الرفيق خالد حدادة، الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني، لـ«قاسيون»: نحن مع التقاطعات الانتخابية، وإلا ستبقى السلطة بيد الأمريكان والسعودية

التطورات الجارية في لبنان والمنطقة، التهديدات الإسرائيلية وواقع المشروع الأمريكي، والتفاعلات الجارية في الأزمة الرأسمالية العالمية اليوم.. الحزب الشيوعي ومهمة نشر الوعي الطبقي في لبنان وكيف تستوي المشاركة في الانتخابات البرلمانية المزمعة في لبنان مع رفض نظام التحاصص السياسي الطائفي فيه دون تكريسه..؟ طيف واسع من المحاور والأسئلة توجهت بها قاسيون إلى الرفيق خالد حدادة، الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني على أعتاب مؤتمره العاشر، وكان اللقاء التالي.

 • رفيق خالد.. بلا مقدمات.. حكومة الوحدة الوطنية، المصالحة الوطنية في لبنان بكل المكونات الطائفية اللبنانية وتنازعها على خلفية تناقض المشاريع في المنطقة، مشروع الهيمنة ومشروع المقاومة، كيف تقرؤون هذه اللوحة؟
هذا السؤال يحمل الكثير من الالتباسات المرتبطة بالوضع اللبناني:
أولاً: الانقسامات في لبنان لا تقوم على أساس التمحور بين محورين، محور مقاوم، ومحور غير مقاوم، هذه المحاور والقوى المشاركة فيها انقلبت عدة مرات، وبالتالي لا يمكن الاعتبار أن هناك اصطفافاً مقاوماً كونه اصطفافاً طائفياً أو اصطفافاً غير مقاوم كونه اصطفافاً طائفياً من نوع آخر. الاصطفافات الطائفية في لبنان جعلت من القوى السياسية دائماً على علاقة بمتغيرات الخارج، وبالتالي القوى السياسية الداخلية تستفيد وتستدرج التدخل الخارجي لحماية محاصصة معينة سياسية تختلف من يوم لآخر ومن ظرف لآخر، بحسب طبيعة القوى المتحاصصة على أساسها. والخارج يستفيد من هذه القوى لتثبيت وجوده ووصايته، وهذه لا علاقة لها بهذه الدولة الإقليمية أو العالمية أو تلك، هذا الواقع اللبناني يستجلب كل أنواع الوصايات، ويمكن أن تكون هذه الفئة الطائفية السياسية اليوم حليفة لسورية وتستفيد من وجودها، وغداً تصبح حليفة لأمريكا وتستفيد من وجودها...
 
• ولكن كيف يمكن لحكومة الوحدة الوطنية وللمصالحة الوطنية أن تتحقق على هذه الخلفية؟
الالتباس الثاني أننا لا نعتبر هذه الحكومة حكومة اتحاد وطني، نحن وصّفناها عدة مرات بأنها حكومة المتعارضين داخل الحكومة الواحدة. خصوصاً أن تشكيلها، عدا عن أزمتها البنيوية، يخضع لمنطق غريب في الحياة السياسية، ما يسمى بالديمقراطية التوافقية الذي هو بكل الحالات ليس ديمقراطياً. أما في لبنان فإن هذا النوع من الحكومات يمنع إطلاق معارضة حقيقية بالبلد.. هي حكومة جاءت إلى السلطة لتتحاصص تبعاً لتوازنات إقليمية محددة..
 
• وماذا عن الوضع اللبناني بالمعادلات الإقليمية والدولية حالياً؟
طبعاً لبنان ضمن الطبيعة الطائفية الهشة يخضع دائماَ إلى التوازنات الإقليمية ويتأثر بها، مثل أي جسم قليل المناعة يتأثر بسرعة وقوة نتيجة عدم حصانته الوطنية فيما يجري من تطورات إقليمية ودولية، وبالتالي عندما كانت ما تسمى بالهجمة الأمريكية في أوجها، هذه الفقاعة العسكرية الاقتصادية الأمريكية، كان الوضع في لبنان بدءاً  من سنة 2005 يميل عند بعض القوى لاعتبار وكأن الأمر قد حسم، وما هو مقدر قد نُفّذ، ولا مجال إلا لركب الهجمة الأمريكية الموجودة... وهذا طال حتى بعض قدامى اليسار وقدامى الماركسيين والتحقوا بهذه الفكرة. لكن مع الانتكاسات التي تعرّض لها المشروع الأمريكي في المنطقة ومعه دور قوى محور ما يسمى بالاعتدال العربي، وبشكل رئيسي السعودية، وفشل عملية حصار سورية، بالترافق مع حدث كبير في المنطقة هو حرب تموز التي شكلت تحولاً تاريخياً ليس في حياة لبنان فقط بل في حياة المنطقة، ومع أحداث 7 أيار التي تسببت فيها القرارات الحكومية المراهنة على الدعم الأمريكي، جرى تحوّل في ميزان القوى الإقليمية انعكس سريعاً على الوضع اللبناني.
 
