ربما ..! نقاش المثلية في فلسطين

 نظراً لتطوّر النقاش، بسبب تخصيص موقع «قديتا» زاوية للتجارب المثلية في الأراضي  المحتلة عام 1948

إلى حدّ وضع كثير من الأصدقاء الكتاب والأدباء أنفسهم في مواقع غير مواقعهم نسأل الجميع من مؤيدين ومعارضين: لم ننشغل بهذه القضية الثانوية أساساً، ولا نناقش القضايا الجوهرية والمصيرية على صعيد الساحة الفلسطينية، وعلى صعيد الصراع العربي – الإسرائيلي؟ ألا نفسح المجال، بهذا الانشغال، لغير الجديرين بالتنطّح لها وإدارتها، وبالتالي تفويتها وتفويت الحقوق الوطنية المرتبطة بها؟ ماذا عن مظالم السلطة وفسادها؟؟ إلى أيّ هاوية يمضي بنا فريق أوسلو؟؟ أليس حريّاً بنا، كمثقفين، أن نلعب دوراً إيجابياً في المصالحة الوطنية الفلسطينية وإغلاق الطريق على الإرادات الخارجية؟

لدينا مسائل تتعلق بحوالي 9 ملايين نسمة هم كل الفلسطينيين الذين يتوزعون حسب مكان الإقامة بواقع 5 ملايين نسمة في الشتات، وحوالي 1.10 مليون نسمة في أراضي 48، و3.7 ملايين نسمة في الضفة والقطاع.. ولنسأل أنفسنا قبل السؤال عن المثليين وأحوالهم، فهم في النهاية فئة يصعب تحديدها نظراً لطبيعة مجتمعاتنا.. لنسأل: هل حلّت القضايا الأساسية من تحرير وعودة وتقرير مصير؟؟ هل رُفع الحصار عن أهل غزة؟؟ هل تم التصدّي لتهويد القدس؟؟ كي لا يبدو ما تقوم به بطراً، بعد ذلك فلننشغل، ليس بقضية المثليين وحسب، بل وبعبدة الشيطان أيضاً..!!

صحيح أن المواقع المنشغلة بهذا النوع من المواضيع منتشر بكثرة على الأرض الفلسطينية، لكن الصحيح أيضاً أن الوضع الجنسيّ الغيريّ أصلاً غير مصان ولا محميٌّ بقوانين وتقاليد..

من غير المقبول أن يدار النقاش بهذه العقلية الاتهامية التي آن الأوان لنضع لها حدّاً، لا أن نعيد استنساخها في نقاش ثقافي، والأنكى أن الحوار الذي يدور على «الفيس بوك» يفسح المجال للجهلة والخفيفين لأن يحولوه هو والمتناقشين إلى حفلة هزل..

لا يهمني إن كان زياد خداش فتحاوياً أو حمساوياً، ولا إن كان معن سمارة وأحمد الأشقر من حزب القرود السوداء.. ما يهم ألاّ تتصدّر هموم جانبية واجهة نقاش ثقافي.

تقديم هؤلاء على أنهم أهل فلسطين، فهذا كلام يروق المدنية التي تحب إسرائيل أن تتاجر بها، وستكون الذريعة: أنا أحميهم من التشدد الإسلامي والذكورية الشرقية يا أوروبا الإنسانية، ويا أيها الغرب الرؤوف..

ما أروع الرغبات والميول الجنسية حين تتحوّل إلى مانشيت للنقاش الوطني، ولكن أليس من الأجدى أن يكون هناك وطنٌ أوّلاً..

 

• هذه عينة مما أمكن إحصاؤه من هذه المواقع في فلسطين: «مدونة فلسطين المثلية»، «أصوات»، «القوس».

 

 عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

آخر تعديل على الإثنين, 25 تموز/يوليو 2016 13:49