مرة أخرى بوضوح الأصابع الأمريكية تصعيد لافت في شبه الجزيرة الكورية

ارتفعت حدة التصريحات النارية بين شطري شبه الجزيرة الكورية مع تهديد بيونغ يانغ بإغلاق الحدود، قابلته سيؤول بالتزامن مع استقبالها وزيرة الخارجية الأمريكية بالتأكيد على المضي قدماً بمعاقبة جارتها الشمالية.

فقد هددت كوريا الديمقراطية الأربعاء في بيان رسمي صدر عن المؤسسة العسكرية بإغلاق جميع المعابر الحدودية مع الجنوب بما فيها الطريق المؤدية إلى مجمع كايسونغ الصناعي، وطرد العمال والموظفين الكوريين الجنوبيين في حال لم تكف سول عن شن الحرب النفسية ضد بيونغ يانغ.

وكان البيان يرد على تصريحات جنوبية سابقة بإعادة بث محطة إذاعية موجهة إلى الشمال لأغراض سياسية، وإعادة نصب مكبرات الصوت على الحدود لتحريض الشماليين ضد نظام الحكم في كوريا الديمقراطية.

وهدد البيان بإطلاق النار مباشرة على مكبرات الصوت والرد بقسوة على أي تصرف أمريكي كوري جنوبي مشترك ضد بيونغ يانغ، في إشارة إلى تصريحات رسمية سابقة في واشنطن وسيؤول بخصوص القيام بمناورات بحرية مشتركة بالقرب من الحدود البحرية المتنازع عليها منذ توقيع اتفاقية هدنة 1953 التي أنهت الحرب الكورية.

وفي ظل التوتر القائم بين شطري شبه الجزيرة الكورية، قال مسؤولون كوريون جنوبيون إن الجيش يتابع تحركات أربع غواصات شمالية اختفت من على شاشات الرادار بعد مغادرتها قاعدتها «شاهو» الواقعة على الساحل الشمالي الشرقي المطل على بحر اليابان.

واستغرب مسؤول عسكري في سيؤول أن تغادر أكثر من غواصة شمالية قاعدتها دون أن تترك أثرا وراءها لمدة يومين كاملين، لكنه عاد وأكد أن القوات البحرية تعمل على كشف مواقع الغواصات، في حين لم يستبعد شانغ-كوانغ إل نائب وزير الدفاع الكوري أن تكون الغواصات الأربع في تدريب روتيني لافتاً إلى أن القيادة العسكرية تتابع الموقف عن كثب «تحسباً لأي طارئ».

وأضافت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بعداً ساخناً للأزمة الراهنة بين الكوريتين عندما طالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته بالرد على الاستفزاز الكوري غير المقبول، في إشارة إلى اتهام كوريا الديمقراطية بإغراق السفينة الحربية الجنوبية (شيونان) بمنطقة الحدود البحرية في آذار الماضي، وهو ما تنفيه بيونغ يانغ.

وجاءت تصريحات الوزيرة الأمريكية في مؤتمر صحفي مشترك في سيؤول مع نظيرها الكوري الجنوبي يو-ميونغ هوان بعد لقائها الرئيس لي-ميونغ باك حيث اعتبرت أن إغراق السفينة «يتطلب رداً قوياً ولكن بشكل مدروس» دون أن تعطي مزيداً من التفاصيل.

وأضافت كلينتون- التي وصلت سيؤول قادمة من بكين- أن القيادة الصينية تتفهم خطورة الموقف وعلى استعداد للاستماع إلى مخاوف كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، معربة عن استعداد واشنطن للتعاون مع بكين «في صياغة الرد المناسب على التصرفات الكورية الشمالية».

وعن احتمالات استخدام الصين وروسيا حق الفيتو ضد أي مشروع قرار ضد كوريا الديمقراطية

في مجلس الأمن، قال وزير الخارجية الكوري الجنوبي «إن الأمر قد يستغرق وقتاً لكنهما (أي روسيا والصين) لا يمكنهما نكران الحقائق».

وفي تصريح منفصل، جدد المتحدث باسم وزارة شؤون الوحدة في كوريا الجنوبية عزم بلاده المضي قدماً في إجراءاتها العقابية ضد الشطر الشمالي بما فيها وقف المبادلات التجارية ومنع السفن والطائرات الكورية الشمالية التجارية من استخدام المياه والأجواء الإقليمية لكوريا الجنوبية، إضافة إلى نقل القضية إلى مجلس الأمن لفرض عقوبات جديدة تضاف إلى العقوبات المفروضة سابقا على بيونغ يانغ بسبب برنامجها النووي.

وفي بكين، أوضح نائب وزير الخارجية الصيني- في معرض تعليقه على زيارة رئيس الوزراء إلى سيؤول يوم السبت موعد صدور هذا العدد- أن بلاده تدرس فحوى تقارير جاءتها من جميع الأطراف المعنية بغرق السفينة الحربية شيونان، مجدداً دعوة بلاده لطرفي النزاع بتجنب أي تصرف يزيد من توتر الأوضاع الراهنة بشبه الجزيرة الكورية.