ليتوقف صوت المدافع.. وليبدأ الحوار
بات الجميع يعلم أن ما يجري على الحدود العراقية ـ التركية هو تدبير ومخطط أميركي والهدف هي الفوضى ـ الهدامة، وصولاً إلى مشروع الشرق الأوسط الكبير، وهناك الكثير من القوى، هنا وهناك، تعمل بوعي وارتباط مصالح لتنفيذ هذا المخطط.
وكما هو معروف، فإن جوهر المخطط الأمريكي هو تمزيق وتشتيت دول المنطقة، ومن ثم إركاعها ونهب خيراتها وتحويلها إلى قواعد عسكرية ضد الأنظمة الممانعة والمعادية لمخططاتها في المنطقة وفي العالم.
واهمٌ كل من يتصور أن الهدف الأمريكي هو تحقيق الديمقراطية وحقوق الإنسان وأمن الشعوب، فقد أكدت كل التجارب السابقة لشعوب المنطقة، ومنها ما جرى في البلقان والجمهوريات السوفيتية السابقة وفي العراق ولبنان وفلسطين، بما لا يترك مجالاً للشك، أن ذلك آخر ما يمكن أن يسعى إليه الأمريكيون اللاهثون وراء مصالحهم..
وواهمٌ أيضاً كل من يظن أن الامبريالية الأمريكية تستطيع أن تحقق ما تطمح إليه من مآرب ومطامع، فالتحالفات والأقطاب الجديدة في وجه هذه الأهداف، تكثر وتزداد وتتوطد، ومن أهم هذه القوى والأقطاب, التحالف الصيني ـ الروسي، والفنزويلي ـ الإيراني ـ السوري، والانتصارات الكبيرة في الكثير من بلدان أميركا اللاتينية، وصمود كوبا وكوريا الشمالية والمقاومة الوطنية اللبنانية وغيرها من التحالفات ضد المخططات الأمريكية، بالإضافة إلى الأزمات الاقتصادية داخلها، والنهوض الشعبي الواسع في مختلف أنحاء العالم، ضد هذا الوحش المفترس، كل ذلك يشير إلى اقتراب انهيار المشروع الأمريكي ـ الصهيوني من ألفه إلى يائه.
ومن أجل إحباط هذه المخططات الأمريكية في المنطقة عموماً، وفي العراق وتركيا خصوصاً، لابد من الابتعاد عن الحلول العسكرية والجلوس إلى طاولة المفاوضات، وحل المشاكل الداخلية بطرق ديمقراطية وسلمية، وهذا ما أكدت عليه الكثير من القيادات والأنظمة والأحزاب الوطنية في المنطقة وفي العالم، وليس أبداً من مصلحة شعوب المنطقة والأنظمة الوطنية فيها الحل العسكري واستخدام القوة وعدم الاعتراف بالآخر.