• رفيق خالد، لوحظ في الفترة الأخيرة عودة مكثفة للتهديدات الإسرائيلية الموجهة إلى لبنان بما فيها حتى الاستفزازات المباشرة عبر الاختراقات البرية في الجنوب بالإضافة إلى الخروق الجوية شبه اليومية، وفي الوقت نفسه هناك حديث إسرائيلي حالياً عن انسحاب من شمال قرية الغجر مع مطالبة بانتشار دولي جنوب الليطاني، ما ارتباط هذا الموضوع بتعليقات وتصريحات قيادة 14 آذار على موضوع الحشود السورية ومطالبتهم بنشر قوات دولية على الحدود الشمالية الشرقية للبنان، أي اكتمال قوس التدويل وإقامة احتلال أجنبي في لبنان بعد كل الحديث عن «الخروج من الوصاية السورية»؟
موضوعة الخروج عن الوصاية السورية إلى محاولة وضع لبنان تحت وصاية أمريكية سعودية مباشرة وشاملة، وبشكل مبطن باسم المجتمع الدولي هي محاولة سابقة بين 2005 - 2008، الآن تخطاها لبنان، وهذا لا يعني أن التأثير الأمريكي والسعودي انكفأ وتراجع، وبالتالي فإن مجموعة 14 آذار ليست مجموعة أحزاب وقوى وطوائف تخلق ظروفاً سياسية وتنتج سياسات بقدر ما هي مجموعة ربطت وجودها كأكثرية نيابية وكسلطة بنجاح المشروع الأمريكي في المنطقة، وبتقدم المشروع والدور السعودي، وليس هي فقط، وأكاد أقول أن هذا يشمل كل الاصطفافات السياسية القائمة على أساس طائفي في لبنان، ما عدا تجربة حزب الله المرتبطة بتاريخ المقاومة وعملها... وأعتقد أن 14 آذار ذهبت إلى العالم باتجاهين: تحريض على سورية خاصة في الوقت الذي رأت فيه أن سورية بدأت تنفتح على العالم والغرب وأوربا، علّهم يستطيعون تغيير هذه العلاقة بين سورية وأوروبا. وكانت هذه لعبة أمريكية ـ سعودية مكشوفة وليست لعبة لبنانية، بمعنى أن أمريكا تستعمل الآخرين للعب الدور ولا تقوم به مباشرة. وثانياً: برأيي أن بعض قوى 14 آذار في ذهابهم للغرب للحديث عن الحشود السورية على الحدود اللبنانية كان أحد استهدافاتهم غير المعلنة ولكن المعروفة بطبيعة القوى السياسية هو معرفة ما إذا كان الأمر جدياً وموافق عليه في الغرب، لكي يجروا تحولات في مواقفهم السياسية تجاه سورية وليعودوا و«يلحقوا حالهم» بالعلاقة مع سورية..
أما بالنسبة إلى إسرائيل فقد تعرضت نظرية الأمن فيها إلى هزيمة وهذا تحول كبير وُضعت لبناته الأولى عملياً منذ حرب تشرين، ودور الجيشين السوري والمصري والمقاومين الفلسطينيين واللبنانيين، وبعدها المقاومة الوطنية اللبنانية 82 وتحرير بيروت والذي كان علامة فارقة من قبل مقاومين لا يتعدون العشرات من الحزب الشيوعي ومنظمة العمل الشيوعي ومن الحزب القومي وغيرهم في إطار جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، وهي أول عاصمة عربية تتحرر بقوة السلاح ودون أية شروط، ثم يتحرر معظم لبنان بفعل المقاومة الوطنية أيضاً.. وصولاً للتحرير في عام 2000 بقيادة المقاومة الإسلامية، كل هذه الموجة تؤكد للمستوطنين، خاصة الجدد، أن هذه الدولة أصبحت غير آمنة.

