حول إعلان اليسار المصري المقاوم عدوى «المقاومة هي الخيار الوحيد» تنتقل إلى مصر
أثار الإعلان في مصر عن تشكيل حركة اليسار المصري المقاوم، والتي نشرت قاسيون مادة حولها بقلم الرفيق إبراهيم البدراوي من القاهرة في العدد 360، بتاريخ 12 حزيران 2008، عدداً كبيراً من ردود الفعل لدى شرائح واسعة من أبناء الشارع المصري وعلى صفحات الجرائد والمجلات والمواقع الالكترونية المصرية التي تلقت النبأ بالكثير من التفاؤل والتطلع نحو وجود حركة يسارية حقيقية بمضمون ثوري جدي. ونعيد فيما يلي نشر عدد من هذه التغطيات.
اليسار المصري المقاوم
■ أمين اسكندر
«اللي يتلسع من الشوربة ينفخ في الزبادي» هكذا بلور المصري خبرته مع الحياة والحركة في هذا المثل، وهذا ما لفتني في وثيقة اليسار المصري المقاوم.. من أجل تغيير جذري وشامل في مصر لفتني الإصرار على التفرقة بين يسار ويسار بالموقف من المقاومة، وبعد أن عاشت قيادات وكوادر من الحركة الشيوعية المصرية، صدمة العلاقة بين بعض فصائلها والحركة الصهيونية، ولم تكن تلك الصدمة بنت موافقة الفصائل تلك على قرار التقسيم في فلسطين عام 1948، والذي كان سبباً مباشراً في انشقاقات عديدة داخل الحركة الشيوعية العربية، إنما استمر هذا الموقف وكذلك تبريراته النظرية داخل الحركة الشيوعية العربية والمصرية حتى الآن، ولعل ذلك كان السبب الواقف خلف مصطلح اليسار المصري المقاوم.. أي مقاوم لهذا الخط التسووي والتصالحي مع الحركة الصهيونية، الذي يعطي أرضًا عربية في فلسطين لمن ليس له حق فيها، وبغض النظر عن استعمارية تلك الحركة وعنصريتها واستيطانها على أرض ممتلئة بالسكان العرب الفلسطينيين وهم أصحاب الأرض منذ آلاف السنين.
من هنا فقد جاءت تلك الوثيقة لكي تعيد الحق لأصحابه، ولكي تعيد لحركة الشيوعيين المصريين مواقفهم الصحيحة في تقدم وحرية الشعب الفلسطيني وفي بناء حركة تحرر عربي مقاومة للاستعمار والصهيونية، وبالذات بعد أن عاشت مصر كلها «حكم القوى اليمينية التي تخلت عن الخط الوطني، مما أدخل الوطن مرحلة الأزمة الشاملة، وأدخل البلاد إلى طريق التبعية السياسية والاقتصادية وتوقفت التنمية الشاملة وشاع الفقر والبطالة في ظل تفاوت طبقي هائل».
وهذه الوثيقة مؤقتة تعمل من أجل اصطفاف القوى الاشتراكية والقوى الوطنية الجذرية وقوى التقدم والديمقراطية الحقة، لصياغة حركة تناضل من أجل وقف التردي ومقاومة الإمبريالية والصهيونية وعملائهم المحليين، وفتح الطريق أمام التطور السلمي والحر لوطننا وإرساء العدالة الاجتماعية لشعبنا والمستقبل المشرق لأجيالنا القادمة.
