عبد القادر ياسين (فلسطين): مصير المشروع الأمريكي هو الفشل الذريع

• د. عبد القادر ياسين، كيف سيتعامل «مؤتمر السلام» في حال انعقاده مع جميع ملفات المنطقة من فلسطين إلى العراق إلى إيران مروراً بسورية ولبنان؟

-- لمعرفة ما يريده ما يسميه الأمريكيون «مؤتمر سلام» يجب  النظر إلى القرار الذي أصدره مجلس الشيوخ الأمريكي بخصوص العراق، حيث نلاحظ أنه يهدف إلى تمزيق هذا البلد إلى كيانات مذهبية – عرقية، وهذا سيكون مصير كل البلدان في المنطقة إذا ما سار المخطط وفق الإرادة الأمريكية.

كما أن الوضع في فلسطين المحتلة هو أكثر مأساوية من العراق، وهو في السياق ذاته، وتسعى الولايات المتحدة أيضاً إلى تقسيم لبنان، لأنها الآن على رأس جدول الدول العربية المطلوب تمزيقها من أجل تحقيق الهيمنة الإمبريالية الأمريكية – الصهيونية على عموم المنطقة.

• إذاً، أنت تعتقد أن أمريكا لا تريد أن تتعامل مع دول ذات سيادة بل مع كيانات عرقية أو مناطقية أو مذهبية وإلى ما هنالك؟ وهل ينطبق هذا على الوضع في فلسطين المحتلة؟

بالتأكيد، هذه هي غايتهم الأساسية، ولا يخرج عن هذا الإطار مخططهم لمستقبل فلسطين، وهذا يفسر حماس محمود عباس أبو مازن لحضور مؤتمر السلام الأخير حتى أنه بدأ بتقديم تنازلات مجانية قبل أن يستقر الرأي على المؤتمر وزمانه، ذلك أن عباس وعد بتبادل أراضٍ مع إسرائيل، أي أن يمنح الاحتلال الإسرائيلي أراضي خصبة ومعمرة، مقابل أن يستلم عباس أراضٍي قاحلة وجرداء.

• هل يعني هذا  وجود وثيقة سرية تحت الطاولة ما بين فريقي عباس وأولمرت تحضيراً للمؤتمر المزعوم؟

برأيي أن محمود عباس ليس لديه أجندة لبرنامج أو مشروع، بل هو أداة بيد المشروع الأمريكي ـ الصهيوني، لذا فهناك مشكلة بموافقة بعض المواطنين عليه.

• إذاً نحن أمام صيغة تنازلات أخطر مما أعطته أوسلو ووادي عربة؟

نعم، وربما سنترحم على اتفاقيات وتنازلات أوسلو بهذا المجال.

• ما هي الحلول برأيك لمواجهة هذه المخاطر سواء بفلسطين أو في العراق؟

هذه الهجمة الامبريالية بحاجة إلى إجماع واستراتيجية وطنية لكل قطر عربي على حد، واستراتيجية موحدة على مستوى الوطن العربي بأكمله مع إشراك الشارع العربي بالقرار.

• ما قراءتكم لما يجري على الحدود العراقية التركية؟

واضح أن الأمور متشابكة ومعقدة، وللأمريكيين يد طولى فيها أيضاً، ويبدو أنهم يريدون إحراج الأكراد في شمال العراق والتملص من وعودهم فيما يتعلق بمصير القضية الكردية، فأمريكا لا تريد إغضاب دول المنطقة على حساب الأكراد سواء بالعراق أو تركيا.

• إلى أين سيتجه المشروع الأمريكي سواءً بالعراق أو في غيره من المناطق؟

المشروع الأمريكي يواجه صعوبات كثيرة في المنطقة، وهو لم يتخبط إلا بسبب المواجهة العاتية من قوى المقاومة التي تواجهه، وتعزيز المقاومة ومساندتها سيؤدي بالمشروع الأمريكي إلى الفشل الذريع، والهزيمة التاريخية على أيدي شعوب المنطقة..