ما أبشع «الحريري» وهو يتحدث عن الشرف..

خرج سعد الحريري «ليعلن على الملأ» حسب تعبيره أنه «يرحب بالقرار» ولكنه في الوقت نفسه «يحمل المحكمة مسؤوليته»، بمعنى حماية المفرج عنهم، ليعود ليستقوي بسيفها أن هذا القرار «سيحدد مسار العدالة» في قضية اغتيال الحريري الأب، دون أن يتجرأ على طرح السؤال: وأين كانت هذه العدالة طيلة أربعة أعوام من الاعتقال التعسفي في وقت لا يجيز القانون اللبناني التوقيف بداعي التحقيق لأكثر من تسعين يوماً..!

غير أن «التقويم الحريري» الذي تتساوى فيه ثلاثة أشهر بأربع سنوات هو تقويم معتمد لدى كل المتحدثين باسمه ومن أنصاره وحلفائه السياسيين الذين عزفوا المقطوعة ذاتها: «الإفراج لا يعني البراءة» و«لسنا متخوفين من قرار الإفراج».. و«هذا الإفراج رد على كل من اتهموا المحكمة بالتسييس..» و«لسنا دعاة انتقام..» و«هو مقدمة لإحقاق العدالة كاملة..»..! فما أبشع (.....) وهي تتحدث عن الشرف..!

استرسل الحريري الابن في الحديث عن إدانته لشبكة الإجرام التي تفتك قتلاً واغتيالاً في لبنان ووصل إلى حد ذكر 200 ألف قتيل سقطوا منذ 35 عاماً، من بينها سنين الحرب الأهلية، فهل يجرؤ حقيقة على ذلك؟ ولماذا لم يتطرق ولو بكلمة واحدة إلى شبكات التجسس الإسرائيلية التي تتكشف وتضبط تباعاً في لبنان، وكان آخرها اثنتين في الأمس القريب؟

وبخلطه «الحابل للنابل» زعم الحريري أن القضاء اللبناني لم ولا يستطيع الوصول للقتلة، ولكن المحكمة الدولية قادرة على ذلك، تاركاً لكل اللبنانيين والمراقبين من الخارج السؤال: وهل القضاء اللبناني في ظل حكومة 14 آذار قادر فقط على الاعتقال لأجل غير مسمى..؟

وبعد أن «باخت موضتها» عاد الحريري لتوجيه الايحاءات وأصابع الاتهام نحو سورية وقوى المعارضة في لبنان دون التسمية. ومنن الجميع بأنه لا يريد الانتقام والثأر «حتى ممن حامت حولهم الشبهات في البداية وكل من ساهموا في إعداد المسرح السياسي والإعلامي للجريمة بقصد أو بدونه..»، وكأن الانتقام على أساس الشبهة هو حق مشروع، وهو تنازل عنه «كرم أخلاق»..!

الحريري قال في محاولته توظيف ما جرى كورقة في صندوق الانتخابات اللبنانية المرتقبة: «هناك مجرم خطط وقاتل نفذ.. والمجرم ليس مجرد فرد ولا جماعة عادية في ظل نظام أمني يمسك بخيوط اللعبة الأمنية في لبنان..»، متشدقاً بأن «المسار القانوني سيكشف كل الأقنعة..»، ولا يعرف الناخب اللبناني متى سيسقط، مرة وإلى الأبد، قناع الحريري مع أقنعة كل الذين إما شاطرهم في اتخاذ «القرار الدولي» بتصفية والده، أو ارتضى أن يكون إحدى أدواته التنفيذية والمستفيدة من نتائجه؟

اللواء جميل السيد، القائد السابق للأمن العام اللبناني، كان في كلمته بعد خروجه من معتقلات 14 آذار كريماً مع الحريري، ولكن الكثيرين من أنصار المقاومة في لبنان والمنطقة لا يستطيعون امتلاك المشاعر ذاتها في ظل ما يبديه سعد من ارتهان وعمالة..!