محمد الجندي محمد الجندي

تحية لستالين..

توفي ستالين منذ 1953 وأنكره حزبه الشيوعي على يد خليفته خروشوف، وأنكره بلده الذي بناه حزبه وأوصله إلى مرتبة القوة الأعظم، ويكاد يكون في ظل هيمنة الرأسمالية الدولية نسياً منسياً، فلماذا إذاً، حفلات الشتائم التي تنصب عليه، ولماذا حفلات الأكاذيب التافهة ضده؟

الحريصون على ثورة أكتوبر 1917 في روسيا القيصرية، يجب أن يقفوا احتراماً، إذا ما ذكر ستالين، فلولاه، ولولا نضاله، لانتصرت الحرب الأهلية وأصبحت البلشفية في ذمة التاريخ، والحريصون على الاتحاد السوفيتي، وعلى التطور العظيم، الذي حققه، وعلى أثره الكبير متعدد الجوانب في العالم، يجب أيضاً أن يحترموا ذكرى ستالين، والحريصون على شعوب الاتحاد السوفيتي يجب أن يحيوا ذكرى ستالين، ذلك لأن الأوامر النازية كانت إبادة الشعب الروسي، وقتل 35 مليون منه في المرحلة الأولى من خطة بربروسا.

أما بالنسبة لعربنا الأشاوس، فلولا ستالين ونضال الشعوب السوفيتية لوصلت القوات النازية إلى المياه الدافئة، أي مياه الخليج، وهل يعرفون ما معنى ذلك؟ معناه سيطرة الرأسمالية الدولية، وزوال ما يسمى استقلال، ومشيخات وموارد بترولية. ما كانت ثمة حاجة لوكلاء على آبار البترول، فتقوم الرأسمالية الدولية بالاستثمار المباشر، كما هو مبيت الآن.

الكثيرون من الصعب أن يتصوروا اليوم أن النازية كانت مخلباً للإدارة الأمريكية.

بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، وهرب الإمبراطور «فلهم الثاني Wilhelm-II» إلى هولندا قامت جمهورية فايمار على أنقاض قمع الإسبارطيين ومقتل أغلبهم، ومنهم كارل ليبكنشت LIEBKNECHT وروزا لوكسمبورغ.

وهذه (الجمهورية) اضطرت في 1919 للتوقيع على معاهدة فرساي، التي من جملة ما تنص عليه أن تتنازل عن الالزاس واللورين لفرنسا، وعن سيليزيا العليا وأغلب بوزن Posen  وبروسيا الغربية لبولندا، وشمال شليزفيغ للدانمرك، وثلاث مناطق حدودية لبلجيكا، ودانتزيغ تصبح مستقلة، وبروسيا الشرقية فصلت عن بقية البلاد ببوموارنيا البولندية، وميمل memel أعطيت لليتوانيا، ومنعت الوحدة مع النمسا، وكل مستعمرات ألمانيا أعطيت للحلفاء، وضفتا الراين يجب أن تجردا من السلاح, ومنطقة السار سلمت إدارتها لعصبة الأمم ومناجم الفحم فيها تديرها فرنسا. ويجب أن تتمركز قوات التحالف في الضفة اليسرى للراين لمدة /15/ سنة وفي 1921 حددت لجنة، التعويض الذي يجب أن تدفعه ألمانيا للحلفاء، بـ132 مليار مارك ذهبي.

عدا ذلك كان دولار الولايات المتحدة قبل الحرب يعادل 4.20 ماركات وأصبح في 1922 يعادل 362 مارك ثم إلى 7000 مارك، وفي 1923 ارتفع المعادل إلى 160.000 مارك ثم إلى الرقم الخيالي 4.200.000.000

ضمن هذا الوضع ما كان يمكن أن تقوم لألمانيا قائمة، لولا أن الإدارة والماليين الأمريكيين رفعوا البلد من تحت الأنقاض. وفي مطلع الثلاثينيات ارتفعت أسهم الحزب النازي بالبلطجية وربح الانتخابات وأقام دكتاتورية على البلاد.

ستالين كان يتابع التطورات، ويدرك العلاقة بين النازية الصاعدة والإدارة الأمريكية، وكان في الوقت نفسه ماضياً في بناء البلد، وبناء ثورته الصناعية.

القوات النازية اجتاحت روسيا بقوات تعدادها خمسة ملايين وأربعمائة ألف جندي، وبأحدث الاستعداد القتالي في ذلك الوقت.

ولولا القدرة الخارقة لدى الحزب الشيوعي السوفيتي في حرق المراحل، وإنتاج المعدات القتالية الضرورية لانتهت روسيا كبلد، وتحولت حسب المخطط النازي إلى مشيخات صغيرة.

أيضاً لولا انتصار الاتحاد السوفيتي على النازية لبقي العالم الثالث، ومنه عالمنا العربي مجموعة مستعمرات فقيام الاتحاد السوفيتي كان له أثر كبير في الاستقلال السياسي لأغلب البلدان الثالثية.

إن الاتحاد السوفيتي وقف عائقاً ضخماً أمام الرأسمالية، التي ربحت الجولة أخيراً عبر تفعيل الطائفية والعنصرية في ذلك البلد العظيم، وأنتج ذلك شلة عملاء استطاعت أن تتسلل إلى المواقع القيادية وأن تخرب النظام والبلد لصالح الرأسمالية الدولية.

ستالين رمز لبناء الاشتراكية العلمية ولمقاومة الرأسمالية الدولية، وتخاف منه هذه وهو في قبره، ولذا تسلط عليه جوقات الشتائم.

لقد ناضل من أجل الإنسان والإنسانية، وتستحق ذكراه التحية من جميع الحريصين على مستقبل الشعوب.