• رفيق خالد على الصعيد الدولي، ما تعليقك على المرحلة الحالية من الأزمة الرأسمالية العالمية؟
برأيي هذا انكشاف للمرحلة، وبإمكاني إرجاعها إلى ثلاث محطات:
الأولى: معركة بوش الأب (الخليج الأولى) السيطرة المباشرة على النفط ومداواة الأزمة الاقتصادية الرأسمالية البنيوية التي بدأت تسود في أمريكا. واستطاع بوش الأب مع فريق المحافظين الجدد معالجة هذا الموضوع بما يسمى تاريخياًَ «الفقاعة الاقتصادية الكبرى» أي نهج الفلتان الاقتصادي الحر وسياسات البنك الدولي وصندوق النقد، وبشكل رئيسي الاقتصاد الافتراضي: البورصة، الأسهم، والمضاربات المالية العقارية، المحمية من التجمع الصناعي العسكري والجيش.. أي فقاعة اقتصادية محمية بفقاعة عسكرية.. انتشرت فيها الحروب في العالم.
المرحلة الثانية بدأت مع بداية تأزم تلك المرحلة الأولى أي مع جورج بوش (الابن) الذي وقع في فخ سياسات والده، وداوى الموضوع بالذي كان هو الداء. واستمر التصعيد العسكري ليطال أفغانستان، واحتلال العراق وتهديد فلسطين، ولبنان ومحاولة الوصول إلى الدول السوفييتية السابقة والعمل على إخضاعها واستنزافها ووضع اليد بشكل مباشر على أوربا عبر إغراق الاتحاد الأوروبي بالدول التي كانت سابقاً دول اشتراكية لتكون حصان طروادة الأمريكي في الجسد الأوربي.
الآن في المرحلة الثالثة، هذا المدى استنفد امكانياته، هذه ا لأزمة البنيوية أقوى من أن تحلها هذه الاتجاهات والحروب. خصوصاً أن الحروب التي خاضتها أمريكا بمعظمها عانت من انتكاسات وأزمات نتيجة المقاومة بدءاً من المقاومة العراقية واستمرار مقاومة الشعب الفلسطيني وبشكل خاص لحرب تموز ونتائجها. ومن جهة ثانية برزت النتائج العكسية للسياسة الاقتصادية الأمريكية أيضاً. فغلاء سعر البترول أنقذ اقتصاد روسيا وهي عبر تحللها من الديون الخارجية والضغط الاقتصادي استعادت جزءاً من دورها على الساحة الدولية.
صحيح أنه لا تنبغي المبالغات ولكن إذا تسارعت هذه الانهيارات سنقول: «الولايات المتحدة السابقة»، في ظل وجود بعض التناقضات بين الولايات الأمريكية التي تهدد حتى بنية الدولة الأمريكية.
هذه الأزمة أزمة كبرى، ولكني أعتقد أن القوى الماركسية بشكل جدي يجب أن تدرسها لأن الرأسمال بحد ذاته ما زال أمامه خيارات، فأزمة الـ29 لم تكن أقل من ناحية حجم الرأسمال حينها بل كانت أكبر من الأزمة الحالية. واستطاعت الرأسمالية تجاوزها ولم يكن هناك نهج موحد بل كانت هناك ثلاثة اتجاهات:
1 ـ الأول وهو سياسة الانكفاء، التي اعتمدتها الولايات المتحدة
2 ـ الثاني هو الاتجاه الأكثر عنصرية الذي قام على التوسع واعتمده هتلر وبعض الأوروبيين (إسبانيا ـ إيطاليا) مع تركيا في أواخر عهد الإمبراطورية العثمانية..
3- والسياسة الكينزية الجديدة التي اعتمدتها أوربا القديمة، خاصة فرنسا في ذاك الوقت، بمعنى الرأسمال الاجتماعي ودور الدولة في حماية الصناعة والرأسمال مع تحقيق بعض الضمانات الاجتماعية لمواجهة مد الفكر الاشتراكي في فترة الثلاثينات. وبالقياس نرى أن الرأسمالية اليوم لديها الإمكانية للتحرك...
 
