منظّر «نهاية التاريخ» يقر: الهيمنة الأمريكية على العالم انتهت فعليًا

رأى المحلل السياسي الأمريكي البارز فرانسيز فوكوياما أن الولايات المتّحدة لم تعد تستطيع فرض هيمنتها على الشؤون الدولية مثلما كانت تفعل في الماضي، وستجد واشنطن نفسها مستقبلاً مضطرة إلى تغيير إستراتيجيتها في التعامل مع مختلف القضايا الدولية وتركز على الأساليب الدبلوماسية والتعاون الأمني الإقليمي مع حلفائها.

وأكد فوكوياما صاحب الكتاب الشهير «نهاية التاريخ»، وأستاذ الاقتصاد والسياسة الدولية في جامعة جون هوبكنز الأمريكية، أن الولايات المتحدة تمر بمرحلة تحول شديدة الأهمية في تاريخها، موضحاً في مقابلة مع صحيفة «أستراليان»: «الأمر لا يتعلق بضعف أو انحدار يلحق بالولايات المتحدة، بقدر ما هو يتعلق بتنامي قوة الصين والهند ودول الخليج كقوى فاعلة وذات تأثير كبير متزايد».

وأضاف فوكوياما: الولايات المتّحدة، وعلى الرغم من موقعها الدولي السائد، لن تصبح قادرة على إعادة هيكلة العالم وتشكيله كما ترغب وتتمنى، خاصة بعد أن اتضح أن التدخل العسكري لمنع أسلحة الدمار الشامل أو التعامل مع خطر الإرهاب ليس خيارًا فعالاً بل قد تكون له نتائج عكسية خطيرة.

فوكوياما الذي كان مقربًا من تيار المحافظين الجدد المقرب بدوره من أعضاء إدارة جورج بوش «انقلب» لاحقاً عليهم وأصبح ناقدًا بارزاً لحرب العراق، وأعرب خلال زيارة لسيدني في أستراليا، عن رغبته في أن يشهد المستقبل تعزيزاً وتفعيلا ً لأدوار المنظمات الأمنية الإقليمية، ورأى أنه: «لو تعاملنا مع الدور الذي تمارسه منظمة حلف شمال الأطلسي بصورة أكثر جدية فإن هذا سيجعلنا نستخلص نتائج في منتهى الأهمية وندرك فداحة الأخطاء التي وقعنا بها في العراق لأن غالبية بلدان الناتو عارضت غزو العراق، على خلاف ما حدث في التعامل مع أفغانستان».

4/6/2008

«الوطن الأمريكية» /الولايات المتحدة

آخر تعديل على الثلاثاء, 29 تشرين2/نوفمبر 2016 10:41