محمد سيف الدولة محمد سيف الدولة

عفواً... هناك بالفعل قوات أجنبية في سيناء

لا شك أن الرفض الرسمي المصري لوجود قوات دولية جديدة على الأراضي المصرية هو موقف صحيح، ولكن ماذا عن القوات الأجنبية الموجودة بالفعل في سيناء بموجب اتفاقيات كامب ديفيد؟ ألا تنتهك هذه القوات سيادتنا الوطنية؟ وأما آن الأوان بعد لعمل وقفة وطنية جادة بشأنها؟

القوات الأجنبية في سيناء..

القوات الأجنبية في سيناء هي القوات متعددة الجنسية (ق.م.م) أو ذوو «القبعات البرتقالية» كما يطلق عليها تفرقة بينها وبين قوات الأمم المتحدة ذات القبعات الزرقاء. وقد نجحت أمريكا وإسرائيل في استبدال الدور الرقابي للأمم المتحدة بقوات متعددة الجنسية، وُقّع بشأنها بروتوكول بين مصر وإسرائيل في 3 آب 1981، وتتشكل القوة من 11 دولة، ولكن تحت قيادة مدنية أمريكية، ولايجوز بنص المعاهدة لمصر أن تطالب بانسحاب هذه القوات من أراضيها إلا بعد الموافقة الجماعية للأعضاء الدائمين بمجلس الأمن.

وتقوم القوة بمراقبة مصر، أما إسرائيل فتتم مراقبتها بعناصر مدنية، ومن هنا جاء اسمها «القوات متعددة الجنسية والمراقبون»، واختصارهMFO  .

وليس من المستبعد أن يكون جزء من القوات الأمريكية في سيناء هي عناصر إسرائيلية بهويات أمريكية وهمية أو مزورة.

تتحدد وظائف ق.م.م في خمس مهمات، أو بالأحرى (4+1):

1- تشغيل نقاط التفتيش ودوريات الاستطلاع ومراكز المراقبة على امتداد الحدود الدولية.

2- التحقق الدوري من التزام مصر بتنفيذ الملحق الأمني في الاتفاقية والقاضي بتمركز القوات المصرية داخل المنطقة (أ) فقط، وتمركز حرس الحدود المصري داخل المنطقة (ب) فقط، واقتصار المنطقة (ج) على شرطة مصرية فقط.

3- إجراء تحقيق خلال 48 ساعة بناء على طلب أحد الأطراف.

4- ضمان حرية الملاحة في مضيق تيران.

5- المهمة الخامسة التي أضيفت في سبتمبر 2005 هي مراقبة مدى التزام قوات حرس الحدود المصرية بالاتفاق المصري الإسرائيلي الموقع في أول سبتمبر 2005، والمعدل في 11 يوليو 2007 بعد سيطرة حماس على غزة.

مقر قيادة القوة في روما ولها مقران إقليميان في القاهرة وتل أبيب..

المدير الأمريكي الحالي يدعى جيمس لاروكوJames A. Larocco ، ومدة خدمته أربع سنوات، بدأها في 24 يوليو 2004. وكان المدير السابق يدعى آرثر هيوز، وهو أمريكي الجنسية أيضاً، والتالي سيكون أمريكياً أيضاً وهكذا..

تتمركز القوات في قاعدتين عسكرتين: الأولى في الجورة في شمال سيناء بالمنطقة (ج)، والثانية بين مدينة شرم الشيخ وخليج نعمة، بالإضافة إلى ثلاثين مركز مراقبة، ومركز إضافي في جزيرة تيران الخاضعة للسعودية لمراقبة حركة الملاحة.

ملاحظة: السعودية لا تعترف بإسرائيل، فكيف تكون طرفاً في الترتيبات الأمنية لكامب ديفيد؟

التكوين وتوزيع القوات

تتكون القوة من قيادة وثلاث كتائب مشاة لاتزيد عن 2000 جندي، ودورية سواحل ووحدة مراقبة ووحدة طيران حربية ووحدات لوجيستية وإشارة.

الكتائب الثلاث: كتيبة أمريكية تتمركز في قاعدة شرم الشيخ، أما الكتيبتان الأخريان فإحداهما من كولومبيا (358 عنصراً)، والأخرى من فيجي (329 عنصراً)، وتتمركزان في الجورة في الشمال، وباقي القوات من باقي الدول (فرنسا، إيطاليا، بلغاريا، نيوزلندا، النرويج، أروجواي) موزعة بتعداد قوات رمزي على باقي الوحدات. ولدى الولايات المتحدة كتيبة مشاة قوامها 425 فرداً، ووحدة طبية ومفرقعات ومكتب قيادة «مدنية» قوامه 235، إلى جانب قيادة عسكرية قوامها 27 عنصراً، بموازاة 25 عنصراً في القيادة من المملكة المتحدة، و28 آخرين من كندا في القيادة العسكرية والارتباط وشؤون الأفراد، إذ أن القيادة العسكرية كلها من دول حلف الأطلسي.

يلاحظ من الأرقام أعلاه أن الولايات المتحدة تضطلع بمسؤولية القيادة «المدنية» الدائمة للقوات، ولها النصيب الأكبر في عدد القوات: 687 من 1678 فرداً بنسبة 40%، واختارت أمريكا التمركز في القاعدة الجنوبية في شرم الشيخ للأهمية الإستراتيجية لخليج العقبة والمضايق بالنسبة لإسرائيل.

الميزانية والتمويل

تقدر الميزانية السنوية الحالية للقوات 65 مليون دولار أمريكي، وتتقاسمها كل من مصر وإسرائيل، بالإضافة إلى تمويل إضافي من اليابان وألمانيا وسويسرا.

أما في إسرائيل.. فيتولى مراقبون «مدنيون» فقط يتراوح عددهم من 35 إلى 50 فرداً، مهمة مراقبة مدى التزام إسرائيل بالتدابير الأمنية في منطقة عرضها 3كم.

إن وجود وطبيعة وتشكيل هذه القوات في سيناء، يمس السيادة المصرية في الصميم،  كما إنه يمثل ضغطاً هائلاً ومستمراً على القرار السياسي المصري.

آخر تعديل على الثلاثاء, 02 آب/أغسطس 2016 13:27