الصين تفتح باب السلم.. لكنها تمسك العصا..!

الصين تفتح باب السلم.. لكنها تمسك العصا..!

يجري اتهام الصين من وسائل الإعلام الغربية- شبكة «CNN» الأمريكية نموذجاً- بأنها تسعى للسيطرة على بحر الصين الجنوبي، لما فيه من ثروات باطنية، أو كما عنونت الشبكة ذاتها على موقعها الإلكتروني يوم 12/7/2016، إن «بكين ترد بغضب على قرار محكمة التحكيم حول حقوقها في بحر الصين الجنوبي؟» 

هل بالفعل الصين غاضبة لأن قرار محكمة لاهاي جاء لمصلحة الفليبين حول الحقوق في البحر؟ فقد كانت المحكمة أيدت دعوى رفعتها الفلبين، وقالت المحكمة الدائمة للتحكيم: إنه «لا يوجد أدلة» على أن الصين مارست عبر التاريخ أية سيطرة حصرية على المياه أو الموارد في المنطقة. في الواقع، إن ما أغضب الصين ليس هو قرار قضائي صادر عن محكمة مهيمن على قرارها أمريكياً، بل إن الرسالة السياسية الكامنة وراء هذا القرار، والتي تؤكد أن هناك عزماً أمريكياً على التدخل في الشؤون الإقليمية على مستوى جنوب شرق آسيا، هي من كانت المحرك لردود فعل الصين إزاء القرار.

الصين الوحيدة قادرة على حماية البحر وتجارته ودوله!

لا تمانع الصين عملياً، بحسب تصريحات مسؤوليها المتكررة، في إجراء مفاوضات حول الحقوق في الجزر. وقد كررت الحكومة الصينية موقفها القائل إن للبلاد سيادة إقليمية وحقوقاً بحرية في المنطقة، وإن الشعب الصيني يمارس نفوذه فيها منذ أكثر من ألفي سنة.

وتمضي الحكومة للحديث عن «التشاور مع الدول المعنية مباشرة»، وتقترح «التعاون في تنمية وتطوير المناطق البحرية المعنية». كما كانت ردود شركات الطيران وشركات النقل البحري مهللة لسماع تأكيد الصين بأنها تحترم «حرية الملاحة والنقل الجوي التي تتمتع بهما الدول في بحر الصين الجنوبي كافة بموجب القانون الدولي»، وأنها على استعداد لضمان «الاستخدام غير المقيد للممرات المائية الدولية». 

لكن، في حال تنازلت الصين عن وجودها العسكري والسياسي في الجزر، الطبيعية منها أو الصناعية، فمن يستطيع من دول المنطقة حماية مضيق مائي يمر منه 5 تريليونات دولار بضائع من نفوذ الولايات المتحدة التي تريد إضعاف الصين ومحاصرتها، أو ابتزازها على مواقف سياسية واقتصادية حول العالم؟ 

الصين تصعد نبرتها إزاء واشنطن

تعي الصين بشكل جيد، أن لا مشكلة لديها مع دول الجوار، حتى لو رفعوا ضدها دعاوى في المحاكم الدولية، فمثل هذه الخطوات لا تأتي بدفع داخلي من دول منطقة بحر الصين كفيتنام والفلبين وماليزيا وغيرها، بل عملياً تأتي بدفع من الخصم الأمريكي، ولذلك، قالت صحيفة «الشعب» الصينية إنه على الصين أن تستعد للمواجهة العسكرية مع النفوذ الأمريكي، وفي الوقت ذاته، أجرت مناورات عسكرية في بحر الصين الجنوبي. 

ومع ارتفاع التوتر على حدود الصين الجنوبية ضمن هذا الاستقطاب العالي بين دول المنطقة لتشكيل تكتلات إقليمية ودولية، تسعى الصين لتثبت ميزان عسكري متوازن مع الخصم الأمريكي، مستفيدة من وزن منظمة «شنغهاي»، التي تجمعها مع روسيا ودول أخرى، للاستعداد لمعركة طرد واشنطن من حدودها الجنوبية الحيوية.