اضطرابات طبقية المنشأ في تونس.. والجزائر أيضاً

اندلعت اشتباكات جديدة بين متظاهرين وقوات الأمن التونسية يوم الثلاثاء 4/1/2011، في مدينة «تالة» بمحافظة القصرين، غرب تونس العاصمة، بعد هدوء شهدته تونس خلال الأيام السابقة، بعد أسابيع مستمرة من احتجاجات شعبية عارمة امتدت إلى أكثر من مدينة تونسية وسقط فيها ثلاثة قتلى برصاص قوات الأمن في سيدي بوزيد ومدينة منزل بوزيان إحدى مدن الولاية..

وأوضحت المصادر أن عدداً من طلبة المدارس الإعدادية والثانوية خرجوا في مظاهرة، سرعان ما تحولت إلى اشتباكات مع قوات الأمن التي سعت إلى تفريقهم باستخدام القنابل المسيلة للدموع، فيما عمد المتظاهرون إلى إشعال النار في الإطارات المطاطية.

وجاءت الموجة الجديدة من الاشتباكات في أعقاب مسيرة سلمية للتضامن مع أهالي محافظة سيدي بوزيد التي شهدت خلال النصف الثاني من الشهر الماضي احتجاجات شعبية في عدد من القرى والبلدات والمدن التونسية منها تونس العاصمة وسوسة وصفاقس وقفصة والقصرين والكاف وقابس، رداً على قيام شاب تونسي (محمد البوعزيزي) بإحراق نفسه ثأراً لكرامته وامتهان لقمة عيشه على يد عناصر البلدية والشرطة، ليتوفى بعد شهر تقريباً من الاعتداء عليه، ويشيع يوم الأربعاء 5/1 حيث شارك في الجنازة الآلاف رافعين شعارات من بينها «لن نستسلم لن نبيع...دم محمد لن يضيع»، بعد أن كانوا نددوا أصلاً بالتهميش وغياب التنمية بعديد المناطق الداخلية, حيث رفع المحتجون شعارات ضد الفساد والمحسوبية واستهدف بعضها رموز السلطة في تونس.

وكان البوعزيزي أحرق نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد احتجاجاً على منعه من بيع الخضر والغلال وصفعه من قبل أحد موظفي البلدية, ورفض المسؤولين المحليين مقابلته لما أراد التشكي.

كما تسببت الاحتجاجات في اقالة محافظ ولاية سيدي بوزيد وتعيين محافظ جديد مكانه، وذلك غداة تعديل وزاري أطاح أيضاً بوزير الاتصال الذي تعرض لانتقادات شديدة على خلفية المعالجة الإعلامية للأحداث.

بالمثل أفادت أنباء قادمة من الجزائر أن أعداداً من الشباب الجزائري خرجوا في احتجاجات في الشوارع في كل من ولاية تيبازة ومنطقة سطاوالي وصولاً إلى وهران غرباً احتجاجاً على سوء الأوضاع السكنية والمعيشية وكذلك تفاجئهم في ثاني أيام العام الجديد بارتفاعات جديدة في أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية كالسكر والزيت.

وحسب المصادر فإن المحتجين الشباب الذين أحرقوا الإطارات المطاطية وقطعوا الطرقات كانوا يعبرون عن سخطهم من الحالة الاجتماعية المتردية والتهميش والبطالة التي تنخر صفوفهم مقابل مظاهر الفساد والبيروقراطية والمحسوبيات الحكومية.