هل سيتابع ميدفيديف خط بوتين؟
لعل اللافت أولياً في مسألة الانتخابات الرئاسية التي شهدتها روسيا مؤخراً التي أوصلت نتائجها ديمتري ميدفيديف للكرملين بنسبة 70.28 % من أصوات الناخبين هما مسألتان، الأولى هي الحجم الكبير للمشاركة الشعبية في تلك الانتخابات (69.78 %) والثانية هي الحجم الكبير الموازي للانتقادات الأمريكية والأوربية لها تشكيكاً بمصداقيتها في وقت كان يطمح فيه الغرب بوصول المرشح الليبرالي الموالي له أندريه بوغدانوف الذي لم ينل أكثر من 1.29 % من الأصوات.
وبانتظار ما سيؤكده أو ينفيه القادم من الأيام والسنين فقد تعهد الرئيس الروسي المنتخب الذي سيتولى رئاسة الحكومة اعتبارا من أيار المقبل بالسير على خطى سلفه فلاديمير بوتين، مؤكداً من جانب على استقلاليته مشيراً إلى أنه المسؤول عن وضع وإدارة الشؤون الخارجية للبلاد بموجب الدستور الذي يحدد مهام الرئيس ورئيس الوزراء في إشارة إلى الرئيس بوتين ذاته الذي طلب منه الرئيس الجديد تشكيل الحكومة الجديدة قائلاً إنه سيضع التشكيلة الوزارية بالتشاور معه.
ولكن الرئيس الجديد أكد أن الدفاع عن مصالح روسيا يأتي على رأس أولوياته وسط ترقب المتابعين لتثبيت الرئيس الجديد لخط بوتين في إعادة الاعتبار لدور روسيا على الساحتين الدولية والإقليمية وتحسين أوضاعها الاقتصادية وتحييد الدور الغربي في الهيمنة على مقدراتها ضمن إبراز المسار الاستقلالي إلى حد كبير لموسكو عن واشنطن دون أن يصل ذلك إلى حد الاصطدام معها.
ديمتري ميدفيديف من مواليد 1965، خريج كلية الحقوق بجامعة لينينغراد سنة 1987 ونال شهادة الدكتوراه سنة 1990، ومن بين المهام التي تولاها إدارة مجلس إدارة مجموعة غازبروم العملاقة في عام 2000 وهي من أهم الفاعلين في مجال النفط العالمي وفي عام 2005 نائب رئيس الوزراء الأول مكلف بالأشغال والمشاريع القومية ذات الأولوية (الصحة، التعليم، العمل..) وهو يوصف بأنه تكنوقراطي ومتمرس في الاقتصاد والأعمال، ويصنف ضمن الجناح الليبرالي في الكرملين في مقابل قدامى جهاز «كي جي بي» المسيطرين على الجيش والشرطة وأجهزة الأمن.