معركة الفلوجة.. واشنطن على عتبات الاختبار الأخير؟

معركة الفلوجة.. واشنطن على عتبات الاختبار الأخير؟

منذ 23/أيار الماضي، بدأت القوات العراقية وقوات «الحشد الشعبي» عملياتها العسكرية لاستعادة الفلوجة من قبضة مسلحي «داعش»، ذلك بمساندة جوية من طيران «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن، لكن العملية تعترضها حتى الآن جملة من المعوقات، على رأسها سلوك الولايات المتحدة ذاتها في دعمها للعملية..

 

صرح المتحدث باسم القوات الأمريكية في العراق، كريستوفر كارفر، عشية 6/حزيران الجاري، أن «التحالف الدولي» سيوقف الغارات الجوية، ومساندة القوات العراقية في استعادة الفلوجة إذا ما اقتحمت قوات «الحشد الشعبي» المدينة، مشدداً على أن التحالف الدولي معني بتقديم الدعم للجيش العراقي والحشد العشائري فقط.

في المقابل، انتقد القيادي البارز في «الحشد الشعبي»، هادي العامري، في لقاء متلفز له، التخطيط العسكري للحكومة العراقية والضغوط الأمريكية التي أدت إلى تحريك معدات عسكرية  باتجاه الموصل، بعيداً عن محاور القتال في الفلوجة.

وفي سياق متصل بمعركة الفلوجة، من الملاحظ ازدياد مستوى الضخ الإعلامي الهائل، الذي تزامن معها، بكلام حق أريد به باطل وهو تقديرات الخسائر البشرية المتوقعة لهذه المعركة، حيث أكدت الأمم المتحدة أن حوالي 90 ألف عراقي محاصرين داخل الفلوجة التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، لكن معركة الفلوجة ليست الأولى من نوعها، وسبقتها معركة تحرير الأنبار، ولم تشهد المنابر الإعلامية العربية والغربية المنسوب نفسه من العويل على أبناء العراق!

المؤكد أن تحييد أو إخراج المدنيين من ساحة الصراع يجب أن يكون في عين المخططين العسكريين والقوات العاملة على الأرض، لكن هل يقتصر ما مرره عشرات المحللين السياسيين أثناء ساعات البث المباشر على الجانب الإنساني للقضية؟!

إذاً، المعركة في الفلوجة أمر واقع وتسير نحو نهاياتها، وتليها بحسب التقديرات العسكرية العراقية معركة الموصل معقل التنظيم، فما الذي يدفع الولايات المتحدة للتهديد بالانسحاب أو التلاعب بمسار العمليات العسكرية، أو الإيعاز لمنابر إعلامية ضخمة بتغطية مشبوهة للأحداث الجارية؟

الولايات المتحدة مضطرة للمشاركة في العمليات العسكرية الجارية، ولكنها في الوقت نفسه تخشى انهياراً سريعاً لأدواتها الفاشية في العراق بحيث تصبح مجبرة على تكثيف دعمها الجوي بما يلائم حجم تقدم القوات العراقية والقوات الحليفة لها، وهو فقط ما يجعلها مشاركة في النصر على الإرهاب الذي توجد قواتها في العراق بحجته.