أولمرت المكابر، ماذا تخبئ؟
اللافت في التقرير النهائي لما يسمى بلجنة فينوغراد الإسرائيلية الخاصة بالتحقيق في نتائج «حرب لبنان 2006» أي العدوان الإسرائيلي على لبنان، والذي خلص إلى الاعتراف بالفشل السياسي والعسكري لذاك العدوان، ليس فقط أن التقرير المذكور لم يشر إلى رئيس حكومة العدو أيهود أولمرت بالاسم، بل تأكيد مكتب المذكور أنه «يعتزم تنفيذ توصيات لجنة التحقيق الرسمية في أسلوب إدارة حرب لبنان عام 2006، خلال الأيام القادمة»، وأنه «يأخذ النتائج التي توصلت إليها لجنة فينوغراد مأخذ الجد الكامل»!
ويحتمل هذا التصريح أحد تفسيرين، إما تلويح سافر بعدوان إسرائيلي جديد ضد غزة أو لبنان أو أي ساحة أخرى، «يستفيد» من ثغرات التخطيط والتنفيذ السابقين، أو محاولة لامتصاص الاستياء الداخلي (وتداعياته السياسية بما فيها استمرار الائتلاف الحاكم في الكيان الإسرائيلي) من أداء أولمرت في أثناء العدوان على لبنان، لتكون بمثابة «تبويس شوارب» مع واضعي التقرير الذين لم يتناولوا أولمرت بالاسم بل اعتبروا أنه ووزير حربه حينها عمير بيرتس «تصرفا وفقاً لتقييم صادق» لمصالح «إسرائيل» على الرغم من إقرار واضعي التقرير بأن:
مجموعة مسلحة صغيرة (أي حزب الله) هزمت أقوى جيش في الشرق الأوسط (أي جيش الاحتلال الإسرائيلي).
حرب لبنان كانت إخفاقا كبيراً وخطيراً على «إسرائيل»
هناك فشل وتقصير باتخاذ القرارات سياسياً وعسكرياً في «إسرائيل»
الجيش الإسرائيلي فشل في الخطة والأهداف بحربه على لبنان
«إسرائيل» لم تحقق أي هدف سياسي أو عسكري من حربها على لبنان.
وبينما وقع في تناقض صارخ عندما أوضح أن عدم تحميله شخصية بعينها وبالاسم لا يعني عدم وجود شخصية تتحمل المسؤولية، دعا تقرير فينوغراد إلى استخلاص العبر من الحرب الأخيرة على لبنان، دون أن يشير إلى الدور الأمريكي الضاغط على قادة الكيان للاستمرار في الحرب في وقت كانت صواريخ المقاومة اللبنانية وأداؤها البطولي في الميدان تدفع بالقادة الإسرائيليين الميدانيين لطلب التوقف عنها، علماً بأن التقرير المرحلي للجنة المذكورة قبل ثمانية أشهر حمّل أولمرت وبيرتس والرئيس السابق لهيئة الأركان الجنرال دان حالوتس مسؤولية ما أكد أنه إخفاقات خطيرة في الحرب على لبنان، حيث قدم حالوتس وبيرتس استقالتيهما، في حين ما يزال أولمرت متشبثاً بالسلطة رغم تراجع «شعبيته» إلى أدنى مستوياتها وصدور مطالبات عدة له بالاستقالة.
وعلى العكس من ذلك استبق أولمرت خلال ما يسمى بمؤتمر هرتسليا الثامن للدراسات الإستراتيجية والسياسية الأسبوع الماضي، استبق صدور التقرير وصرح خلافاً لكل الوقائع السياسية والميدانية بما فيها مجازر الميركافا وسقوط أسطورتها بسواعد أبطال المقاومة اللبنانية أن ما انتهت إليه الحرب على لبنان هو «إنجاز وفر الأمن والاستقرار للحدود الشمالية لإسرائيل»، لكنه مع ذلك أبقى احتمالات وقوع مواجهة ثانية مع حزب الله قائمة، مشيراً من جانب آخر إلى استعداده «للسعي إلى السلام مع القيادة الفلسطينية المعتدلة على نحو يضمن قيام إسرائيل دولة يهودية».