وتبدأ الوثيقة بطرح عام للوضع الدولي ثم العربي ثم المحلي، وترى في العدو رأس المال الاحتكاري الدولي والصهيوني تمثله حركة عالمية «العولمة رافعة راية الليبرالية الجديدة المتوحشة.. كما يرى أصحاب الوثيقة بأن المقاومة الصاعدة في مقاومة تلك العولمة المتوحشة.. هي أيضًا عالمية بصمود كوبا وكوريا الديمقراطية.. الشعبية والصين، وكذلك بزوغ الفجر الاشتراكي في دول أمريكا اللاتينية، كما أن الحركة الشيوعية الروسية وفي بلدان الاتحاد السوفيتي السابق تستجمع قواها وتعيد ترتيب صفوف مناضليها من أجل استعادة مكانتها، ومن تجليات عالمية المقاومة النشاط الواسع لحركة «مناهضة العولمة» في العالم، وعلى مستوى وطننا العربي وتخومه الإقليمية فلقد كشف ثراء الواقع عن أن معاداة الإمبريالية لم يقتصر على اليساريين والقوى الوطنية فقط بل امتد إلى قوى إسلامية وما حدث في لبنان يعطي الدليل الحي والساطع على ذلك.
وهكذا استمر الفرز داخل صفوف الحركة الشيوعية وكذلك القومية والوطنية والإسلامية فبعد أن ظهر لنا يسار إمبريالي مناصر للاستعمار والصهيونية تحت ذريعة الديمقراطية والسلام، ظهر لنا على الضفاف الأخرى من النهر حركة مقاومة إسلامية مثل حزب الله والمقاومة القائمة على أرض فلسطين ضد نهج التسوية وكذلك المقاومة القائمة على أرض العراق ضد قوى الاحتلال الأنجلوأمريكي، وهكذا يتبين لنا أن المقاومة هي السبيل الوحيد لإنقاذ وطننا العربي ومنطقتنا من الهيمنة الإمبريالية والصهيونية.
أخيرًا لابد من قراءة تلك الوثيقة والتفاعل معها حتى يبزغ لنا فجر حركة يسارية مقاومة تكون رصيداً إضافياً لقوى المقاومة القومية والوطنية والإسلامية فمن المؤكد أن كل القضايا مترابطة، فلا يمكن الحديث عن وطن حر ومواطن حر إلا بالحديث عن مقاومة الاستعمار والصهيونية وأثر وجودهما في واقعنا العربي والذي تمثل في التخلف والتفرقة والطبقية والتجزئة والاستبداد والاستعمار.
وسبيلنا لمقاومة ذلك كله هو نهج المقاومة وثقافة المقاومة على جميع المحاور الدولية والإقليمية والمحلية.
وفي ختام هذا التناول الذي لا يعطي للوثيقة حقها، أدعو كل القوى السياسية للتفاعل مع أفكارها، وأدعو أصحابها لحصد هذا التفاعل الإيجابي لصالح حركة مقاومة على المستوى الأممي والإقليمي والعربي والمصري.
■ كاتب مصري
«اليسار المصري المقاوم».. أول حركة شيوعية علنية
دشن عدد من نشطاء الشيوعيين أول حركة شيوعية علنية أطلقوا عليها «حركة اليسار المصري المقاوم»، أعلنوا في بيانها التأسيسي أن مرجعيتها هي الأفكار الاشتراكية والتخلص من الشوائب الفكرية الخاصة بعلاقة المصريين الشيوعيين باليهود والصهيونية. وأكد الناشط اليساري أحمد لبيب أحد مؤسسي الحركة والقيادة بلجنة حزب التجمع بالقليوبية أن الحركة الجديدة امتداد للحركة الشيوعية المصرية ولكن بروح ومنهج مختلفين، مشيراً إلى أن الهدف من تأسيسها هو تحقيق العدل والديمقراطية والحريات ووقف عملية الخصخصة والدعوة لتنمية مستقلة. وأضاف أن الحركة تضم مجموعة من الشباب والمفكرين والسياسيين التفوا حول فكر جديد لمحاولة خلق حركة مقاومة لكل أشكال الفساد والموجودة، معلناً أن المنسق العام للحركة الجديدة هو القطب الشيوعي إبراهيم بدراوي وأن الحركة مفتوحة للجميع وتحويلها لحزب سياسي أمر مرتبط بـ«تعدادها» التنظيمي.
■ إبراهيم جاد / مجلة روز اليوسف