«بطرس الكبير» إلى المتوسط والكاريبي
وسط التفاعلات الجارية في المنطقتين العربية والقفقاسية، ووسط تحول العلاقات بين العدد الأكبر من دول أمريكيا اللاتينية وواشنطن إلى حد التنافر والقطيعة، وعشية تأكيد الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز من بكين أن القارة التي ينتمي إليها لم تعد حديقة خلفية للبيت الأبيض، غادرت عدة وحدات بحرية روسية على رأسها الطراد «بطرس الكبير» قواعدها في 22 الجاري، متوجهة إلى فنزويلا.
ونقلت وكالة نوفوستي عن وزير الدفاع الروسي أناتولي سيرديوكوف قوله إن هذه الوحدات البحرية يجب أن تزور أكثر من 25 بلداً، فيما ذكرت أخبار صحفية أن الوحدات البحرية الروسية المتوجهة إلى بحر الكاريبي ستدخل أولاً إلى البحر المتوسط وتزور ميناء طرطوس حيث أكد مصدر في وزارة الدفاع الروسية أن الخطة لا تتضمن دخول الطراد إلى هذا الميناء الذي لا يلائم سفينة بحجم بطرس الأكبر التي تحمل على متنها مجموعة كاملة من الطائرات القتالية وإنما دخول سفينة أخرى مرافقة له.
ويرى المحلل الإستراتيجي الروسي قسطنطين ماكيينكو أنه من المنطق أن تقوم وحدات بحرية روسية بزيارة سورية التي تعد الحليف الرئيسي الاستراتيجي الوحيد لروسيا في المنطقة. وفي أواسط أيلول صرح الأميرال اندريه بارانوف، رئيس غرفة عمليات البحرية الروسية في البحر الأسود، بأن عشر سفن عسكرية روسية توجد في ميناء طرطوس الآن.
بموازاة ذلك كان ايغور ديغالو مساعد القائد الأعلى للبحرية الروسية أعلن يوم الأحد الماضي، أن بضع سفن حربية جاهزة للإبحار والمشاركة في مناورات عسكرية مشتركة مع البحرية الفنزويلية، من بينها سفينة القيادة الطراد «بيار لوغران» الذي يتحرك بالدفع النووي والقاذف للصواريخ، والمدمرة أميرال شابانينكو وسفن مواكبة.
وتأتي هذه المناورات غير المسبوقة منذ نهاية الحرب الباردة في منطقة الكاريبي التي تعتبرها واشنطن منذ قرن حديقتها الخلفية، في جو من برود العلاقات الروسية-الأميركية على خلفية تباين الموقف من العدوان الجورجي على أوسيتيا الجنوبية. وكانت قاذفتان روسيتان من نوع تو-160 أقامتا أسبوعاً في منتصف أيلول في فنزويلا لإجراء «طلعات تدريبية»، كما جاء في بيان رسمي صادر عن كل من موسكو وكراكاس، سبقه تأكيد لشافيز أن وجود هاتين القاذفتين الروسيتين في بلاده يشكل تحذيراً لواشنطن.