الفقر تحت الاحتلال..

في ظل سياسات الإغلاق والحصار والإفقار المنهجي المتبعة إسرائيلياً أو بحكم فساد أجهزة السلطة الفلسطينية في رام الله تفيد الأرقام الرسمية لوزارة الشؤون الاجتماعية في فلسطين المحتلة إلى أن 23.8% من أهالي الضفة الغربية وقطاع غزة يعيشون تحت خط الفقر الشديد، بمعدل 170 ألف أسرة.

وحسب الوزيرة ماجدة المصري عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، فإن وزارة الشؤون الاجتماعية تقدم مساعدات إلى 57 ألف أسرة فقط بشكل معونات تتراوح ما بين 250 «شيكلاً» شهرياً، إلى حد أقصى يصل إلى 600 «شيكل».

وأضافت أن هناك حالات من الفقر الشديد «التي لم نصلها بعد»، ولكن ثمة برنامجاً جديداً وآلية حساب حديثة ستمكن الوزارة من «استيعاب ما بين 7 إلى 8 آلاف أسرة جديدة»، ما يبقي أكثر من 100 ألف أسرة فلسطينية متروكة لعوامل الطبيعة والعناية الإلهية وإحسان المحسنين إن وجدوا، مع كل ما يترتب على ذلك من أمراض اجتماعية تتداخل مع عوامل العيش في ظل الاحتلال.

أما في العراق فقد أكد الجهاز المركزي للإحصاء أن قرابة سبعة ملايين عراقي يعيشون تحت خط الفقر، وهو ما يمثل 23% تقريباً من سكان البلاد. وتأتي هذه الأرقام بعد مسح أجراه الجهاز في إطار إعداد «الإستراتيجية الوطنية للتخفيف من الفقر في البلاد».

وقال بيان للجهاز إنه بعد تنفيذ مسح وطني شامل امتد على مدى عام كامل سمي بالمسح الاجتماعي والاقتصادي للأسرة في العراق، أظهرت نتائجه أن قيمة خط الفقر الوطني بلغت 77 ألف دينار (66 دولاراً) للفرد شهرياً، وهذا يعني أن 23% من السكان يقعون تحت خط الفقر.

وأضاف البيان أن هذه النسبة توزع بواقع 39% في الريف أي 3.4 ملايين فرد وبنسبة 16% في الحضر أي 3.5 ملايين فرد، وبهذا يكون مجموع الناس الذين يعيشون تحت خط الفقر حوالي سبعة ملايين فرد.

وكانت دراسة أعدها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووزارة التخطيط والتعاون الإنمائي العراقية، ونشرت نتائجها في عمان منتصف شباط 2007، أشارت إلى أن ثلث الشعب العراقي يعيش حالة فقر، بينهم 5% في ظل فقر مدقع، في حين أظهرت دراسة أكاديمية أعدها باحث في جامعة بابل أن ما يقرب من عشرة ملايين عراقي يعانون من الفقر.

وللعلم فإن العراق ينتج يوميا 2.4 مليون برميل من النفط، ولديه ثالث أكبر احتياطات نفطية مؤكدة بعد السعودية وإيران، وهي تقدر بنحو 115 مليار برميل، وقد تجاوزت مداخيله النفطية- المحمية من الاحتلال الأمريكي- أكثر من 36 مليار دولار في العام الماضي فقط.