ترجمة قاسيون ترجمة قاسيون

مدن الصفيح في لاهور لا تعول كثيراً على الانتخابات

حتى قبل أن تجري وتنشر نتائجها أكد سكان مدن الصفيح في لاهور أنهم لا يعولون كثيراً على الانتخابات التشريعية والإقليمية التي جرت يوم 18 شباط 2008 في باكستان، والعديد منهم يشككون حتى في أن يعتبرهم المسؤولون المحظوظون الموجودون عند صناديق الاقتراع مشابهين لهم في الإنسانية.

مثل آبائهم، لم يذهب الأطفال القذرون الذين يجرون بأقدام عارية بين أكوام النفايات في مخيم «منفر» شرقي المدينة إلى المدرسة أبداً. جميعهم، باستثناء الأصغر سناً، يشاركون من أجل البقاء في جمع الورق والبلاستيك ثم يبيعونها ليعاد تدويرها. هنا، ينام الناس على الأرض تحت خيم عشوائية. مياه الشرب المتدفقة بذخٌ لا يمكن الوصول إليه، أما الرعاية الصحية، فهي مجرد حلم.

على بعد بضعة كيلومترات، أنهى رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف، أحد أبرز ممثلي المعارضة، ليلته خلف جدرانٍ ناصعة لدارةٍ تحيط بها مروجٌ عشبية جرت العناية بها على أحسن ما تكون العناية.

وعلى مثاله، ينعم قادة التيارين الرئيسيين المتنافسين ـ حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه الراحلة بنظير بوتو حتى اغتيالها أواخر كانون الأول الماضي، والرابطة الإسلامية، المناصرة للرئيس برويز مشرف- ينعمون بالترف في أماكن سكنهم. انتهت الحملة الانتخابية في اليوم السابق، وأصبح كل تجمعٍ انتخابي ممنوعاً.

يؤكد خوشي محمد: «نحن لا نتوقع أي تغيير، أياً كان الفائز. نحن باكستانيون، لكنهم لا يعتبروننا حتى كائنات بشرية».

يعيش خوشي هو أيضاً من جمع النفايات، ويتراوح المبلغ الذي يحصل عليه من ذلك بين 50 و100 روبية يومياً (50 سنت إلى يورو واحد)، ويعترف بأنه لم يبالِ حتى بتسجيل اسمه على القوائم الانتخابية. جميع الرجال والنساء المتحلقين حوله، باستثناء واحدٍ منهم، في نفس حالته.

على الرغم من ذلك، فقد قدم الاقتراع تجميلاً لوجودهم. فبعضهم يقول إنه قبض بضع روبيات ليصفق في اجتماعات انتخابية. تحولٌ كبير آخر... فقد جاء علمٌ كبير بألوان حزب الشعب الباكستاني ليعزز إفريز مأوى عشوائي آخر.

يتابع غفور قائلاً: «هم يستخدموننا لمصالحهم السياسية». لقد عرفت باكستان في السنوات الماضية نمواً اقتصادياً بارزاً لم يغير شيئاً في شروط حياة أكثر الناس فقراً.

يعيش قرابة 70 مليون من أصل 165 مليون باكستاني تحت عتبة الفقر، ويموت عشرة بالمائة من الأطفال قبل بلوغ سن الخامسة، وفق أرقام اليونيسيف. وحين يبقى الأطفال على قيد الحياة، يعاني ثلثهم من سوء التغذية المزمن ومن نقص مياه الشرب. فضلاً عن ذلك، لا تكرس إسلام أباد إلا 2.5 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي لتعليمهم.

يقول غفور بنبرة يائسة: «يريد الجميع وضعاً جيداً، وغذاءً جيداً، وتعليماً جيداً لأطفاله، لكنها ليست سوى أحلام».

ولكنه يستدرك: «نحن ننام على الأرض ونعيش بين النفايات، لكن لدينا مع ذلك أحلام».

آخر تعديل على الثلاثاء, 22 تشرين2/نوفمبر 2016 10:44