فضيحة «طوني غيت»: صفقات بلير النفطية في العراق
هنا في الولايات المتحدة، عندما يذكر المرء حرفي UI، يتصور معظمنا أن الأمر يتعلق بمسألة تأمين البطالة Unemployment Insurance، لكن الموضوع ليس كذلك بالنسبة إلى رئيس الوزراء البريطاني السابق: توني بلير..
أثارت صحيفة UK Daily Mail مؤخراً فضيحة كبيرة. على مدى ثلاث سنوات بعد خروجه من رئاسة الوزراء، جمع بلير أكثر من ثلاثين مليون دولار من الإيرادات النفطية في سياق تعاملاته وسمسرته السرية من الكونسورتيوم الكوري الجنوبي UI Energy Corporation. ورغم أنه بذل أفضل الجهود لإبقاء سمسرته للكونسورتيوم سراً، فالفضيحة أخذت بالانتشار كالنار في الهشيم على مستوى المملكة المتحدة..
قد يرى البعض أنه لم يعد في الحكومة، وعنده شركته الخاصة: بلير وشركاؤهBlair Associates.. إذاً: لماذا يهتم أي شخص بطبيعة عمل بلير أياً كان؟ جيد.. للعارفين، فإن بلير يعمل أصلاً مبعوثاً للغرب في الشرق الأوسط.. وهو محل اهتمام السياسيين البريطانيين أيضاً.. هل هذا هو رئيس الوزراء البريطاني السابق الذي صار كالحجارة الصامتة بشأن وضعه على قائمة رواتب شركة نفط دولية متخصصة في الاستكشافات النفطية في العراق، ويرى نفسه في وقت واحد في الجزء الصعب الآخر من الكرة الأرضية علاوة على «رباعيته» في الشرق الأوسط!؟
لكن هذا لا يدعو إلى الاستغراب عندما نعلم أن بلير ليس السياسي البارز الوحيد على قائمة رواتب UI. فهناك آخرون: رئيس الوزراء الاسترالي السابق بوب هاوك، كما يُقال، علاوة على سياسيين أمثال عضو الكونغرس جي سولارتز، وزير دفاع (إيطالي) سابق فرانك كارلوتشي، سفير سابق في مصر نيكولاس بيليتس، وقائد أمريكي سابق في الشرق الأوسط الجنرال جون أبي زيد... وهذه مجرد بعض أسماء يتعاملون كسماسرة في مجال النفط..
مرشح للرئاسة لدورتين، روس بيرو، مدرج على قائمةUI حسب موقع الشركة على الانترنت وكجزء من عائلة المؤسسة النفطية.. للمرء أن يتساءل فيما إذا كان رؤساء أو مرشحو رئاسة آخرون ضمن عائلة الشركة الكورية الجنوبية.
الشركة التي دخلت هذا المجال منذ عشرين سنة فقط، لم تستغرق وقتاً طويلاً لتسريع عملياتها. في رسالة إلى موقعها، تقول المؤسسة النفطية إنها مهتمة بتطوير موارد ما وراء البحار مثل الشرق الأوسط وأفريقيا. وخاصة في العراق، حيث من المتوقع تطوير مجالات متعددة..
تعتبر UI من بين أكبر الجهات المستثمرة في شمال العراق الغني بالنفط بعد أن حصل على «الحكم الذاتي» بعد حرب احتلال العراق..
يجادل البعض أن بلير يحقق منافع ضخمة من ارتباطاته التي خلقها أثناء حرب العراق. ولكن قد يكون هناك طريق آخر.. إن قراره بالتعاون مع الولايات المتحدة في المغامرة العسكرية في العراق كان محسوباً باتجاه بناء ارتباطات (نفطية شرق أوسطية) من رئيسي البلدين كليهما..
ووفق ما لحظته الصحيفة البريطانية فإن السرية هنا حالة شاذة لأن مؤسسة الطاقة UI مولعة بتبجحها وافتخارها بوجود سياسيين استشاريين عاملين لديها، «مَنْ غير هؤلاء يمكن أن يوجدوا في المؤسسة كمستشارين سياسيين سريين؟».
مسألة واحدة ذات أهمية لمؤسسة نفطية تقوم بـ«تطوير» الطاقة في العراق، ذلك عندما يكون المستشار مبعوثاً إلى الشرق الأوسط.. نعم، قد يكون ذلك تعبيراً عن مصالح متناقضة، لكن تضارب المصالح يتضاعف عندما يكون المستشار رئيساً للوزراء..
فضيحة بلير تسلط الضوء بشكل فاضح على الطبيعة الدقيقة للتحالف الذي قام بين رئيسي بلدين- قاما بهندسة حرب العراق- بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق وبوش، الرئيس الأمريكي السابق..
• شبكة «أوروك»