جانبه، هاجم غريغور جيسي، وهو شخصية بارزة شيوعية جديدة ألمانية شرقية، الحزب الاشتراكي الألماني SPD، الهدف المفضل ليسار اليسار، الذي يتهم الاجتماعيين الديمقراطيين بخيانة مبادئهم.

وقال جيسي إنّ حزب الاجتماعيين الديمقراطيين الذي حكم بين العامين 1998-2005 بزعامة غرهارد شرويدر وشريك الاتحاد المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة أنجيلا ميركيل منذ العام 2005 قد اقتطع من الإعانات الاجتماعية ومنح الشركات مزايا ضريبية، مثلما لم يجرؤ المستشار الأسبق المحافظ هيلموت كول (1982-98) أبداً على فعله. وأضاف: «لم يعد هنالك علاقةٌ بين هذا الأمر وبين الديمقراطية الاجتماعية».

بعد نحو عامين من السجالات، قرر التنظيمان ـ «حزب اليسار» (الحزب الاجتماعي الديمقراطي السابق)، الذي يضم العديد من الأعضاء السابقين في الحزب الشيوعي في ألمانيا الديمقراطية سابقاً (SED)، و«البديل الانتخابي من أجل العمل والعدالة» (WASG)، الذي يتخذ منذ العام 2005 مقراً له في ألمانيا الاتحادية سابقاً- في آذار الماضي الاتحاد معاً.

وأعلن غريغور جيسي: «نحن نستكمل اليوم اتحاد ألمانيا». وأضاف في إشارة إلى إعادة التوحيد في العام 1990 التي شعر العديد من الألمان الشرقيين بأنها إلحاقٌ جعلهم يخسرون جزءاً من هويتهم قائلاً: إنه «المثال الوحيد لاتحاد حقيقي وليس لانضمام أو إلحاق».

وكان التنظيمان قد تحالفا لخوض الانتخابات التشريعية في العام 2005، ونالا 8.7 بالمائة من الأصوات.

يعد «اليسار» اليوم نحو 72 ألف عضو ـ 63 ألفاً من حزب اليسار و11500 من البديل ـ وهو يحظى حالياً بعشرة بالمائة من الأصوات، مستفيداً من تآكل سلطة الاجتماعيين الديمقراطيين المرغمين على دخول تحالف كبير منذ العام 2005.

آخر تعديل على الخميس, 17 تشرين2/نوفمبر 2016 19:25