الحصاد الأسود للاحتلال في آب

فيما تروج القاهرة عبر وزير خارجيتها فكرة إرسال قوات عربية إلى قطاع غزة من أجل وضع حد للاقتتال الفلسطيني الداخلي وليس لتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة(!)، واصلت آلة الفتك الإسرائيلية عملها بجسد الشعب الفلسطيني الصامد فوق أرضه المحتلة.

وأجمل تقرير في موقع عرب 48 حصيلة الحصاد الأسود لقوات الاحتلال خلال شهر آب الماضي فقط، وذكر أن سلطات الاحتلال هدمت 5 منازل فلسطينية واعتقلت 344 مواطنا في عمليات دهم للقرى والبلدات الفلسطينية في الشهر المذكور.

وحسب الموقع فقد قالت دائرة العلاقات القومية والدولية في تقريرها الشهري «شعب تحت الاحتلال» الذي صدر الثلاثاء الماضي، إن قوات الاحتلال تواصل احتجاز مئات الجثامين من الشهداء الفلسطينيين في مقابر الأرقام في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، كما واصلت انتهاكاتها المختلفة لحقوق الشعب الفلسطيني وممتلكاته.

وأضاف التقرير انه يتوجب على كل أبناء الشعب الفلسطيني وأصدقائه والهيئات الدولية العمل الجاد على تحرير رفاتهم ، حيث أصبحت هذه المقابر مكباً للنفايات، الأمر الذي يتعارض مع القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة، وطالبت الدائرة بضرورة دفنهم باحترام وفق شعائرهم الدينية، كما نصت المادة 17 من اتفاقية جنيف الأولى في العام 1948.

أعمال القتل مستمرة

وذكر التقرير أن قوات الاحتلال واصلت عمليات القتل المباشر للفلسطينيين، حيث استشهد الفتى يوسف أحمد يونس عميرة، 18 عاماً، من نعلين /رام الله، بعد إصابته بعيارين ناريين في الرأس، أطلقها جندي من جيش الاحتلال عليه خلال مشاركة الفتى بمسيرة سلمية احتجاجاً على بناء جدار الضم والتوسع العنصري، بينما استشهد شاب آخر بعد أن أطلق مشغله الإسرائيلي النار عليه أثناء العمل، وجاء في التقرير أن جيش الاحتلال أصاب بالرصاص خلال آب 131 مواطناً بينهم 26 طفلاً.

وأشار التقرير إلى انه نتيجة للحصار الجائر المفروض على قطاع غزة توفي 22 مواطناً، ليرتفع عدد المرضى الذين توفوا نتيجة عدم سماح سلطات الاحتلال بنقلهم إلى خارج القطاع للعلاج إلى 243 معظمهم من الأطفال خاصة حديثي الولادة لافتقار مستشفيات القطاع للوازم الرعاية الأولية .

الأسرى والموت البطيء

ونوهت الدائرة إلى أن قوات الاحتلال أفرجت عن 198 أسيراً من سجونها خلال آب الماضي، واعتقلت 344 مواطناً خلال الشهر ذاته، فيما يعاني الأسرى في سجون الاحتلال من ظروف الاعتقال السيئة، ففي سجن «هشارون» الإسرائيلي أدخلت سلطات السجون، ثلاثة كلاب بوليسية إلى قسم الأشبال للضغط على الأسيرين موسى أحمد موسى ووائل الخطيب، لإرغامهما على ارتداء الزي البرتقالي، فيما يعاني الأسرى المرضى في سجن مراش «مستشفى الرملة»>من تدهور مستمر في أوضاعهم ومن إهمال إدارة المستشفى في علاج الحالات المرضية ويجبرونهم على التفتيش العاري. وافتتحت سلطات الاحتلال قسمين جديدين في سجن عوفر

هدم المنازل سياسة عقاب جماعي

أكدت الدائرة أن سلطات الاحتلال تمارس سياسة هدم المنازل كعقاب جماعي ضد الفلسطينيين خاصة في مدينة القدس المحتلة التي تسلم مواطنو قرية العيسوية فيها 50 إخطاراً بهدم منازلهم بذريعة البناء غير المرخص، فيما أقدمت تلك السلطات على هدم 5 منازل في أحياء المدينة المختلفة بحجة عدم الترخيص.

