السفير الكوبي في سورية: الرئيس الأمريكي يتدخل بما لا يعنيه
قبل أربعة أيام من الانتخابات التشريعية في كوبا على 614 مقعداً في المجلس الوطني (البرلمان) الكوبي والتي شارك فيها الزعيم فيدل كاسترو بمظروف أرسل به من مقر نقاهته حيث يشارك في الحياة العامة الكوبية من خلال مقالاته شبه اليومية، عقد السفير الكوبي الجديد في سورية السيد لويس ماريس فيغو ييريدو مؤتمراً صحفياً حول الانتخابات في كوبا بحضور عدد من وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة موضحاً رأي الحكومة الكوبية في الكثير من المسائل الحيوية على الساحة الإقليمية والدولية إلى جانب علاقات الصداقة بين سورية وكوبا وتطويرها من جميع النواحي وخاصة الاقتصادية والمالية والتجارية.
وفي رده عن سؤال حول الانتخابات ومسألة الحزب الواحد أجاب السفير الكوبي بأن «الحزب الواحد الذي يقود كوبا يقودها بالأخلاق التي نعتز بها، أخلاق الثورة البوليفارية التي يتضامن فيها الشعب ويتوحد ضد الهيمنة الغربية ولسنا بحاجة إلى /19/ حزبا سياسيا آخر كي نصبح أكثر ديمقراطية حسب مفهوم واهتمام الولايات المتحدة الأمريكية للديمقراطية التي لا تستطيع تطبيق جزء بسيط مما نطبقه نحن في كوبا وهذا دليل على الهيمنة الإمبريالية الأمريكية» موضحاً بأن هناك لجانا انتخابية ستتولى قضية الانتخابات وليس الجهاز الحزبي.
وحول علاقة الولايات المتحدة مع كوبا قال: إن علاقاتنا مع أمريكا متجمدة كالبرد والصقيع الذي يعانيه السوريون اليوم، لأن هم واشنطن الوحيد السيطرة، ولا يريدون دفع ما يترتب عليهم وهدفهم القبض فقط على أنقاض ودماء الشعب. وطلب من الوسائل الإعلامية الموجودة إثارة موضوع المناضلين الكوبين الخمسة المناهضين للإرهاب وإطلاق سراحهم فوراً بعد مرور عشر سنوات على اعتقالهم دون ذنب اقترفوه.
وعن جولة بوش الأخيرة في الشرق الأوسط قال: إن الرئيس الأمريكي أصبح كالملك الساحر المخادع وأن هدفه وسياسته عدم حل أية مشكلة بل تعليق مشاكل المنطقة كلها لصالحه عن طريق العنف والتقسيم والتفتيت، وهو بالنهاية يتدخل بما لا يعنيه ما علينا سوى البرهنة على أننا نحن الجيدون وأصحاب حق وقضية وهم السيئون على الأرض.
ورداً على سؤال مراسل قاسيون حول تصاعد استمرار المد اليساري في أمريكا اللاتينية وخاصة نضاله ضد الليبرالية الجديدة وسياسات صندوق النقد والبنك الدوليين ودور كوبا في تنشيط السياسات المناهضة أجاب السفير ييريدو: «إن البعض يحاول دائماً توسيع السيطرة الغربية على بلادنا وشعوبنا ولكن هناك حركة في أمريكا اللاتينية ذات طابع تقدمي، ولم تعد كوبا وفنزويلا الوحيدتين في معركة المواجهة ضد السياسات البوشية لأن قاعدة النضال توسعت بامتياز، فهناك بوليفيا، الإكوادور، نيكاراغوا، والأرجنتين التي صارعت المنظمات الدولية من أجل حماية نفسها ضد صندوق النقد وأضاف أننا في أمريكا اللاتينية نخطط للمرحلة البوليفارية الجديدة أي مرحلة بزوغ الفجر أو الشمس عن طريق اندماج حكوماتنا وشعوبنا لكي يكمل كل واحد الآخر ونتقاسم ما نملك، فالاقتصاد الكوبي وثورته يمتلك الآن قوة أكبر لأن شعبنا قاوم بنضج مثالي وسياسي وباتحاد متين».
وفي ختام المؤتمر الصحفي قال السفير الكوبي إن بوش لا يملك أي حق أو صلاحية لينصب نفسه قاضياً، ومدافعاً عن حقوق الإنسان والديمقراطية في البلدان الأخرى، وأنه لا يمتلك القوة المعنوية ويفتقد إلى المصداقية، وأن ثلثي الأمريكيين في الولايات المتحدة يشعرون بالخجل بسببه. وأكد أن كوبا التي لا تساوم على سيادتها لن تركع لأنها لا تخشى الترهيب وأن الشعب الكوبي يزداد لحمة في اتحاد عصي على الاختراق إزاء تهديد وغطرسة الإمبراطورية الأمريكية التي لم تستطع قهره رغم الحصار الطويل.
مراسل قاسيون
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.