• وما هي المخارج المحتملة أمامها؟
على المستوى السياسي برأيي «بيكر ـ هاملتون» ـ ربما ينعكس في سياسة انكفاء جديدة للولايات المتحدة داخل الولايات المتحدة، وهذا على الأقل هو برنامج أوباما الذي فيه بعض من خيوط هذا الانكفاء. برنامجه يقول: ماذا تفيدنا الحروب الخارجية وتكاليفها؟ وماذا تفيدنا التزاماتنا الخارجية؟ لنضحِّ ببعض الرفاهية التي كانت مستوردة ومحققة بفعل مصادرة ثروات الآخرين، يعني بناء اقتصاد منتج ووجود دور للبرجوازية التي شكلت بدايات الحزب الديمقراطي الأمريكي، يعني إمكانية الانكماش الأمريكي واردة، وهذا لا يعني وجود حل..
وفي هذا الإطار فإن الاحتمال الثاني هو أن تلجأ الولايات المتحدة مرة جديدة إلى مغامرة أخرى، وإن كان هذا الاحتمال أبعد لأنه أصعب بحكم التجارب الأخيرة، غير أن العقل الاحتكاري ـ المسيطر، الخوف من الانكماش خاصة عند التجمع العسكري والمحافظين الجدد قد يدفع بهذه القوى لأن تقوم بمغامرات عسكرية جديدة بحكم قوة العادة ورفض التنازل عما اعتبر مكتسبات في اقتصاد الخارج.
ولا تستغرب قيام موجة جديدة من العداء العنصري للشعوب والأقليات الأخرى. على كل هذه احتمالات... إنها مرحلة طويلة ومعقدة وعلى اليسار أن يستعيد قدرته على البحث في إطار جديد. الشيوعيون الماركسيون تحديداًَ بحاجة إلى إعادة البحث وقد لا نستغرب عودة ماركس باحتمالاته السياسية وليس الاقتصادية فقط للواجهة، وأن التغيير قد يبدأ هذه المرة في أماكن أخرى ليس داخل العالم الثالث.
 
• هذا الموضوع.. موضوع اليسار العربي ـ الأحزاب الشيوعية ـ عودة ماركس ينقلنا مباشرة إلى المحور الثالث الذي قد يكون الأهم والأبرز في هذا اللقاء، الحزب الشيوعي اللبناني على أعتاب مؤتمره العاشر في كانون الثاني 2009. وشأنه شأن كل الأحزاب الشيوعية في المنطقة مطلوب منه استعادة الدور الوظيفي الفاعل.. لكن هذا يعترضه جملة من الوقائع والمعيقات الذاتية والموضوعية.. لنبدأ بالأكثر ملموسية. هناك معركة انتخابية في لبنان تجري على أرضية واقع سياسي محدد قائم على نظام المحاصصة الطائفية، بالنسبة لرفاقنا في الحزب الشيوعي اللبناني، كيف ينسجم رفض واقع سياسي قائم على المحاصصة الطائفية مع خوض المعركة الانتخابية، دون أن يعني ذلك تثبيت ذلك الواقع؟
نحن نسجل ظاهرتين: الأولى، وهي ليست سابقة في الزمان والمكان، أن ترفض أحزاب العالم قوانين وتناضل ضمن شروط هذه القوانين من أجل تغييرها. كل قوانين الانتخابات بالعالم ما كانت تجري وفقاً لرغبات الأحزاب المعارضة.
نحن رفضنا كل قوانين الانتخاب السابقة، هي قوانين توضع لتجديد سيطرة الطبقة السياسية. نحن نؤشر لظاهرة أنها هذه المرة الأولى التي تقر فيها الطبقة السياسية القانون الانتخابي الجديد بمعونة عربية ودولية وهي تعي أن موقفها السابق أصبح عاجزاً، بدليل أن كل النواب اللبنانيين وقفوا ضد القانون وأقروه(!) ولكن أحداً لم يمتلك الجرأة للدفاع عنه.. حتى الذين أقروه كانوا يعتبرون أن «النسبية» هي الحل، بهذا المعنى نعتبر أننا حققنا إنجازاً كبيراً بعدما كانت النسبية غير مطروحة تماماً.
ثانياً ترتدي هذه الانتخابات في ظل التحولات الإقليمية والعالمية أهمية وطنية كبرى، هي مرحلة تحول ما بين السيطرة الأمريكية السعودية على القرار اللبناني خلال فترة معينة، والتحلل من هذه السيطرة. نحن ننظر إلى المعركة الانتخابية كمعركة سياسية بامتياز، نضع فيها برنامجنا الإصلاحي المستقل من موقعه المعارض، فالاستقلالية لا تعني الحياد، ولكن نحن معارضون وبمعارضتنا التي تشمل كل النظام اللبناني- الطائفي نقول إن هناك ضرورة لخوض هذه المعركة السياسية بشكل مستقل كمرحلة أولى، وهذا الشكل لا يعني في مرحلة تالية أن لا نصل لقرار من قرارين.. وهذا يتوقف على مدى قدرة المعارضة وقواها (الكبرى) بشكل خاص، أن تتفهم واقع القوى العلمانية والديمقراطية وحتمية الدور الكبير لها في الصراع السياسي اللاحق للبلد.
أقول شيئاً يبدو فيه تناقض: كيف يمكن لقوى طائفية أن تتفهم الدور العلماني؟ ولكن ضمن إطار اختلاف الوطني مع السياسي والاقتصادي في لبنان، على هذه القوى أن تتفهم. نحن هدفنا أن نعمل شيئين: تحول في طبيعة السلطة السياسية في لبنان، وتحول بطبيعة بنية النظام اللبناني وتركيبته، إذا هم مستعدون أن يسيروا في هذا الاتجاه فنحن مع التقاطعات الانتخابية، أما إذا لا، فلتتحمل المعارضة مسؤولية إبقاء السلطة بيد الأمريكان والسعودية.
 
