بيان اللجنة القيادية للحزب الشيوعي العراقي: العراق ليس مزرعة لرعاة البقر حتى يقرروا تقسيمه...

أيها الأحرار ... يا أبناء شعبنا العراقي الأبي. يا جحافل المقاومة الوطنية العراقية الباسلة .

لم يبق الأمر خافيا ومنذ أن استهدف أعداء العراق هذا الوطن العزيز وشعبه المكافح الذي سار على طريق التحرر والاستقلال الوطني وحقق المنجزات العظيمة وفي كل المجالات, مما جعلهم يخططون لتوجيه حروبهم العدوانية ومن ثم يريدون تمزيق وحدة البلاد عبر خلق كانتونات الفدرالية كمدخل ذي لافتة دعائية مغرية لمن لا يعرف الأبعاد الحقيقية لنوايا المستعمرين وعملائهم الخونة الذين ينشطون لتنفيذ هذا المخطط خدمة لأسيادهم الصهاينة الحاقدين.

لقد شغل خبر قرار الكونغرس بتقسيم العراق اهتماما كبيرا وواسعا من قبل الأوساط السياسية العراقية والإقليمية والدولية وبالأخص القوى الرافضة والمقاومة للاحتلال ومع إننا نشاطر كل القوى الخيرة من أبناء شعبنا وامتنا العربية والإسلامية قلقنا من النوايا الفعلية المبيتة للتقسيم والتي يتم تمريرها بدفعات كجزء من الحلول للوضع السياسي المتدهور نتيجة المأزق الخطير الذي وصلت إليه أمريكا بسياستها الرعناء وبقيادة عصابة الحرب والأجرام والإرهاب الدولي المتمثلة بمجرم الحرب بوش .

لقد حذرنا مراراً وتكراراً من الاستمرار بلعبة الحرب والاحتلال والمراهنة على تقسيم العراق سواء عبر ما يسمى بالفدرالية أو ما يريد أن يقرره الكونغرس لمخطط تقسيم العراق إلى دويلات ثلاث حيث يبشر أقطاب العمالة لهذا المشروع وتقديمهم الاقتراحات لبعض أعضاء الكونغرس ممن زاروا العراق بهدف إعطاء تقييم ومن ثم بلورة حلول لإنجاح إستراتيجية بوش الفاشلة .

والشيء الذي لابد وان تدركه الإدارة الأمريكية وكل من يواليها ويسايرها في نهجها التقسيمي هذا هو: أن العراق ليس مزرعة لرعاة البقر حتى يقرروا تقسيمه وبحسب قناعتهم وطموحاتهم ومصالحهم الاستعمارية.

إن العراق بلد مستقل ذو سيادة ولن تتمكن أية قوة على وجه الأرض من إخضاعه لمخططات عدوانية تفرض عليه عبر قرارات منافية للشرعية الدولية وميثاق هيئة الأمم المتحدة .

إن أبناء العراق من شماله إلى جنوبه ومن غربه إلى شرقه وفي طليعته المقاومة الوطنية العراقية بكل فصائلها وقواها السياسية يقفون بالمرصاد صفاً واحداً لكل من ينشط بالاتجاه الداعي للتقسيم, وسيبقى العراق بلدا موحداً وعصياً على كل مخططات الأعداء.

وإن على الذين يفكرون بحلول مخرجها التقسيم ليعلموا جيداً من أن التقسيم هو حقل الألغام الواسع الذي يدمر كل من يريد السير في هذا الحقل الملغوم لتصل شظاياه وأثاره إلى مناطق قد لايتصورها البعض من قاصري النظر .

فإذا كان بوش قد تباهى بـ«ريشة» الأنبار أمام الكونغرس وأن زيارته قد حققت نجاحاً كبيراً ليؤكد من خلالها نجاح الإستراتيجية المزعومة ليستشهد بريشة وأهميتها على نجاح جهده وتفانيه وهو يتخفى كاللص ليصل إلى صحراء الإنباء ليصافح ريشة وكأنه أنجز أعظم مهمة سياسية، بينما المقاومة العراقية أعطته الرد السريع من أن ريشة لن ينقذك من الهزيمة يا بوش أبدأ..
 
عاش العراق حرا موحدا وعصيا على دعاة التقسيم من الخونة وأسيادهم.

ولتتوحد كل الجهود والطاقات الخيرة من أبناء شعبنا لقبر مشروع التقسيم الاستعماري الجديد.

والى مزيد من الجهد المقاوم وتسريع هزيمة الأعداء في كل مدن وأرياف العراق .

 

‏28‏-أيلول‏-2007