واشنطن تعيد احتلال هاييتي
أكد الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز أن الولايات المتحدة استغلت الزلزال الذي وقع في هايتي كذريعة لاحتلال هذا البلد المدمر، وعرض إرسال وقود من بلاده- العضو في منظمة أوبك- لتوليد الكهرباء وتشغيل وسائل النقل.
وقال شافيز الأسبوع الماضي «قرأت أن ثلاثة آلاف جندي بدأوا بالوصول، وهم مشاة بحرية مسلحون، كما لو كانوا متوجهين إلى حرب، لا يوجد نقص في الأسلحة هناك الذي يجب أن ترسله الولايات المتحدة هو الأطباء والأدوية والوقود والمستشفيات الميدانية».
وأضاف شافيز «إنهم يحتلون هايتي بشكل سري، ومع ذلك فإنكم لا ترونهم في الشوارع، هل يجمعون الجثث، هل يبحثون عن الجرحى؟».
وأكد الرئيس الفنزويلي أنه لا يريد التقليل من شأن الجهود الإنسانية التي تبذلها الولايات المتحدة، وأنه يتساءل فقط عن الحاجة إلى مثل هذا العدد من الجنود.
يذكر أن فنزويلا أرسلت عدة طائرات إلى هايتي حاملة أطباء ومساعدات وبعض الجنود، وكذلك قامت سورية بإرسال 30 طناً من المساعدات للشعب المنكوب وسط أنباء عن تعرض هاييتي لزلزال ثان وكذلك المنطقة الحدودية بين غواتيمالا والمكسيك.
وهاييتي دولة صغيرة تشغل الثلث الغربي من جزيرة هسبانيولا في بحر الكاريبي بأمريكا اللاتينية، وقد اكتشفها الرحالة الإيطالي كريستوفر كولومبوس عام 1492، وظلت مستعمرة لإسبانيا حتى تقاسمتها معها فرنسا بموجب معاهدة وقعت سنة 1697.
أما أغلب سكان هاييتي فهم من الأفارقة الذين جلبت فرنسا نحو نصف مليون من أجدادهم إلى المنطقة في ظل نظام العبودية في القرنين السابع عشر والثامن عشر، وفي سنة 1790 بدأ هؤلاء الأفارقة حرب تحرير بزعامة توسان لوفرتور.
وتعيش في هاييتي أقلية عربية أصلها من اليمن ولبنان وسورية وفلسطين، وتقول بعض المصادر، حسب موقع الجزيرة، إن طلائع العرب وصلت إلى هذا البلد في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي.
ويبلغ سكان هاييتي نحو تسعة ملايين ونصف مليون نسمة، ومساحتها 27750 كيلومترا مربعاً، وأكثر من ثلاثة أرباع أراضيها مرتفعات.
وفي القرن العشرين عاشت هاييتي ثلاثة عقود تحت الاستعمار الأمريكي الذي غادرها في 1934، وشهدت بعد الاستقلال الجديد سلسلة من الاضطرابات الاجتماعية والانقلابات التي دعمت معظمها الولايات المتحدة.