«الجنرال بوش في متاهته»!
كتب «مات سبيتالنيك» لرويترز: كان الرئيس الأمريكي جورج بوش دائماً- حتى عندما تراجعت شعبيته إلى أدنى مستوياتها بسبب حرب العراق- يشير بفخر إلى ما يعتبره أكبر انجازاته وهو حسن إدارة الاقتصاد.
لكن الآن مع ارتفاع أسعار النفط مقتربة من مستويات قياسية ووجود سوق الرهون العقارية على حافة الانهيار والركود الذي يلوح في الأفق يجد بوش حتى ما كان يبدو مضموناً في ميراثه الرئاسي المهترئ يتسرب من بين يديه.
ويجاهد بوش لوقف التراجع الاقتصادي وتهدئة أسواق المال العالمية المضطربة بخطة تحفيز اقتصادي تتكلف نحو 150 مليار دولار.
وحتى إذا نجحت الخطة في تحقيق الهدف منها فإن بوش يواجه صعوبة في الحفاظ على مكان له في التاريخ.
فلم يبق له سوى أقل من عام في السلطة وهو متورط في حرب خارجية لا تحظى بشعبية وجدول أعماله المحلي متوقف بسبب سيطرة الديمقراطيين على الكونغرس وهو يجاهد من أجل إثبات وجوده مع تحول الاهتمام إلى معركة اختيار خليفة له.
وكثيرا ما يشبه بوش الجمهوري نفسه- آخذا في الاعتبار تراجع شعبيته- بالرئيس الأسبق هاري ترومان الديمقراطي الذي لم يكن يحظى بشعبية كبيرة عندما ترك السلطة ولكن ازداد التقدير له الآن لحسن تعامله مع الصراع بين الكوريتين والحرب الباردة. وأكد بوش مراراً ثقته في أنه سوف يثبت أنه كان على حق. لكن أغلب المحللين السياسيين يرفضون هذه المقارنات قائلين إن حكم التاريخ على بوش سيكون أقرب إلى رؤساء اعتبروا أكثر محدودية مثل وارين هاردينج وفرانكلين بيرس وجيمس بوكانان.
ولم يكن هذا هو المفترض عندما تولى بوش السلطة عام 2001، وأسماه أنصاره في بادئ الأمر «رئيس بماجستير في إدارة الأعمال» أي قادر على إدارة الاقتصاد كما يدير رئيس تنفيذي شركة.
لكن منتقدي بوش يؤكدون أن مليارات الدولارات أهدرت على حرب العراق المستمرة منذ خمس سنوات وان التخفيضات الضريبية الكبيرة التي أقرها كانت تخدم مصالح الأغنياء في حين لا تسهم بالكثير في رفع مستويات معيشة الفقراء.
وهو الآن يواجه خطر الدخول في مرحلة ركود ثانية في عهده في حين يتهاوى الدولار على مستوى العالم بعد المكانة الكبيرة التي كان يحظى بها.
ومثل الكثير من الرؤساء السابقين تحول اهتمام بوش في الفترة الأخيرة إلى التركيز بدرجة أكبر على شؤون العالم مع قرب انتهاء فترة ولايته ومع رؤيته لثقله السياسي الداخلي يهتز.
وحتى الجمهوريون مثل بوش الذين يسعون لأن يرشحهم الحزب لانتخابات الرئاسة هذا العام يبدو أنهم يتنصلون من ميراثه في بعض الأحيان. فكتب المرشح مايك هوكابي مقالاً في أواخر العام الماضي اتهم فيه إدارة بوش بأنها «تتعامل بعقلية متعنتة» على الساحة الدولية.
وفي الوقت نفسه يتطلع العديد من زعماء العالم إلى من سيخلف بوش وهو ما لا يخدم الرئيس في سعيه لتحقيق انجازات كبيرة في السياسة الخارجية في الأشهر المتبقية من فترة ولايته.