• د. خالد.. ثلاثية الحزب الشيوعي– الوضع الاقتصادي الاجتماعي في لبنان- إعادة الاعتبار للمسألة الطبقية بعيداً عن الطائفية السياسية ... الحزب الشيوعي اللبناني ونشر الوعي الطبقي ماذا بخصوص ذلك؟
قمنا بنشاطات كثيرة في تحركاتنا الاقتصادية- الاجتماعية، لا أنفي أن العمل النقابي في لبنان مأزوم كانعكاس أولاً للأزمة البنيوية للاقتصاد اللبناني، الذي ارتبط بالكامل بالاقتصاد المعولم، وتم ضرب نمط الاقتصاد المنتج في لبنان، وتغيرت طبيعة الطبقة العاملة وتركيبتها. وثانياً: الأزمة التي لها علاقة بالواقع السياسي اللبناني والانقسام الطائفي. نحاول جاهدين إعادة توحيد الحركة النقابية على أساس برنامج عمل نضالي وهيكلية جديدة، وهذا سيأخذ مساراً طويلاً لا نستهين به، لكن أعتقد أن التطورات العالمية والاقتصادية المحلية ستساعدنا في هذا المجال.
 
• وماذا بخصوص ثلاثية الحزب الشيوعي اللبناني، واستعادة دوره الوظيفي، وموضوعة وحدة اليسار اللبناني؟
نحن تقدمنا في هذا المجال، للأسف لديَّ مقولة سابقة، أنه من الجيد للحزب الشيوعي أن يكون الحزب اليساري المنظم الكبير الوحيد وهذا يرضي غروراً ما، إنما نحن لسنا سعداء كثيراً إننا الحزب الوحيد، فهذا يصعب من إمكانية توحيد اليسار.. نحن بحاجة إلى يسار يتوحد على قواعد بحث جديد وإنتاج برنامج جديد، وحتى فكر وتنظيم جديدين لهذا اليسار، والآن هناك حزب كبير وشخصيات وأحزاب صغيرة.. كيف يمكن أن نتوحد؟ كلُّ حسِّنا الديمقراطي غيرُ كافٍ لجعل هذا الواقع واقعاً أكثر حيوية، لكن نحن مستمرون في هذا المجال.

 • رفيق خالد هل تحب أن تضيف شيئاً في نهاية هذا الحوار؟
فيما يتعلق بموضوع المؤتمر، نعدكم أننا قبل المؤتمر بحوالي الشهر سنكون قد حضَّرنا كل مستلزمات نجاحه، وجهزنا الوثائق، وسنبحث المؤتمر تفصيلاً معكم في قاسيون.

 • ونحن نتمنى لكم كل التوفيق، وشكراً جزيلاً لك على وقتك وهذا اللقاء.