الاستيطان يتواصل

أشارت الدائرة إلى تقرير أصدرته حركة «السلام الآن» الإسرائيلية والذي أوضح أنه في الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، تم بناء نحو 2600 وحدة سكنية في مستوطنات الضفة الغربية، بحيث تضاعفت عن العام الماضي، معظمها في داخل ومحيط القدس المحتلة. وقالت الدائرة إن سلطات الاحتلال أقرت بناء 400 وحدة استيطانية جديدة في حي «نيفيه يعقوب» الاستيطاني، شمالي القدس المحتلة، وطرحت عطاءات لبناء 416 وحدة سكنية في مستوطنات بيتار عيليت، وجبل أبو غنيم، جنوبي مدينة القدس الشرقية.

وأضافت أيضاً أن جيش الاحتلال أقدم خلال الشهر على مصادرة 37 دونماً في الأغوار و6 دونمات في قرية رمانة /جنين، ونحو 1000 م2 من أراضي حلحول بهدف شق طريق استيطاني، و1500م2 وسط الخليل لإغراض أمنية!! ومسح وتخطيط في أراض أوصرين وعقربا وبيتا/نابلس، بهدف شق شارع التفافي يصل بين زعترة ومستوطنة ايتامار بطول 4 كم، ويدمر نحو مائة دونم مزروعة بأشِجار الزيتون، وأضاف التقرير أن جيش الاحتلال بدأ في تسوية نحو 100 دونم من أراضي بيت اجزا/ شمال غرب القدس المحتلة، بهدف توسيع مستوطنة «جفعون هحدشا».

وأفاد التقرير أن المستوطنين العنصريين واصلوا اعتداءاتهم على المواطنين وممتلكاتهم في مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية، ففي الخليل قام مستوطنو «كريات أربع» بسلسلة اعتداءات ضد المواطنين مستخدمين الحجارة والقضبان الحديدية والزجاجات الفارغة، الأمر الذي أدى إلى إصابة عدد من المدنيين الفلسطينيين بجراح مختلفة، في حين أقدم مستوطنون من مستوطنة «بيتارعليت»، على سرقة محصول العنب من أراض في قرية حوسان/ بيت لحم وتخريب أشجار الكرمة فيها .

الاحتلال يلاحق الصحافة والصحافيين

وفي معرض حديثها عن الانتهاكات ضد الصحافة والصحفيين، اعتبرت الدائرة القرار الإسرائيلي القاضي بتبرئة طاقم الدبابة الذي أطلق قذيفة بصورة متعمدة تجاه سيارة الصحافي فضل شناعة في القطاع في نيسان الماضي، ما أدى إلى استشهاده وتسعة مواطنين آخرين، بالقرار العنصري وترخيص رسمي بالقتل دون محاكمة. وأشارت إلى اعتقال الصحفي تامر حنفي، مراسل تلفزيون النيل المصري، واحتجازه لعدة ساعات .

ونوهت الدائرة إلى إغلاق قوات الاحتلال محطات إذاعة منبر الحرية وإذاعة  wan FMوإذاعة بي بي سي التابعة لراديو بيت لحم 2000 في الخليل ومصادرة وتحطيم محتوياتها.

كما أشارت الدائرة إلى قمع قوات الاحتلال للمسيرات السلمية المناهضة لجدار الضم والتوسع العنصري في بلدة بلعين التي تنطلق أسبوعياً، وقال التقرير إن جيش الاحتلال يستخدم القوة المفرطة في قمع المتظاهرين، كما يستخدم سلاحاً جديداً وهو حيوان يطلق رائحة كريهة يسمى الظربان .

آخر تعديل على الأربعاء, 14 كانون1/ديسمبر 2016 14:58