فرانسوا مارجينيان فرانسوا مارجينيان

شركة BP واحتيالٌ لا يصدّق: البئر B التي لم تسدّ أبداً

سيداتي سادتي، لقد كذبت شركة بريتيش بتروليوم (BP) على جميع السكان- مرّةً أخرى- بصدد ما يجري حقاً في خليج المكسيك إثر انفجار منصّة ديبووتر هورايزن يوم 20 نيسان الماضي والتي كانت تؤجّرها للمشغل ترانس أوشن.

لكنّ التلاعب بالوقائع يتجاوز هذه المرّة كلّ فهم. فبعد الجهود غير المثمرة المتواصلة طيلة الشتاء لسدّ أكبر تسرّبٍ نفطي في تاريخ الولايات المتحدة، اختارت BP خداع السكان عبر القيام بسدّ آبارٍ أخرى. لم تخطئوا في القراءة: لقد قامت شركة BP، بمساعدة إدارة أوباما ووسائل الإعلام التقليدية، بإخراج مشهدٍ أورويلي من المرايا والدخان عبر سدّ بئرٍ أخرى، غير تلك التي انفجرت في العشرين من نيسان.

ينبغي عدم الاستخفاف بهذه التأكيدات التي تدعمها وقائع وبراهين يمكن إخضاعها لتفحّص القرّاء.

بدايةً، من المهمّ الاطّلاع على الوثيقة الرسمية التي أصدرتها بريتيش بتروليوم بالمشاركة مع هيئة إدارة المعادن الأمريكية (MMS). وفق هذه الوثيقة العامة، يوجد بئران في المنطقة التي تمّ فيها التسرّب. الأوّل، وهو البئر «A» (Well A) انثقب في وقتٍ أبكر هذا العام وتعرّض لمشكلاتٍ ثمّ تمّ إغلاقه والتخلّي عنه. وقد أكّد ذلك أثناء البرنامج الأمريكي «ستون دقيقة» لقناة CBS أحد الشهود، ويدعى مايك ويليام). ثمّ انثقب البئر B، مؤدّياً في نهاية المطاف إلى انفجار وتدمير منصّة ديبووتر هورايزن.

أتت وثيقة رسمية أخرى بتاريخ 27 نيسان 2010 لتدعم حفر هذين البئرين حقاً، وهي وثيقةٌ تتعلّق ببئري الطوارئ الآخرين اللذين ينبغي حفرهما على وجه السرعة للتدخّل والمساعدة على سدّ البئر B الذي انفجر في 10 نيسان 2010، ما أدّى إلى تدمير ديبووتر هورايزن. يحمل بئرا الطوارئ هذان اسمي البئر C والبئر D .

وفيما لا تظهر BP في وسائل الإعلام إلاّ وجود بئرٍ واحدٍ في حين يوجد في الحقيقة بئران، فهي إمّا تكذب عمداّ أو أنّها تقدّم المعلومة الخاطئة في محاولةٍ لتوجيه المراقبين نحو دروبٍ خاطئة. بئران، موضعان متمايزان، رأسا بئر وكلّ التجهيزات المتبقية. على الرغم من هذه الوقائع، تظهر تسجيلات الفيديو التي قامت بها الغواصة سكاندي البئر A على الشبكات التلفزيونية بوصفه البئر الذي زعموا أنّهم قد أغلقوه، في حين أنّنا نستطيع بوضوحٍ رؤية بئرٍ في الموضع « B » الذي يواصل حتّى الآن صبّ النفط في تسجيل يوتيوب.

الآن وقد تمّ إثبات وجود هذين البئرين، وعلى الرغم من أنّ BP قد كذّبت رسمياً هذه المعلومة، مضيّاً إلى حدّ إنكار تلقّي السماح بحفر البئر B، كيف السبيل لمعرفة إن كانت الشركة قد قدّمت حقّاً صوراً لإغلاق البئر الصحيح، أي البئر « B » الذي انفجر في العشرين من نيسان وسرّب مليارات الليترات من النفط، بدلاً من الموضع « A »؟

هنالك مثالٌ واضحٌ على هذا التلاعب متوافرٌ في تسجيل الفيديو الذي قامت به شبكة MSNBC بتاريخ 18 حزيران 2010 في برنامج العدّ العكسي الذي يعدّه كيث أولبرمان. أثناء نقاش أولبرمان وضيفه للبئر B، تشير الإحداثيات الذي يظهره الـROV إلى أنّهم يعرضون علينا في الحقيقة البئر A.

سنحتاج بطبيعة الحال إلى تفسيراتٍ تقدّمها BP والحكومة الأمريكية لإضاءة هذا كلّه، لكنّنا نستطيع وضع تصوّرٍ على نحوٍ دقيقٍ إلى حدٍّ ما بأنّ الانفجار الهائل القادم من قاع المحيط والذي صعد حتّى السطح عبر منصّة الحفر، ما جعلها تنفجر، كان قويّاً بما يكفي ليضرّ بالبئر A، الموجود على بعد عشرات أو مئات الأمتار من البئر B.

من المرجّح أن يكون البئران قد تضرّرا وأنّ البئر B، حيث كانت منصة ديبووتر تعمل، قد تدمّر تماماً إذا كانت قصّة مجموعة سدّ الآبار صحيحة. الأرجح أنّ BP قد قدّمت الموضع A في 99،9 بالمائة من الحالات بحيث تتمكّن من إقامة لغز استبدال السدّادة على ذلك الموضع، الذي تمّ سدّه بدايةً في العام 2009 قبل مجيء الإعصار الذي عصف في المنطقة. وقد تركوا صور الـROV سكاندي تبثّ على الهواء مباشرةً خطأً عدّة مرّاتٍ ولحسن الحظ، قام بعض الناس الذين لم يعرفوا ما كان بين أيديهم بتحميل هذه الصور على اليوتيوب. ثمّ تمّ العثور على تلك الصور ـ ثلاثة تسجيلات فيديو للنفط المتسرّب من بئرٍ تعلن BP أنّها لم تبنه أبداً. 

تقني في مجال الهندسة

المادة كاملة على موقع قاسيون

آخر تعديل على الأربعاء, 27 تموز/يوليو 2016 22:50